م· راضية هدّد عدد من الأساتذة المتعاقدين المقصيين من عملية الإدماج الأخيرة التي أعلنتها وزارة التربية تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية، إثر اعتصام هؤلاء الذي دام عشرة أيّام كاملة أمام مقرّ الوزارة، بالتصعيد ومواصلة الاعتصامات في الأيّام المقبلة أمام مقرّ ملحقة وزارة التربية ومبنى الوزارة إلى غاية الاستجابة لمطلبهم والمتعلّق بالإدماج شأن أقرانهم الذين طبّقت فيهم قرارات الرئيس بالرغم من أنهم يرون أنفسهم الأجدر بهذا القرار الذي كان لابد أن يعمّم على الكلّ أو يطبّق على أساس الأولوية في سنوات التخرّج أو الكفاءة والخبرة المهنية لا على أساس من يشغل المنصب في الوقت الحالي· لايزال المئات من الأساتذة المتعاقدين الذين لم يشملهم قرار الإدماج الأخير المتّخذ من طرف وزارة التربية، والذين لم يسعفهم الحظّ في عملية الاستخلاف أو التعاقد لهذا الموسم، مصرّين على مواصلة الاحتجاجات والاعتصامات أمام مقرّ ملحقة وزارة التربية التي وقف بها أمس الأوّل المئات من الأساتذة القادمين من مختلف ولايات الوطن، ليلجأوا بعدها إلى قطع طريق الرّويسو المؤدّي إلى بلكور، ممّا أدّى إلى تدخّل أعوان الأمن الذين فرقوا المحتجّين من أجل فتح حركة المرور بالطريق التي سدّت لساعات· وحسب تصريحات أحد الأساتذة ل "أخبار اليوم"، فإنه رغم اعتصامهم واحتجاجاتهم المستمرّة لم تحرّك الجهات الوصية ساكنا لاحتواء القضية والتحاور مع من منحوا لأنفسهم اسم "الضحايا"· ولم تكلّف ذات الجهات نفسها عناء التحاور معهم من أجل إيجاد حلّ يرضي كافّة الأطراف، بل تكتفي حسبهم بتفريقهم من أمام مقرّ الاعتصام في كلّ مرّة· كما تضيف أستاذة أخرى من ولاية معسكر متخرّجة دفعة 2000 لاتزال تواصل عملها إلى غاية الساعة في إطار مستخلفة أو متعاقدة أحيانا، غير أنها أقصيت من عملية الإدماج الأخيرة، وهو ما أزّم وضعيتها اتجاه وظيفتها التي تناضل من أجلها منذ سنوات بعدما اكتسبت الخبرة المهنية، متعجّبة في الوقت ذاته من لجوء الوزارة إلى إدماج متخرّجين جدد في حين لاتزال هي وبعض من أقرانها من الأساتذة يواجهون نفس المصير المجهول بعدما اكتشفت أن الوزارة لا تدمج العاملين في إطار عقود الإدماج، الأمر الذي اعتبره المئات من المعتصمين إجحافا في حقّهم بعدما أهدروا وقتا وجهدا لا يقاس خلال فترات تدريسهم المستمرّة إلى غاية اللّحظة عند أغلبيتهم بعدما ساهموا في تغطية العجز الذي عان منه قطاع التربية على مدى سنوات وضمنوا خلاله السّير الحسن للمدرسة الجزائرية· وبعد مللهم من وعود الوزير قرّر البعض منهم الابتعاد عن التدريس، في حين أوقف البعض الآخر من طرف مديريات التربية بعد انقضاء عقودهم، ليفاجأ هؤلاء بالقرار الوزاري الأخير الذي تمّ من خلاله إدماج الأساتذة الذين يشغلون مناصب عمل في الوقت الحالي بالرغم من نقص خبرتهم· ويعود تجمّع المئات من الأساتذة المتعاقدين والمستخلفين المحرومين من عملية الإدماج إلى يوم الأحد الماضي، مطالبين بمنحهم مناصب دائمة على غرار المئات من زملائهم الذين استفادوا من الإدماج بعد الاعتصام المفتوح الذي قاموا به أمام رئاسة الجمهورية لأكثر من 10 أيّام انتهى بإعلان الوزارة إدماجهم بعد دراسة ملفاتهم، كلّ واحد على حِدة·