تشتكي العائلات المقيمة بحي 352 مسكن ببلدية بوزريعة في العاصمة، من السلطات المحلية التي تنتهج سياسة التهميش واللامبالاة من الواقع المزري الكارثي الذي تواجهه داخل سكنات تفتقر لأدنى شروط العيش الكريم رغم الشكاوي والكتابات العديدة والمودعة لدى مصالح البلدية التي لم تكلف نفسها عناء التنقل والوقوف على وضعيتهم التي باتت هاجسا أرهق كاهلهم، والقيام بانتشالهم من الجحيم الذي يتخبطون فيه منذ 20 سنة، أي منذ تاريخ تحويل المشروع إلى شركة خاصة· وحسب السكان فإنهم ذاقوا ذرعا من هذا الوضع المأساوي مما أجبرهم على توجيه نداءات استغاثة عدة مرات إلى مسؤولي بلديتهم من أجل التدخل العاجل لتغيير هذه الوضعية، ورغم الوضع المحرج الذي تعيشه هذه العائلات إلا أن السلطات قامت برفض العمليات الترقيعية التي يرغبون في إجرائها· وقد أكد ممثل العائلات، خلال حديثه لأخبار اليوم، أن معاناتهم مع المشكل بدأت عندما تم تحويل المشروع إلى شركة خاصة، ومنذ أزيد من 20 سنة لم يبد أعضاء البلدية أي التفاتة تذكر للقيام بحل مشاكلهم، بل الأدهى من ذلك تنتهج سياسة الصمت والتجاهل، وحسب تعبيرهم من المفروض إن عجزت عن حل جملة المشاكل على الأقل نقل معضلتهم ومعاناتهم إلى السلطات الولائية والعليا في البلاد لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال معاناتهم التي دامت سنوات طويلة والتي لا تعد ولا تحصى، خاصة أنهم دفعوا كل ما يملكون في المشروع الذي لم ير النور سوى بعضه، في حين تم تسليم سكنات للعائلات التي دفعت كل ما تملك مشروعا ناقصا يفتقر لأدنى متطلبات العيش الكريم، بدءا بمشكل انعدام قنوات الصرف الصحي، غاز المدينة، انعدام شبكة التيار الكهربائي والمياه الصالحة للشرب، وغيرها من المشاكل التي نغصت عليهم حياتهم· ورغم محاولاتهم العديدة لطرح ولو جزء من معاناتهم لمسؤوليهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك بسبب تقاعس هؤلاء وعدم استقبالهم، وما زاد من تعقيد الوضع أكثر حسب تعبير السكان هو تراجع الوضع البيئي الناجم عن قنوات الصرف العشوائية التي شكلت حالة من الانسداد بسبب صرف المياه بطريقة عشوائية بأقبية العمارات، ما ينذر بكارثة صحية وإيكولوجية خطيرة، دون الحديث عن تدهور شبكة الطرقات التي لم تشهد أية عملية تزفيت منذ إنشاء المشروع· من جهة أخرى، أكد محدثونا أنه لا توجد أية آذان صاغية لانشغالاتهم، ولم يبق لهم سوى انتظار لحظة الفرج التي يعلقون عليها آمالا كبيرة، منتظرين تحرك السلطات المحلية لعلها تبادر باتخاذ إجراءات جادة للحد من معاناتهم وانتهاء جملة المشاكل التي لازمتهم لسنوات عديدة·