معلم تاريخي ومكسب اقتصادي فضاءات حرفية وثقافية على طول الرواق السياحي بقصبة الجزائر أعلن والي ولاية الجزائر السيد عبد القادر زوخ مؤخرا بالعاصمة أنه سيتم فتح فضاءات ثقافية وحرفية على طول الرواق السياحي لقصبة الجزائر وذلك خلال الصيف المقبل بهدف بعث الحياة الثقافية والاقتصادية و الاجتماعية في المدينة العتيقة. ق.م أكد السيد زوخ بمناسبة اليوم الوطني للقصبة المصادف ل 23 فيفري من كل سنة أنه تم تشكيل فوج عمل مهمته إعادة بعث الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في أزقة المدينة القديمة وذكر أن الزائرين لولاية الجزائر في الصائفة المقبلة سيجدون خلال جولاتهم فضاءات للصناعات التقليدية والحرفية جديرة بالاهتمام. واعتبر الوالي أن عملية ترميم القصبة بات ملموسا اليوم من خلال نتائج العمل على مستوى قصر الداي ومعمل البارود ومسجد الداي وقصر الدايات وغيرها من المواقع. وأوضح أنه بالموازاة مع هذا النشاط يجب أن يتغير وجه القصبة وتوفير مادة سياحية جديرة بالاهتمام. كما وصف عمليات الترميم المكثفة على مستوى أكثر من معلم تاريخي بالقصبة ب العمل الشاق الذي يتطلب دقة في الانجاز وعليه يضيف- لا يمكن تحديد آجال انتهاء عمليات الترميم بسبب التفاصيل الكثيرة الموجودة في تلك العمارات القديمة . وأردف بالقول أن القصبة اليوم هي عبارة عن ورشة / مدرسة في نفس الوقت بحيث يتم تكوين يد عاملة مؤهلة في مختلف الاختصاصات لتدعيم ورشات الترميم التي تبقى بحاجة إلى مزيد من المختصين في العمارة القديمة . علما أن قصبة الجزائر رصد لها ميزانية قدرها 2400 مليار سنتيم وتعمل مشاريع الترميم عبر 40 مكتب دراسات فيما تم توفير زهاء 1200 منصب شغل. وثمن السيد زوخ إثر زيارته الميدانية لمختلف ورشات الترميم بأعالي القصبة وأسفلها تقدم الأشغال بوتيرة جادة و شدد على ضرورة احترام المواد الأولية الأصلية في إعادة إصلاح ما أفسدته عوامل الزمن. وجاب الوالي أرجاء قصر الداي الذي بلغت نسبة الأشغال به 90 وأعلن أنه بالنظر إلى التاريخ الغني لهذا المعلم سيحول الطابق العلوي منه إلى متحف الفن وتاريخ العاصمة ليخصص لطابع المدائح الدينية الخاصة بالعاصمة فيما سيخصص الطابق السفلي إلى دار للإحسان لاستقبال موائد الرحمن خلال مواسم رمضان الكريم. كما زار قصر البايات المشكل من بنايتين تخضعان حاليا إلى أشغال تعزيز البنايات ثم دخل مسجد الداي وكذا المسجد البراني الذي يخضع هو أيضا لإعادة بناء الأجزاء المدمرة في زلزال 2014 ناهيك عن دار البارود التي تخضع جدرانه إلى وضع مساند. وتابع السيد زوخ والوفد المرافق له فيلما توثيقيا يخص المخطط الاستراتيجي لتهيئة وتأهيل ولاية الجزائر جاء فيه أن المخطط الدائم لحفظ وتثمين القصبة يحصي 1816 بناية متبقية من إجمالي 2189 ملك عقاري في حالات مختلفة: 30 في تدهور جد متقدم 50 تدهور متوسط 10 بنايات منهارة 10 بنايات مسدودة بحيطان وحاليا توجد 717 بناية تم تعزيزها وإسنادها. من جهته أكد بلقاسم باباسي رئيس مؤسسة القصبة أن الحركة الجمعوية ممثلة في مؤسسته و جمعية منحدر لوني أرزقي و أنقذوا القصبة اتفقت على توحيد جهودها من أجل المساهمة في مشروع تأهيل القصبة و ذلك على ضوء الملتقى الدولي الذي نظمته وزارة الثقافة مؤخرا بالتعاون مع اليونسكو و عملا بالتوصيات التي دعت إلى إشراك كل الأطراف الفاعلة في مهمة إحياء هذا النسيج العمراني و الإنساني .