إنّ التجارة الأكثر ربحا هي الثقة التي تتكون بين التاجر والزبون، والتي، للأسف، لا يُقدرها بعض الباعة، وأصحاب المحلات التجارية والمطاعم، أو يرون أن امتهان السرقة قد تذر عليهم مالا أوفر، فيُشاركون في حياكة سيناريوهات للزبون لكي يختلسوا منه حقيبة، محفظة، هاتفا، أو مالا، ولكنها انحرافات قد تسبب لصاحبها الكثير من المتاعب. مصطفى مهدي يقول المثل: "الطمع يفسد الطبع" وهو حال بعض أصحاب المطاعم، حتى تلك الفاخرة وقاعات الشاي، الذين يسطون على زبائنهم، ويسرقونهم ويختلسون منه ممتلكاتهم، وهي تصرفات لم تعد حالات شاذة، بل تحولت إلى ظاهرة ، خاصّة ونحن نسمح بحالات كثيرة مشابهة لأشخاص، بعضهم اشتبه في تلك المطاعم، وآخرون تعرّضوا فعلا للسرقة، وهو ما يجعل الزبون يزداد حذرا وهو يطأ مثل تلك المحلات، ل ويفقد ثقفته في بعضها تماما، مثلما حدث مع قاعة شاي بحيدرة، والتي اكتشف الزبائن فيها أنّ المشرف عليها يحيك سيناريوهات ليسرق الزبائن، وكان ضحاياه قد تجاوزا العشر ة أشخاص لما انتبهوا له، وحيث أنّ احد هؤلاء الزبائن، تفطن إلى أنّ هاتفه سُرق منه، ومعه محفظته التي تحتوي على شيء من المال، وهو الأمر الذي جعله يشك في النادل، فذهب مباشرة لتفتيشه، ولكن النادل اعترف انه ليس وحده، ولكن المشرف على المحل، وهو شاب في الثلاثين من العمر، انه هو أيضا شارك في تلك العملية، ذلك أنّ النادل خشي أن يلبس التهمة لوحده، وبعض التحقيقات اكتشف أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها زبائن المحل إلى ومثل تلك العمليات، ولكن والد الشاب تدخل ليدعي أنه لا علاقة له بتلك السرقات، وان ابنه الطائش كان يفعل خفية عنه، وعوض المتضررين، وأعاد لهم، او لبعضهم ما سرق منهم. قاعة شاي أخرى هذه المرة في أعالي بوزريعة، يشرف عليها رجل وامرأة، وقعت فيها الأسبوع الماضي عملية تمّ فيها سرقة مجوهرات امرأة، وقد شكّ الزبون في الأشخاص المشرفين على المحل، حيث أن المرأة كانت تنظف المقاعد، وهي التي اختلست الحقيبة، بحسب رواية الزبون، ولكن لم تكن هناك أدلة كافية لكي يدينه، خاصة وان الحقيبة يكون قد تمّ نقلها إلى خارج المحل، ولكن ما يثير الشك هو أنّ احد الزبائن الذين كانوا بالمكان أكد على أن الأمر يتعلق بعملية احتيال منظمة، فالمطعم، يؤكد، لم تحدث فيه مثل هذه العملية للمرة الأولى، ولكنها تكررت ثلاث مرات، وقد شكّ في البداية بالأمر لكنه لم يتأكد إلاّ وهذه الحادثة تحدث أمامه. ويقول لنا سليمان أن قد عمل في إحدى قاعات الشاي لشهر تقريبا، وان صاحب المحل عرض عليه أن يشاركه في عملية سرقة منظمة للزبائن، ولكنه رفض، ويقول انه ندم بعدها لأنه ودّ لو شاركه ليفضحه بعدها ولا يفعل مع عامل آخر، ومع زبائن آخرين.