أشرف والي العاصمة السيد عبد القادر زوخ، أول أمس، على فعاليات إحياء اليوم الوطني للقصبة، من خلال زيارة قادته إلى عدة مواقع عبر هذا الحي العتيق، حيث أكد أن شغله الشاغل هو إعادة إحياء التراث الثقافي فيها، من خلال بعث الصناعات التقليدية ذات البصمة الجزائرية وتثمينها. الانطلاق كان في اتجاه مقر جمعية القصبة بأعالي القصبة، حيث أقيمت بها عدة نشاطات، مع استقبال القصبويين، واتجه الوفد باتجاه القاعة الكبرى التي بدت في أحلى حلة، وما زادها بهاء الحضور المكثف للحرفيين الذي أحيوا الكثير من مهن القصبة القديمة، منها أدوات الزينة الخشبية والنحاس والطرز والحلويات ومعارض الصور القديمة للقصبة. في حديثه ل«المساء"، أشار رئيس جمعية القصبة، السيد باباسي، أن يوم 23 فيفري عيد يتم الاحتفال به على شرف المدينة القديمة، منوها بالجهود المبذولة من السيد الوالي الذي يساهم في إعادة الترميم والتأهيل على أرض الميدان. كما حيا المتحدث اتحاد الجمعيات المهتمة بشؤون القصبة، مما سيساهم في تسريع عملية بعث القصبة قائلا "علينا كمجتمع مدني أن نتحرك". كما التقت "المساء" بنفس القاعة، الفنان الكبير إسماعيل هني المختص في الموسيقى الأندلسية، وابن القصبة الذي بدا متأثرا، متمنيا أن تعود الأيام الخوالي لتعيشها الأجيال. قامت السيدة حورية بوحيرد رئيسة جمعية "أصدقاء الجزائر" لحماية القصبة بجولة عبر المعرض، لتقدم للسيد الوالي بعض المعروضات وأصحابها الذين تفننوا كل في مجاله، لتبدأ بالأطباق التقليدية وعلى رأسها "الرشتة"، حيث قامت الحرفية السيدة زينب بتحضيرها على أصولها تماما كما كانت تحضر قبل قرون، وأعطت فكرة لتسويقها من غلال تغليف راق، وكذلك الحلواجية فاطمة بوشنوي التي قدمت حلويات أصيلة، زيادة على المربى (معجون التباسا) الذي يرعى مرضى السكري، كذلك الحال بالنسبة لحرفي الأواني النحاسية بالقصبة عمي الهاشمي، الذي قدم قطعا تعود إلى القرن ال18، كما أهدى السيد الوالي "طنجرة" جميلة. في ذلك الزخم الذي ملأ مقر الجمعية، أشار الوالي زوخ قائلا "بأنها وقفة احتفال بالقصبة التي هي رمز للذاكرة التي يجب أن تبقى، فهي مكان وزمان وبطولة شعب إبان حرب التحرير المجيدة، غصت بجموع المجاهدين والفدائيين واتخذت فيها قرارات مصيرية، لذلك فهي بالنسبة للجزائريين مكان مقدس، كما أن شغلنا الشاغل اليوم هو بعث هذا التراث الثقافي، وهذا يعني إعادة تهيئة القصبة، علما أن مشروعها مستمر، ونرجو الحياة للقصبة خاصة في مجال إحياء الصناعات التقليدية ذات الخصوصية الجزائرية". من جانبها، رحبت السيدة حورية بوحيرد بالحضور وثمنت عمل الوالي في القصبة، كما استحضرت ذكرى الفدائي الشهيد عرباجي الذي استشهد في 23 فيفري 1957، واستحضر السيد باباسي ذكرى ألفي شهيد من القصبة منهم مصطفى بوحيرد، أما السيد لونيس آيت عودية من جمعية "أصدقاء لوني أرزقي"، فتوقف عند ضرورة إعادة الحياة لهذا المعلم، لتسلم الجمعيات المهتمة بالقصبة وسام تقدير للسيد الوالي، الذي تحدث عن الملتقى الدولي الأخير الذي خصص للقصبة، حيث أخذت تجارب بعض الأجانب، كما أكد أن القصبة تعني جميع الجزائريين، وهي مكون من مكونات شخصيتهم الوطنية. التقت "المساء" بالسيد عبد الوهاب زكار، المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، الذي اعتبر هذه الذكرى بمثابة تقييم لما أنجز منذ عقود، وأين نحن؟ وما هو جديد اليوم؟ كما اعتبر احتفال هذه السنة مميزا، لأن الجهود توحدت عكس ما كان وتحتفل الجمعيات كلها معا مع الولاية وقطاعات أخرى، إضافة إلى توفر أداة قانونية وشطر أول من التمويل المالي، زد على ذلك أن ثلث البنايات اليوم بالقصبة مدعمة، بالتالي سيكون مخططا هجوميا حسبه- ب212 بناية، منها 5 مساجد و7 قصور و9 بنايات تاريخية خاصة بالثورة و51 بناية ألقتها الولاية، وهي محروسة و180 بناية مسكونة وذات خانة حمراء ومدعمة سيتم التدخل فيها، علما أنه تم التدخل في 5 منها، ومن المشاريع الترميم هناك نهج أوسليماني، حيث توجد دار باشطرزي ومجمع دار بوحيرد ب4 بنايات وبنايات بجنب قصر حسن باشا وجامع البراني، وهناك مناقصة ل17 مكتب دراسات، وأشار زكاغ إلى أن الاقتراح القائم هو أن تجري الأشغال مع الدراسات جنبا لجنب. النقطة الثانية في جولة الوالي للقصبة كانت بجامع الداي الذي بني في 1818، وانتهت الأشغال به بنسبة 90 بالمائة، وسيخصص طابقه العلوي للمدائح الدينية والترتيل والجزء السفلي لمطاعم الرحمة وعابري السبيل، ثم كانت الوجهة نحو حي الانكشارية، حيث انتهت الأشغال وفيه عرض شريط مصور عن مخطط تأهيل ولاية الجزائر، بما في ذلك القصبة، ليكرم الوالي مجددا من قبل المجلس البلدي ومن سكان القصبة، وصرح الوالي زوخ أن قصر الداي يبلغ من المكانة بما كان، فهو رمز للسيادة الوطنية واشتغل عليه 40 مكتب دراسات ب1200 منصب شغل تعمل بالقصبة، وستكون صائفة هذا العام مقصدا (لأروقة فيه) من طرف الزوار والسياح، شرط توفر الحرفيين أيضا. بعدها، انتقل الوفد مشيا للعبور عبر أزقة القصبة، فتوقف عند "نقطة التقاء" وهو فضاء بسيدي رمضان يضم نماذج من تراث القصبة، منها الصور الفوتوغرافية، كما توقف عند بعض الحرفيين والصناع. أما فيما يتعلق بمسجد كتشاوة، فأشار إلى أن موعد افتتاحه يتجاوزه، وهو في يد المعني الأول به. كما تمت زيارة دار البارود، ثم قصر حسن باشا ولوحظ مدى الالتزام باستعمال المواد المحلية، كما تم ترميم وفتح مشاكل قنوات الصرف ومساراتها. اختتمت الزيارة بمقر الوكالة الوطنية للقطاعات المحفوظة بالقصبة السفلى، وفيها التقت "المساء" بمديرتها السيدة كريمة صادقي التي أعلنت عن اطلاق "دليل التطبيق الأمثل للصيانة" عبر الأنترنت قريبا. ❊مريم.ن