أعربت كل من الجزائر والاتحاد الأوروبي عن إرادتهما المشتركة في توسيع التعاون في مجالات أخرى من غير المحروقات، ومواصلة تعميق التشاور حول مختلف المواضيع ذات الاهتمام المشترك. وقد تم التعبير عن هذه إرادة خلال ندوة صحفية نشطها كل من وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي والمفوض الأوروبي المكلف بالتوسيع وسياسة الجوار الأوروبية ستيفان فول في ختام مراسم التوقيع على مذكرة التفاهم المتعلقة بالبرنامج المالي 2011 - 2013، بالإضافة إلى اتفاقية تمويل ذات صلة ببرنامج دعم التعليم العالي. وأكد مدلسي بهذه المناسبة إرادة الطرفين في العمل معا في سبيل تعزيز العلاقات الوطيدة بينهما، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يعد من الشركاء الأوائل بالنسبة للجزائر. وصرح الوزير قائلا إن الجزائر عبر الاتحاد الأوروبي تملك شريكا في غاية الأهمية، كما أننا نسجل أن هذا الشريك يولي اهتماما أكبر لانشغالاتنا، إلا أن مدلسي لاحظ أن الطرفين لديهما مشاكل تندرج في سياق الأمور المألوفة عندما نسعى للتقدم، مؤكدا أن الجزائر والاتحاد الأوروبي تحذوهما إرادة سياسية قوية ورغبة في إيجاد حلول متوازنة وذكية لمشاكلهما. وأشار الوزير بعد أن شدد على أهمية الاتفاقات الموقعة إلى أن الطرفين سيواصلان سعيهما لتعميق التشاور فيما بينهما حول قضايا حساسة ومتعددة كالتغيرات المناخية ومكافحة الإرهاب وتنقل الأشخاص. وأبدى مدلسي عن قناعته بأن زيارة فول إلى الجزائر التي تأتي عشية اجتماع مجلس الشراكة المزمع عقده في 15 جوان بين الطرفين، تندرج في منطق التحضير لهذا اللقاء وأكثر منه في منطق تصور في المدى المتوسط سيسمح لنا بالبحث عن الجديد واكتشاف مجالات جديدة، بالإضافة إلى تعزيز تلك التي تم تحديدها. وقال الوزير بخصوص اجتماع مجلس الشراكة نلقى دعما من قبل الخبراء ومن التجربة المشتركة التي ستسمح لنا بالرجوع إلى الأهداف الأولية أي العمل بشكل متوازن على ترقية التعاون في كافة الميادين. وفيما يتعلق بسياسة الجوار الأوروبية، أكد مدلسي أنه حتى وإن لم تنخرط الجزائر في هذه السياسة فقد قررت مواصلة الحوار مع الاتحاد الأوروبي حول كافة المسائل بما فيها مسألة الجوار. ومن جهته، أوضح فول أن المحادثات التي أجراها مع مدلسي كانت جد صريحة وجد متفتحة، ومن شأنها تحديد السبل التي ينبغي اتباعها لتعزيز تعاوننا في المستقبل، واعتبر المسؤول الأوروبي أنه حان الوقت لإعداد حصيلة التقدم المسجل في التعاون الثنائي من أجل تعزيزه أكثر فأكثر في جو من الثقة المتبادلة. وأشار في هذا الصدد إلى أن الجزائر تعد شريكا هاما بالنسبة للاتحاد الأوروبي مذكرا بأنها تمون أوروبا ب 20 بالمائة من حاجياتها من الغاز. وألح فول على أهمية توسيع الطرفين لتعاونهما خارج المحروقات، مضيفا أن قطاعات مثل الفلاحة والماء والنقل والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تتيح امكانيات تعاون هامة. وقال من جهة أخرى أنه تطرق مع مدلسي إلى الدور المحوري الذي تلعبه الجزائر في إدماج منطقة المغرب العربي، وفي أمن منطقة الساحل إلى جانب التعاون بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي. وفي رده على سؤال حول الدعم الذي يمكن للإتحاد الأوروبي أن يقدمه لبلدان الساحل في مكافحتها لظاهرة الإرهاب، أكد فول أن الإتحاد الأوروبي تابع باهتمام لقاء الجزائر الذي جمع وزراء شؤون خارجية بلدان الساحل. وأضاف قائلا: »من بين النقاط التي سأناقشها خلال هذه الزيارة مع المسؤولين الجزائريين المساعدة التي يمكن للإتحاد الأوروبي أن يقدمها للجزائر بلدان الساحل في مكافحتها للإرهاب بالمنطقة«.