وجهت الولاياتالمتحدة رسائل يشوبها بعض الغموض حيال أهدافها في ليبيا إذ أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما انه على العقيد معمر القذافي التنحي مشددا في الوقت ذاته على أن القوات الأمريكية ستحترم تفويض الأممالمتحدة الأضيق في هذا المجال. وقال أوباما في مؤتمر صحافي عقده في الشيلي "تحركنا العسكري يأتي دعما لتفويض دولي من مجلس الأمن يركز بالتحديد على التهديد الذي يمارسه العقيد القذافي على شعبه". وأكد أن القصف بالصواريخ والغارات الجوية التي شنت "أتت دعما لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي ينص بالتحديد على جهود انسانية وسنحرص على احترام هذا التفويض". لكن أوباما شدد على أن "السياسة الأمريكية تقوم على ضرورة رحيل القذافي" متهما الزعيم الليبي الذي يحكم ليبيا منذ 42 سنة، بقتل المدنيين في محاولته لقمع ثورة المعارضة. وأشار مراقبون إلى أن الهدف النهائي من الحملة لم يحدد بوضوح وان القوات الأمريكية المنهمكة في العراق وأفغانستان، لا تملك القدرة على الانخراط في حرب طويلة أخرى. كما برزت انتقاداتٌ دولية متزايدة حول الضربات التي شنتها القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية على أنظمة الدفاع الجوي الليبية في سعيها إلى توفير غطاء للثوار وفرض منطقة حظر جوي على قوات القذافي. الا ان أوباما قال في رسالة إلى أعضاء الكونغرس إن "القوات الأمريكية تنفذ عملية محدودة ومحددة جدا دعما للجهود الدولية لحماية المدنيين والحؤول دون وقوع كارثة انسانية". وقال رئيس أركان الجيوش الأمريكية الاميرال مايك مولن في رسالة عبر خدمة تويتر للمدونات الصغرى إن هدف المهمة في ليبيا "يبقى محصورا بمنع القذافي من التعرض بالأذى لشعبه وفرض منطقة حظر جوي". ويسمح قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذي كان ثمرة مفاوضات دبلوماسية مكثفة لتجنب استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) "باستخدام كل الوسائل الضرورية" لحماية المدنيين. واعتبر وزير الدفاع الأمريكي روبرتس غيتس أن ليبيا ستكون "في حال أفضل" من دون القذافي في الحكم لكنه اضاف إن "الأمر يعود إلى الليبيين انفسهم". وتقود الولاياتالمتحدة العمليات العسكرية في ليبيا التي تضم تحالفا واسعا لكنها تشير إلى انها تحرص على تسليم القيادة إلى طرف آخر في أسرع فرصة ممكنة. واضاف إن "الهدف الأساسي هو القضاء على الدفاعات الجوية الليبية حتى تكون منطقة الحظر الجوي فعالة وكي لا يتعرض طيارو وطائرات التحالف لاي تهديد عندما يسهرون على تطبيق الحظر الجوي". وتابع الرئيس الأمريكي ان "الجانب الاخر هو التأكد من انجاز الجوانب الانسانية للمهمة". وتعهد بان الضربات الأمريكية على الدفاعات الجوية الليبية والثكنات العسكرية "ستكون محدودة في طبيعتها ومدتها ونطاقها". الا أن الادارة الامريكية لم تدع مجالا للشك بالنسبة للهدف النهائي مع ان الوسائل لتحقيق ذلك لم تحدد بعد. فقد قال الناطق باسم وزارة الخارجية مارك تونر "نحاول اقناع العقيد القذافي ونظامه وشركاءه بان عليهم التنحي عن السلطة. هذا يبقى هدفنا النهائي".