سب.. شتم.. تحرش.. واعتداءات العنف يهدّد المدرسة الجزائرية لعل انتشار العنف بمختلف صوره واشكاله اثر على الأداء السليم للمؤسسات التربوية في الجزائر بحيث عرفت الافة تناميا رهيبا في السنوات الاخيرة وصار التلميذ ضحية للعنف الممارس ضده بمستويات غير معقولة فمن السب الى الشتم الى التحرشات الجنسية ناهيك عن انتشار آفة التدخين وحتى تعاطي المخدرات مما يوجب دق ناقوس الخطر بعد اهتزاز المنظومة التربوية بتلك الآفات الخطيرة التي تؤثر على البناء المجتمعي باعتبار أن التلاميذ هم حاملو المشعل في المستقبل القريب والمدرسة هي الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات المتزنة فان صلحت صلح المجتمع وان فسدت فسد المجتمع برمته. نسيمة خباجة/ق.م اعتبر المشاركون في يوم دراسي تحسيسي حول ظاهرة العنف في الوسط المدرسي نظم مؤخرا بأرزيو (وهران) غياب التواصل و الحوار بين المدرسة و الأسرة و كذا نقص تكوين الأساتذة في ميدان علم نفس التربوي كسببين هامين من أسباب العنف والعنف المضاد في المدرسة. غياب التواصل بين الاسرة والمدرسة أكد أساتذة جامعيون وإطارات تربوية وممثلون عن الأسلاك الأمنية شاركوا في هذا اللقاء الذي نظمته جمعية أولياء التلاميذ لثانوية الأمير خالد بأرزيو تحت عنوان ظاهرة العنف في الوسط المدرسي:التربية في مواجهة العنف أن غياب التواصل و الحوار بين المدرسة و الأسرة كونهما الفاعلين الأساسيين في عملية التربية ساهم في إذكاء نار العنف داخل المؤسسات التربوية و في محيطها. وذكر مفتش الطور الثانوي بولاية وهران قسوس علي أن العنف في الوسط المدرسي ورم ينمي نفسه بنفسه فالعنف يولد بالضرورة عنفا مشيرا الى أن غياب الحوار يعد من أهم الأسباب التي تغذي العنف بمختلف أنواعه. والمعلم الذي يستعمل العنف ضد التلميذ لفظيا كان أم جسديا -حسب ذات المتحدث- أصبح يجابه رد فعل من التلميذ الذي أصبح بدوره عنيفا ضد معلمه وهو شيء كان بالإمكان تجنبه بالحوار بين المعلم و ولي الأمر في ظل الاحترام المتبادل بينهما في مصلحة التلميذ. غير أن أكثر الأولياء حسبه- لا يقومون بمتابعة الأداء المدرسي لأولادهم مع المعلم و لا يتدخلون إلا في حالة تعرض التلميذ لأي نوع من العنف واضعين المسؤولية كاملة على المعلم معتبرا المسؤولية مشتركة بين الجميع. المعلمون لا يتبرءون من المسؤولية من جانب آخر فإن اغلب المعلمين يفتقرون -حسبه- للتكوين في علم النفس التربوي الذي يعرف التلميذ على انه طفل بريء لا تجب ممارسة أي نوع من العنف ضده . ومن جهته أبرز الدكتور جلطي بشير من جامعة وهران أن التكفل بظاهرة العنف في الوسط المدرسي يستلزم تحليل طبيعتها ووتيرتها وأسبابها ونتائجها ويتعين التمييز بين العنف داخل المدرسة والعنف الناجم عن ظروف اجتماعية واقتصادية في فترات وأزمة معينةي مؤكدا أن العنف الناجم عن الظروف الاجتماعية يغذى العنف المدرسي بدرجة عالية. و في حديثه عن أنواع العنف أشار إلى اللفظي مثل السخرية من التلميذ و الجسدي و اللذان يترتب عنهما نتائج وخيمة مثل التوتر و القلق والعزلة وصولا إلى العنف مشيرا إلى نوع جديد من العنف و هو المعرفي حسبه و هو الترهيب و التخويف من مادة معينة و الذي يخلق أيضا نفس النتائج السابقة. و من جانبهما ذكرا ممثلا فرقة حماية الأشخاص الهشة لأمن ولاية وهران و فرقة حماية الأحداث للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني لوهران الاستراتيجيات المتبعة من طرف هذين السلكين الأمنيين في حالة العنف ضد الأطفال و الحالات التي يكونون فيها ضحايا أو جانحين التحرش الجنسي افة اخرى أما الباحث الجامعي في مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران لحمر ميلود فقد تطرق لنوع آخر من العنف ضد الأطفال في الوسط المدرسي و هو التحرش الجنسي الذي عرفه بأنه انتهاك لكرامة الطفل و جعله يحس بالإذلال و المهانة . و حسبه فإن هذه الظاهرة موجودة في المدارس غير أنه يتم التعامل معها على أنها من الطابوهات معتبرا أنه على الأساتذة و الأولياء أن يراقبوا أي تغير في سلوكيات الأطفال من شأنه أن ينبههم لوجود حالة تحرش أو اعتداء جنسي. ووجود كدمات على جسم الطفل إضافة الى بعض السلوكات مثل الانطواء و فقدان الشهية و التبول اللاإرادي و التأتأة و حتى العنف غير المبرر تنذر بتعرض الطفل إلى اعتداء و يجب على الأستاذ و الولي على حد سواء التنبه لها يضيف ذات المتحدث. و أكد في هذا الأساس أن دور المعلم أساسي و هام في التصدي لمختلف أنواع العنف منها التحرش عبر التحدث والحوار مع تلاميذه و هو ذات الشأن بالنسبة للأولياء الذين يجب أن يشاركوا مع الطواقم التربوية في خلق بيئة تربوية آمنة للطفل . و شدد في الأخير على ضرورة تكوين المعلمين في مهارات الاتصال مع الأطفال و الانتقاء الصارم للموظفين -من غير المعلمين- في قطاع التربية. . تلاميذ في مواجهة اخطر صور العنف العنف بأنواعه اللفظي و الجسدي يأتي في مقدمة الأخطار التي تهدد التلاميذ في الوسط المدرسي و كذا آفة المخدرات إضافة إلى بعض الأخطار الجسمانية الناجمة عن قدم و اهتراء المنشآت التربوية وحتى التحرش الجنسي في بعض الأحيان . و عرفت ظاهرة العنف في الوسط المدرسي في الجزائر -حسبما جاء في إشكالية هذا اليوم الدراسي- تزايدا ملحوظا و أصبحت محل اهتمام و دراسة من السلطات العمومية و قد نظم المرصد الوطني للتربية و التكوين التابع لوزارة التربية الوطنية يوما دراسيا جاء فيه أن ما يفوق 19ر58 بالمائة من الفتيات في الوسط المدرسي كن ضحية للعنف و هو مؤشر يجب أخذه بعين الإعتبار و البحث فيه و ايجاد حلول له حتى لا يتدهور المناخ العام و الأداء السليم للمؤسسات التربوية . وتجدر الاشارة انه تمت برمجة العديد من المحاضرات حول مختلف الأخطار التي يواجهها التلاميذ في الوسط التربوي منها العنف المعرفي و التحرش الجنسي في المدرسة و المدرسة العنف و الطفولة و نماذج عن العنف المسلط على الأطفال و الانحرافات السلوكية في المؤسسات التربوية و العنف من المنظور الديني و كذا الأمن في الوسط المدرسي و غيرها حسبما أشير إليه. .