خلّف إنتشار وباء الكوليرا حالة من التوجس لدى الأسرة التربوية وأولياء التلاميذ خوفا من تفشي هذا الوباء بين أوساط التلاميذ خاصة تلك المناطق التي تعتبر بؤرا له. هذا التوجس أمر مشروع وهو يعبر عن ردة فعل كان لابد منها لتجنيب التلاميذ إحتمال الإصابة بهذا المرض من خلال إتخاذ إجراءات وسن قرارات من شأنها جعل هذه الحلقة المهمة في المجتمع بمنأى عن هذا الوباء والسهر على تمدرسها في ظروف صحية ملائمة فبعد كل المقترحات الرسمية وغير الرسمية التي تلقتها وزارة التربية بخصوص إحتمال تأجيل الدخول المدرسي خرجت وزيرة التربية وكلها ثقة مقرةً بأنه لا تأجيل للدخول المدرسي وأن المدرسة الجزائرية لها من القدرات والخبرة ما من شأنه جعل التلميذ الجزائري في مأمن من خطر الإصابة بالكوليرا وأنه سيتم التعامل مع الوباء وقائيا خاصة في بؤر ظهوره وتسجيل الحالات المصابة به. هذا التأكيد والحرص على بقاء تواريخ مزاولة الدراسة كما هو مبرمجٌ لها وأن المدرسة الجزائرية قادرة على تخطي الوباء أثار موجات مختلفة من ردود الفعل وإختلفت الأرآء بين معجب ومندهش وآخر متهكم ليبقى رهان تخطي المدرسة الجزائرية لإحتمال تفشي المرض بين أوساط مرتاديها من التلاميذ مسؤولية الجميع دون إقصاء لأي طرف من الأطراف ولعل الدور البارز والهام في هذا الرهان هو دور الأولياء قبل أيّ كان فالأولياء هم الحاضنة الأولى والأخيرة لأبنائهم التلاميذ خارج فترات التمدرس وحرصهم على تلقين أبنائهم ثقافة صحية ووقائية لا يفنده أحد من خلال جملة من الإجراءات والخطوات البسيطة التي من شأنها تحصينهم والنأي بهم بعيدا هذا الوباء الذي أرعب الجميع دون إستثناء. مما لا مراء فيه فالتأكيد على قدرة المدرسة تخطي مخاطر الوباء لم يأتِ من عدم أو نرجسية ولا بد وأن تكون كل المديريات التربوية قد أخطرت بجملة من الإجراءات للتصدي للمرض وتحصين أسوار المدارس بالإضافة طبعا إلى الآمال المعلقة على الأسر الجزائرية وأولياء التلاميذ من أجل التكاثف والوقوف يدا واحدة في سبيل وأد هذا الوباء قبل أن ينتشر.