لا يضلنكم المخادعون.. لنحيا دوما بحب.. ولا نحتفل بعيد الحب.. بقلم: الشيخ أبو إسماعيل خليفة خلطٌ بين الشرك والتوحيد والعقل والخرافة والإله والأسطورة ذلكم هو عيد الحبّ الذي ورثه النصارى عن الرومان الذين كانوا يعتقدون أن (رومليوس) مؤسس مدينة (روما) أرضعته ذات يوم ذئبة فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر فكان الرومان يحتفلون بهذه الحادثة في منتصف شهر فبراير من كل عام احتفالاً كبيراً. ولما تنصر الرومان نقلوه من مفهومه الوثني (الحب الإلهي) إلى مفهوم آخر يعبر عنه بشهداء الحب ممثلا في القديس فالنتين الداعية إلى الحب والسلام الذي استشهد في سبيل ذلك حسب زعمهم. وسمي هذا اليوم أيضا: (عيد العشاق).. وذلك لأنه لما حكم الإمبراطور الروماني (كلوديوس الثاني) في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج لأن الزواج في زعمه يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها فتصدى لهذا القرار (القدّيس فالنتين) وصار يجري عقود الزواج للجند سرا فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن وحكم عليه بالإعدام. وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان وكان هذا سراً حيث يحرم على القساوسة والرهبان في شريعة النصارى الزواج وتكوين العلاقات العاطفية وإنما شفع له لدى النصارى ثباته على النصرانية حيث عرض عليه الإمبراطور أن يعفو عنه على أن يترك النصرانية ليعبد آلهة الرومان ويكون لديه من المقربين ويجعله صهراً له إلا أن (فالنتين) رفض هذا العرض وآثر النصرانية فنفذ فيه حكم القتل يوم 14 فبراير عام 270 ميلادي ليلة 15 فبراير عيد (لوبر كيليا) ومن يومها أطلق عليه لقب قديس. وقد جعل البابا من يوم وفاة القديس فالنتين عيداً للحب. وللأسف الشديد لقد غُرّر بكثير من شبابنا وفتياتنا لضعف إيمان منهم ونقص توجيه وإرشاد من الدعاة الناصحين فاغترّوا بهذا العيد وراحوا يحتفلون بذكرى القديس فالنتين متناسين إنما الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك وإنها من أخصّ ما تتميز به أمتنا قال تعالى: {لِكُلِّ أُمَّة جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ}. الحج: 67 ومن وافق الكفار في أعيادهم أو بعضها فإنَّ ذلك ينتهي به إلى الوقوع في المشبهة المنهي عنها شرعاً وبالله نعوذ من شرور الأنفس وسيئات الأعمال.. . فالقضية تمثل تهديداً جاداً لإسلامنا وعقيدتنا. يجب أن لا نكون مغفلين وأن نرجع إلى أصول الأشياء ونعرف ما وراء الأكمة.. فلنحيا دوما بحب.. ولا نحتفل بعيد الحب..ولا يستخفنَّكم الذين لا يوقنون ولا يضلنكم المخادعون اعتزوا بدينكم وحافظوا على شخصيتكم وهويتكم ومهما تكلم أولئك عن الحب ومهما مجَّدوه وعظَّموه واحتفلوا به فنحن أولاهم به نحن أولى الناس بالحب وعَقْدُ الدين مبني عليه وأساس الإيمان راجع إليه. والدنيا خُلقت وزُيّنت للذين يحِبُّون أما الذين لا يحِبُّون فهم ميتون وإن أبصرهم الناس في صورة الأحياء..