أعلن وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، يوم السبت الماضي، بالجزائر العاصمة عن تنظيم ندوة دولية حول المدينة العتيقة القصبة بإشراف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة ”يونيسكو” وذلك بداية شهر جانفي 2018. وأوضح الوزير ميهوبي، على هامش الجولة التفقدية لمشاريع قطاعه على مستوى العديد من بلديات العاصمة رفقة والي العاصمة عبد القادر زوخ، أنه سيتم بداية شهر جانفي 2018 تنظيم ندوة دولية حول القصبة تشرف عليها منظمة اليونيسكو، وسيسمح هذا اللقاء بإبراز الجهود التي تقوم بها الجزائر من أجل الحفاظ على هذا المعلم التاريخي العريق المصنف عالميا والحفاظ عليه. وأفاد الوزير أن ولاية الجزائر التي تشرف على عملية ترميم وإعادة الاعتبار لقصبة الجزائر تقوم بعمل متسارع وواسع بالتنسيق مع مصالح وزارة الثقافة، وتؤمن كل شروط العملية وذلك من خلال اختيار مؤسسات مؤهلة للقيام بأشغال تهيئة وترميم هذا الموقع للحفاظ على خصوصياته. وأضاف أن قطاع الثقافة تعزز بالعديد من الهياكل التي مستها عملية الترميم والتهيئة، وهو ما يزيد في قيمة القطاع، على مستوى العاصمة، ومنها مشاريع جاهزة للاستغلال سيتم تسييرها ستوضع لخدمة المثقفين والأدباء والمبدعين في شتى المجالات، كما ثمن في غضون ذلك جهود الدولة في التكفل وحماية المعالم التاريخية والأثرية باعتبارها ”عنوان للهوية الوطنية”. كما أشار وزير الثقافة إلى أنه سيتم تصنيف مغارة سرفانتس ببلدية بلوزداد ضمن قائمة التراث الثقافي الوطني قبل نهاية السنة الجارية 2017 بالنظر لدلالات الموقع التاريخية والأدبية، ولفت خلال وقوفه عند مشروع ترميم زاوية وضريح سيد امحمد ببلدية بلوزداد إلى أن العملية ستسمح بالكشف عن معلومات تاريخية مهمة. من جهة أخرى، اعتبر الوزير اشغال الترميم الكبرى التي تشهدها القصبة وغيرها من بلديات العاصمة فرصة ”لبروز الكفاءات الجزائرية العالية” في مجال الترميم، وكانت بمثابة ورشة مفتوحة سمحت لهم باكتساب خبرة سواء للمقاولين أو المهندسين في مجال الترميم، مشيرا إلى أن ذلك ”يضعنا في غنى عن بعض الخبرات الأجنبية”، مثنيا على مساهمة الخبرة التركية التي أشرفت على ترميم مسجد كتشاوة. وأكد أن أشغال الترميم التي تشهدها الجزائر وولايات أخرى، على غرار قسنطينة وبجاية والأغواط، ستتواصل وستنتهي في آجالها المحددة خدمة للذاكرة الوطنية وتحويلها لفضاءات لتعزيز الهوية والانتماء والإبداع. من جهته، أوضح والي العاصمة عبد القادر زوخ، أن عمليات الترميم بالقصبة تسير بوتيرة حسنة، وأضاف أنه ”سيتم خلال السنة المقبلة (2018) ضخ مبالغ مالية إضافية للغلاف المالي المخصص لترميم القصبة”. وذكر بالغلاف المالي الذي خصص لعمليات الترميم بالقصبة والذي بلغ 24 مليار دج، موضحا أن المؤسسات المكلفة بهذه العمليات ”جلها جزائرية” وأن العمليات الترميمية التي تقوم بها عبارة عن ورشات مفتوحة من أجل تكوين الشباب مع خلق فروع للتكوين المهني”. وأشار الوالي إلى أن إعادة فتح مسجد كتشاوة الذي إنتهت الأشغال به بصفة كاملة مؤخرا هو من اختصاص وزير الشؤون الدينية والأوقاف. وبالمناسبة، أفاد مدير حفظ التراث والترميم بوزارة الثقافة مراد بوتفليقة أنه استعدادا لانعقاد الندوة الدولية حول القصبة، سيتم يومي 30 و31 أكتوبر الجاري تنظيم ندوتين تتناول الأولى إشكالية ”الجانب القانوني للملكية الخاصة بالقصبة”، أما الندوة الثانية فستعرض مستقبل القصبة وسبل الاستثمار في هذا الموقع التاريخي السياحي بمساهمة خبراء ومهندسين جزائريين وأجانب وشخصيات تهتم بالقصبة، كما ستخصص مائدة مستديرة حول مساهمة المجتمع المدني في الحفاظ على القصبة لاحقا. وعاين ميهوبي ووالي العاصمة خلال الجولة التفقدية العديد من مشاريع الترميم للبنايات التاريخية بالعاصمة منها الجاهزة ومنها التي تتواصل بها عمليات الترميم، على غرار الشاهدة الصخرية بباب عزون التي تحمل أول اثر لمدينة إيكوزيوم ودار برباروس ببلية الرايس حميدو وجنان الرايس حميدو ببلدية الأبيار وزاوية سيدي امحمد بوقبرين ومغارة سيرفانتاس ببلدية بلوزداد وموقع حلق الواد بالحراش إلى جانب زيارة موقعي الحصن التركي وحصن إسطمبول ببلدية برج الكيفان.