نظرت أمس محكمة جنايات العاصمة في واحدة من قضايا سفك الدماء التي طالت كهلا في الأربعينات، دخل في مناوشات كلامية مع جاره البالغ من العمر 23 سنة، بسبب الفوضى التي أحدثها أبناء الضحّية بالعمارة، والتي انتهت بوضع حدّ لحياة هذا الأخير بطعنة خنجر على مستوى الصدر بعمق سنتيمترين، وهي القضية التي تورّطت فيها أمّ المتّهم وشقيقه لمحاولتهما طمس أثار الجريمة بكسر السلاح المستعمل ورمييه في مكان بعيد وتنظيف مسرح الجريمة من بقع الدم، وهو الفعل الذي أدانتهما عنه العدالة بعام حبسا موقوف التنفيذ، فيما تمّت إدانة القاتل ب 18 سنة سجنا نافذا· تفاصيل الجريمة الشنعاء التي احتضنتها القصبة بتاريخ 16 أفريل 2010، انطلق التحرّي فيها مباشرة بعد تلقّي مصالح الأمن نداء من قسم الاستعجالات بمستشفى "مايو" بباب الوادي، في حدود الساعة العاشرة ليلا تخطرهم فيه بوصول شخص إلى مصلحتهم تعرّض للضرب والجرح العمدي بسلاح أبيض على مستوى الجهة اليسرى من الصدر لفظ على إثره أنفاسه، ويتعلّق الأمر بالمدعو "ب· رشيد"· وعليه، تمّ فتح تحقيق لمعرفة ملابسات القضية وتوجّهت فرقة من الشرطة العلمية إلى مسرح الجريمة لرفع البصمات، غير أنها لم تعثر لا على أداة الجريمة ولا على بصمات الجاني التي تمّ مسحها· وفي اليوم الموالي من الواقعة سلّم القاتل نفسه لمصالح الأمن معترفا بالجرم المنسوب إليه، والذي كان في إطار الدفاع عن النّفس بعدما اعتدى عليه الضحّية، كما سلّم شهادة طبّية تثبت تعرّضه للضرب بواسطة سكّين، والذي تسبّب له في عجز عن العمل لمدّة 10 أيّام، حيث صرّح بأنه يوم الواقعة أسمعه الضحّية وابلا من الشتائم بسبب اتّخاذه موقفا من الإزعاج الذي يسبّبه أبناء هذا الأخير في العمارة، الأمر الذي استفزّه فلم يتوان في إحضار سكّين من المطبخ وضرب الضحّية ويلوذ بالفرار مباشرة، في حين قامت والدته بتنظيف المكان بأخذ أداة الجريمة إلى المنزل وتنظيفها وكسرها قبل أن تقرّر في منتصف اللّيل إلقاءها في النّفايات بالقرب من جامع "كتشاوة" بساحة الشهداء، أمّا شقيقه فالجرم الذي ارتكبه كان نقله للوالدة دون أن يدرك ما كانت تنوي فعله· منجهتها، النيابة العامّة تأسّفت في مداخلتها لسنّ القاتل وسرعة غضبه التي أوقعته في مثل هذه القضية، والتي تصل عقوبتها إلى المؤبّد، والتي خسر في مقابلها مستقبله، في جين اِلتمس تسليط عقوبة عامين حبسا نافذا على بقّية المتّهمين·