م· راضية قرّر الأساتذة المتعاقدون أمس مواصلة الاعتصام أمام مقرّ وزارة التربية والمبيت على حافّة طريق المرادية المؤدّي إلى الرئاسة طيلة أسبوع، وهي الفترة التي وعدهم بها مستشار بالرئاسة أمس للنّظر في تظلّماتهم ومطالبهم الخاصّة بالإدماج بدون قيد ولا شروط، غير أن إصرار هؤلاء على افتكاك مطالبهم في وثيقة رسمية سيفرض عليهم مواجهة البرد والجوع في العراء طيلة تلك الفترة، خاصّة وأن المحتجّين قدموا من 48 ولاية· أكّد ممثّل عن الأساتذة المتعاقدين في حديث ل "أخبار اليوم" أمس أن الجموع المشكّلة من الأساتذة مصرّة على افتكاك حقوقهم التي وصفت بالمسلوبة وذلك بطريقة أقلّ ما يقال عنها إنها حضارية وبعيدة كلّ البعد عن الأطروحات السياسة لما يخدم مطالب الأساتذة الذين لايزال إصرارهم قائما على انتزاع مطالبهم بالرغم من التطمينات التي قدّمت لهم من طرف مستشار برئاسة الجمهورية من أجل دراسة القضية في مدّة أقصاها أسبوع، غير أن إصرار هؤلاء على مواصلة الاعتصام والمبيت في الشارع لايزال قائما طيلة تلك الفترة الزمنية الممنوحة لهم للردّ على انشغالهم· وفي هذا الصدد، قال الأساتذة إنهم مستعدّون لمواجهة البرد والجوع مدّة أسبوع أو أكثر إن اقتضى الأمر في سبيل إعادة إدماج كامل المعتصمين في مناصب عمل قارّة دون قيود ولا شروط، وكان المتعاقدون المعتصمون حاملين لافتات وشعارات ويهتفون ب "الإدماج أو الممات"، "ما راناش رايحين أهنا بايتين"، "صامدون لسنا سياسيين"، "أريد حقّي في الإدماج"، "الإدماج بدون شروط"، هي عبارات وغيرها تغنّى بها المحتجّون فيما ذهب البعض الآخر إلى تقديم عروض مسرحية على الهواء الطلق يبيّن من خلالها هؤلاء الأساتذة نوع الحفرة التي طالتهم· وعن أماكن المبيت وقضاء الحاجة أكّد هؤلاء أنهم يبيتون فوق الأرصفة، أمّا النّساء فخصّصت لهم مواقف الحافلات، ولقضاء الحاجة يتّجه الكلّ نحو مسجد المنطقة· وقد أكّد المحتجّون مواصلة الاعتصام وإبقائه مفتوحا إلى أن تتمّ الاستجابة لمطلبهم الوحيد وهو الإدماج الفوري وبدون قيد أو شرط· وقد عبر المحتجّون عن رفضهم اتّباع سياسة الحوار مع وزارة التربية على خلفية الاستهزاء الذي طالهم من طرف الأمين العام بالوزارة أبو بكر خالدي الذي لم يحترمهم على حدّ تعبيرهم منتظرين ما ستسفر عنه الأيّام القادمة، خاصّة بعدما وصلت رسالتهم إلى رئيس الجمهورية أين تمّ وعدهم من طرف مستشاره النّظر في قضيتهم قبل انقضاء فترة أسبوع المعلن عنها، والتي ستبقى بمثابة التاريخ الذي سيحدّد مستقبل ومصير المئات من الأساتذة الذين قضى العديد منهم مدّة أكثر من 10 سنوات من الخدمة ليجدوا أنفسهم من جديد بين أحضان الشارع والبطالة· للتذكير، فقد عرفت الحركة الاحتجاجية التي دخلت أمس يومها الرّابع تطويقا أمنيا من طرف قوّات مكافحة الشغب للتحكّم في الوضعية تحسّبا لأيّ انزلاقات قد تحدث عن طريق تسيير الاحتجاج بالحنكة والتعقّل بالرغم من محاولات الانتحار المسجّلة بين أستاذين·