مليكة حراث تعاني خمس عائلات تقطن بشارع محمدي الواقع على مستوى بلدية حيدرة من ظروف قاسية وعدة مشاكل نغصت حياتهم اليومية داخل بيوت مشيدة من الباربان والزنك منذ أكثر من 15 سنة هروبا من التشرد بالشوارع نظرا لأزمة السكن الخانقة· وحسب ممثل تلك العائلات فإنه بعد تزايد عدد أفراد العائلات وزواج أبنائهم لم يكن هناك حلا مناسبا إلا اللجوء لاتخاذ مكان تحت أسفل جسر حيدرة لتشييد هذه السكنات واعتبارها كمأوى لهم كحل مؤقت بعد انفراج الأزمة وحسبهم رغم الشكاوي العديدة التي رفعوها إلى الجهات المعنية إلا أنها لم تجد نفعا أمام الوعود الوهمية والزائفة التي تلقوها على لسان مسؤوليهم بشأن ترحيلهم· حيث بقيت تلك الوعود مجرد حبر على ورق رغم علمهم بالوضعية المزرية التي يعيشون فيها بسبب جملة النقائص التي يشتكون منها وأولها مشكل انعدام المياه الصالحة للشرب التي يعملون على جلبها من الأحياء المجاورة الأمر الذي رفضه أصحابها لأنه ينعكس سلبا على فاتورتهم الشهرية، هذا إلى جانب تدهور وضعية الطرقات المؤدية إلى الحي أو بالأحرى إلى مكان تموقعهم والتي أصبحت عبارة عن مسالك ترابية يتطاير الغبار فيها صيفا وتتحول إلى مستنقعات شتاء، هذا دون الحديث عن وضعية السكنات التي تفتقد لأدنى متطلبات العيش الكريم، بحيث لجأ هؤلاء إلى التزود بمادة الكهرباء بطريقة عشوائية تفتقد للمنهجية أو للمعايير المعمول بها في هذا المجال مما يزيد من حجم الأخطار المحدقة بهم الأمر الذي جعل إمكانية العيش في تلك السكنات صعبة خاصة أمام هشاشتها والرطوبة العالية المتواجدة على مستواها وهو ما تسبب في إصابتهم بمختلف الأمراض كالحساسية والربو، ناهيك عن التعقيدات النفسية والتي أثرت سلبا خاصة على آبائهم التي تتراوح أعمارهم بين 15 و26 سنة، وجراء رفضهم طبيعة المكان الذي يعيشون فيه تحت وطأة الذل والمهانة يتقاسمون المكان مع الجرذان وكل أنواع الحشرات نتيجة تواجد هذه السكنات بمحاذاة واد تحول مع مرور الوقت إلى مفرغة للقاذورات والأوساخ بسبب الرمي العشوائي كون شاحنات عمال النظافة لا تعرف دخولها الحي لأداء مهامها في نقل أكياس القمامات المنتشرة عبره نظرا للمسالك الوعرة التي حالت دون ذلك، ولم يعرف الحي أي التفاتة إلا بعد الشكاوي المتعددة مما دفع السلطات المحلية إلى القيام بأشغال تهيئة الطرقات المؤدية إلى تلك السكنات سابقة الذكر، كما أثر الوضع خاصة على الأطفال والرضع الذين يعانون مشاكل صحية وتنفسية مما أجبر السكان على صرف تكاليف العلاج الذي أصبح يلازم هؤلاء وخضوعهم للمعالجة الطبية الدائمة، لذا نظرا للتهميش الذي يشهده حيهم من حيث التهيئة وتزويده بمختلف المرافق الضرورية يطالب السكان بالتفاتة السلطات المحلية من أجل توفير وسائل العيش الضرورية بالمنطقة كالماء الشروب، شبكة تطهير الصرف الصحي، الكهرباء، ترقيم الأبواب، تزفيت الطرق وغيرها من الهياكل التي تضمن لسكانها العيش الكريم أو بالأحرى ترحيلهم إلى سكنات لائقة كون هذه العائلات تعد على الأصابع حسب ممثل السكان·