م· راضية دخل اعتصام الأساتذة المتعاقدين أمس يومه السابع على التوالي بعدما أصرّ هؤلاء على تسمية وقفة السبت ب "الصامتة" ردّا على صمت السلطات والجهات المعنية التي لم تحرّك ساكنا بغية إيجاد حلول لمطالبهم التي لاتزال عالقة بالرغم من الوعود التي منحهم إيّاها مستشار برئاسة الجمهورية، إلاّ أنها تبقى مجرّد وعود شفهية - حسب الأساتذة الذين يريدون قرارات كتابية تعيد لهم الثقة المفقودة من الجهات المسؤولة التي وفي كلّ مرّة تمنح لهم مهدّئات تتبخّر في الهواء كلّما استعادوا أنفاسهم من جديد للاحتجاج والمطالبة بالإدماج· بعد "جمعة غضب" ها هي الاعتصامات متواصلة منذ الأحد الماضي لتدخل يومها السابع الموافق ليوم أمس السبت الذي سمّي ب "سبت الصمت" حسب ما أكّدته النّاطقة الرّسمية باسم الأساتذة المتعاقدين مريم معروف، والتي أرجعت هذا الصمت ردّا على صمت السلطات والجهات الوصية التي لم تتحدّث إلى غاية الساعة عن موقفها أو قرارات تتناسب ووضع هؤلاء الأساتذة المصرّين على انتزاع حقوقهم عن طريق مواصلة الاعتصامات والاحتجاجات بالقرب من مبنى رئاسة الجمهورية بالمرادية والمبيت في الشارع إلى غاية إيجاد حلول لمطالبهم التي يراها هؤلاء أنها شرعية، خاصّة وأن أغلبهم قضى أكثر من 10 سنوات من العطاء خدمة للمدرسة الجزائرية وكسبا للخبرة المهنية الشخصية التي حسبهم تبخّرت بعدما تمّ فصلهم من التدريس ومنعهم من اجتياز المسابقة للعديد من الأسباب التي يرى فيها هؤلاء أنها مجحفة في حقّهم· وأمام المدّ والجزر الذي يعيشه هؤلاء الأساتذة الذين وجدت قضيتهم تزكية من طرف نقابات التربية كلّ من "الإينباف" و"الكنابست" اللتين طلبتا تدخّل رئيس الجمهورية لإخراجهم من المأزق الذي يعيشونه، قرّر هؤلاء مواصلة الاعتصام أمام مقرّ وزارة التربية والمبيت على حافّة طريق المرادية المؤدّي إلى الرئاسة طيلة المدّة الزمنية المتبقّية، وهي الفترة التي وعدهم بها مستشار بالرئاسة منذ الأربعاء الماضي للنّظر في تظلّماتهم ومطالبهم الخاصّة بالإدماج بدون قيد ولا شروط· غير أن إصرار هؤلاء على افتكاك مطالبهم في وثيقة رسمية سيفرض عليهم مواجهة البرد والجوع في العراء طيلة تلك الفترة، خاصّة وأن المحتجّين قدموا من 48 ولاية· في الوقت الذي راجت فيه أخبار حول "مضايقات" يكون قد تعرّض لها هؤلاء الأساتذة، حين حاولوا قطع الطريق يوم الأربعاء الماضي، وفي اليوم نفسه تمّ تسجيل وفاة 4 أساتذة آخرين كانوا قادمين من ولاية أدرار للانضمام إلى المحتجّين، غير أن أجلهم وافاهم في حادث مرور أليم دون أن يتمكّنوا من معرفة ما ستكشفه الأيّام المقبلة حول قضيتهم· ويواصل الأساتذة المتعاقدون المعتصمون حمل لافتات وشعارات ويهتفون ب "الإدماج أو الممات"، "إدماج، صامدون، صامتون، طامحون للإدماج مطالبون"، "ما راناش رايحين أهنا بايتين"، "صامدون لسنا سياسيين"، "أريد حقّي في الإدماج"، "الإدماج بدون شروط"، هي عبارات وغيرها تغنّى بها المحتجّون فيما ذهب البعض الآخر إلى تقديم عروض مسرحية على الهواء الطلق يبيّن من خلالها هؤلاء الأساتذة نوع "الحفرة" التي طالتهم.