يعيش نحو 190 فلسطينيا في تجمع الخان الأحمر البدوي شرقي القدس حالة من الترقب والقلق بعد قرار محكمة بهدم مساكنهم وترحيلهم. وعبّر السكان في أحاديث منفصلة أمس الأربعاء عن رفضهم للقرار وعزمهم التصدي له. وفي وقت سابق من اليوم قضت المحكمة العليا في الاحتلال بهدم وإخلاء تجمع الخان الأحمر الفلسطيني شرقي القدس وأمرت بإخلاء سكانه خلال سبعة أيام. وكانت ذات المحكمة قد قررت في ماي الماضي هدم التجمع الذي يعيش فيه 190 فلسطينيا ومدرسة تقدم خدمات التعليم ل170 طالبا من عدة أماكن في المنطقة. وقدّم السكان في حينه التماسا إلى المحكمة العليا ضد طردهم. ورغم قسوة القرار إلا أن أحمد داهوق (70 عاما) أحد سكان التجمع لا يبدي استغرابه منه. وقال داهوق: القرار ليس غريبا ومتوقع منذ عشرات السنوات نتوجه للمحاكم الصهيونية دون جدوى الحاكم صهيوني والمدعي صهيوني القانون قانونهم لن ينصفونا . وأشار إلى أنه ولد في الخان قبل نحو 70 عاما ولن يقبل بالخروج. وأضاف: صعب ترك بيوتنا وأرضنا سنقاوم بكل السبل...ليس هينا الدخول لبيتك وهدمه وتشريد أبنائك سنحمي بيوتنا بأجسادنا . وناشد داهوق الدول العربية والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل والسريع للحيلولة دون تنفيذ القرار . وفي ذات السياق يقول إبراهيم داهوق (50 عاما) إن الأهالي سيقاومون القرار وأضاف: سنقاوم القرار بكل ما أوتينا من قوة لا يوجد لنا منزل وأرض غير التي نعيش عليها منذ 70 عاما . وأضاف: أين يمكن أن نذهب بعائلاتنا في ظل هذا الحر هنا ولدنا وسنبقى على هذه الأرض . وأشار إلى مستوطنات قريبة من التجمع السكاني قائلا: قبل بضعة سنين شيدت هذه المستوطنات وباتت شرعية بنظر الاحتلال يوفر لها كل الاحتياجات ونحن أصحاب الأرض ونعيش هنا منذ ما قبل الاحتلال نمنع من البناء واليوم نُرحل . وأضاف: سنقاوم وندافع عن كرامتنا وكرامة الأمة العربية الغائبة . من ناحيته أدان وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير القرار . وقال: هذا قرار مرفوض ولن نسمح بتمريره دعوْنا للرباط في الخان الأحمر وسنتصدى لقوات الاحتلال بصدورنا العارية . ووجّه دعوة لكافة أبناء الشعب الفلسطيني للتضامن مع السكان والتواجد في الخان الأحمر . وبين البيوت يتنقل السكان وتبدو علامات الخوف والترقب واضحة على وجوههم. وتقول سيدة عجوز رفض الإفصاح عن اسمها: نعيش حالة رديئة كأنه بيت عزاء . وحذّر فلسطينيون من أن تنفيذ عملية الهدم من شأنها التمهيد لإقامة مشاريع استيطانية تعزل القدس الشرقية من ناحيتها الشرقية وتقسم الضفة الغربية إلى قسمين بما يؤدي إلى تدمير خيار حل الدولتين . وينحدر سكان التجمع البدوي من صحراء النقب وسكنوا بادية القدس عام 1953 إثر تهجيرهم القسري من قبل سلطات الاحتلال ويحيط بالتجمع عدد من المستوطنات حيث يقع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى E1 .