بقلم: رشاد أبو داود في السابع والعشرين من مارس 2017 قالت نيكي هايلي أمام المؤتمر السنوي للوبي اليهودي الأميركي آيباك : إنني ارتدي الكعب العالي ليس من أجل الموضة بل لأضرب به رأس كل من يرتكب خطأً ضد إسرائيل! كان لابد لهايلي أن تنال بركة اليهود وتتعمّد في المياه الصهيونية الآسنة. وقام بتقديمها للمؤتمر الذي حضره عشرون ألف صهيوني دان سينور مؤلف كتاب معجزة إسرائيل الاقتصادية قائلاً إن إسرائيل تتعرض لهجوم من قبل أعضاء في الأممالمتحدة. هنا الليلة شخصية قررت أن تغير هذا الوضع. إنها السيدة نيكي هايلي. بدأت كلمتها بالكعب العالي وأنهتها حافية في بلاط الآيباك. قالت مما قالت: لقد حاولوا أن يضعوا شخصية فلسطينية في واحد من أعلى المناصب في الأممالمتحدة فقلنا لهم اخرجوا من هنا. ربما تقصد الدكتورة ريما خلف التي كانت مرشحة لمنصب الأمين العام للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا الإسكوا وقدمت تقريراً موثقاً عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتهم إسرائيل بالعنصرية ووصفتها بنظام الابارتهايد ما أغضب واشنطن وطالبت الأمين العام للأمم المتحدة بسحبه وقد خضع للضغط الأميركي فيما رفضت ريما خلف سحب التقرير وقدمت استقالتها في 17/__3/__2017 أي قبل عشرة أيام من حديث هايلي في مؤتمر الآيباك. ثم تتفاخر هايلي بإنجازاتها الإسرائيلية قائلة: اختبرونا مرة ثانية بتقرير سخيف من ريتشارد فولك ولا اعرف من هو هذا الشخص يقارن فيه إسرائيل بدولة عنصرية. وقد استدعينا الأمين العام للأمم المتحدة وأبلغناه أن هذا التقرير مثير للسخرية ويجب سحبه فوراً وقد تم السحب وبعد ذلك قدم فولك استقالته. لقد ولّت أيام انتقاد إسرائيل! طبعاً هي تعرف من هو رتشارد فولك لكنها إمعاناً في إثبات خدمتها لإسرائيل ادعت عكس ذلك لتؤكد أنها أكثر إسرائيلية من اليهود انفسهم. فالرجل يهودي أميركي وأستاذ القانون الدولي في جامعة برنستون ومقرر سابق للجنة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي 26 مارس من العام 2008 عين مقرراً خاصاً للأمم المتحدة معنياً بملف حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 واستمر حتى العام 2014. وقد بادرت تل أبيب بعيد تعيين فولك إلى منعه من دخول إسرائيل بصفته ممثّل مجلس حقوق الإنسان لمراقبة الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وأعادته من مطار بن غوريون اللّد على أول طائرة مغادرة إلى سويسرا. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن إسرائيل أوضحت أن السيد فولك غير مرحب به في إسرائيل بصفته الحالية مقرراً لحقوق الإنسان وإنه لن يدخل إسرائيل إلا بموجب قانون العودة الذي تسمح بموجبه لأي يهودي بدخول إسرائيل . ورداً على ذلك قال فولك أعتقد أن الإسرائيليين ضغطوا باتجاه الحصول على مقرر يكون أكثر تعاطفاً مع سياساتهم. وحين تم اختياري استاؤوا للأمر وأصابتهم خيبة أمل كبيرة فقرروا عدم التعاون مع الأممالمتحدة. بل معاقبتها . فولك ليس أول يهودي غير صهيوني يطاح به لانحيازه إلى جانب الإنسانية والعدالة وطبعاً لن يكون الأخير طالما أن في أميركا من هو صهيوني اكثر من اليهود..هايلي مثالاً. تفتخر المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة بأنها حين كانت حاكماً لولاية كارولاينا الجنوبية أصدرت قراراً بمنع نشاط حركة بي.دي.اس. نزع الشرعية عن اسرائيل-والتي لاقت نجاحاً مميزاً في الولاياتالمتحدة وأوروبا. ولدى سؤالها عما ستفعله في الأممالمتحدة قالت: كما منعت بي.دي.اس في كارولاينا الجنوبية سأقول للأمم المتحدة دعكم من هذا الهراء إسرائيل شرعية وستبقى. وبالفعل شنت هايلي هجوماً عنيفاً ولكن صبيانياً في العشرين من ديسمبر الماضي على الدول التي ستصوت ضد قرار الرئيس ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس مهددة بقطع المساعدات عنها. وقالت: الرئيس سيتابع عن كثب وسنسجل الأسماء! ثمة من يرى أن هايلي تطلع أو يجري إعدادها صهيونياً لتكون الرئيس القادم للولايات المتحدة. فكل شيء في أميركا جائز.. كل شيء!