مليكة حراث لا زالت حوالي 40 عائلة قاطنة بحي الأرشيف القصديري المتواجد على مستوى إقليم بلدية بئرمراد رايس تعاني منذ أزيد من 30 سنة مشاكل نغصت عليهم حياتهم اليومية رغم الشكاوي العديدة والمراسلات الموجهة للسلطات المحلية إلا أنها لم تلق آذان صاغية لتغيير الوضع المزري الذي يتخبطون فيه على حد تعبيرهم سوى قطع وعود زائفة لم تعرف تجسيدها على أرض الواقع رغم كل التطمينات التي تلقوها على لسان مسؤوليهم بشأن ترحيلهم· حيث بقيت تلك الوعود مجرد تهدئة وامتصاص غضب السكان رغم علمهم ودرايتهم بالوضعية المأساوية التي يعيشون فيها بسبب جملة النقائص التي يشتكون منها وأولها مشكل انعدام المياه الصالحة للشرب التي يعملون على جلبها من الأحياء المجاورة الأمر الذي رفضه أصحابها لأنه ينعكس سلبا على فاتورتهم الشهرية، هذا إلى جانب تدهور وضعية الطرقات التي أصبحت عبارة عن مسالك ترابية يتطاير الغبار فيها صيفا وتتحول إلى مستنقعات شتاء، هذا دون الحديث عن وضعية السكنات الشبيهة بالجحور أو القبور على حد تعبيرهم والتي تفتقد لأدنى متطلبات العيش الكريم بدءا من مشكل الكهرباء، بحيث لجأ هؤلاء إلى التزود بمادة الكهرباء بطريقة عشوائية تفتقد للمنهجية المعمول بها في هذا المجال مما يزيد من حجم الأخطار المحدقة بها، إلى جانب تشييد قنوات الصرف الصحي بطريقة بدائية محضة مما ينجر عنها فيضانها بسبب انسدادها في كل مرة مما يجعل مياهها القذرة تطفو فوق السطح مشكلة بذلك انتشار روائح كريهة التي تحبس الأنفاس، ناهيك عن التهديد مما أدى إلى تخوفهم من كارثة وبائية تهدد الصحة العمومية لاسيما الأطفال الأكثر عرضة للأمراض الأمر الذي جعل إمكانية العيش في تلك السكنات صعبة وقاسية للغاية، خاصة أمام هشاشتها والرطوبة العالية المتواجدة على مستواها وهو ما تسبب في إصابتهم بمختلف الأمراض كالحساسية والربو الذي أصبح يلازم جل رضع الحي الذين أصبحوا يخضعون للمعالجة الطبية الدائمة، لذا نظرا للتهميش الذي يشهده حيهم من حيث التهيئة والتزويد بمختلف المرافق الضرورية طالب السكان في العديد من المناسبات بالتفاتة السلطات الوصية من أجل توفير وسائل العيش الضرورية بالمنطقة كالماء الشروب، شبكة تطهير الصرف الصحي، الكهرباء، ترقيم الأبواب، تزفيت الطرق وغيرها من الهياكل التي تضمن لسكانها العيش الكريم إلا أن لا شيء من هذا القبيل تحقق لحد كتابة هذه الأسطر حسبهم· وحسب ممثل السكان فإنهم مجبرون إن استمرت الأوضاع على الخروج إلى الشارع والقيام باحتجاجات عارمة خلال هذه الأيام وبالاعتصام أمام مقر البلدية وقطع الطريق حتى تسمع أصواتهم وتنقل معاناتهم للمسؤولين في الدولة خاصة بعد رفض السلطات المحلية ترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم كباقي الجزائريين، وأمام هذه الوضعية الكارثية التي تعيشها العائلات بالبيوت لقصديرية تطالب هذه الأخيرة السلطات المعنية على رأسها رئيس الجمهورية بوضع حد لمآسيهم وترحيلهم إلى سكنات ملائمة·