"خيبر خيبر يا يهود·· جيش محمد سيعود"، "يا صهيوني صبرك صبرك·· الشعب العربي سيحفر قبرك"، "يا صهيوني لمّ جيوشك·· جيل الثورة سيدوسك"، "لن نطالب بالعودة·· سنعود" بهذه الشعارات وما يشبهها بدأ ملايين المسلمين جمعتهم أمس، وهي الجمعة التي أجمعوا على تسميتها بجمعة النّفير وقرّروا أن تكون بداية لثورة شاملة لتحرير فلسطين· ويكون الصهاينة الذين يتابعون كلّ صغيرة وكبيرة بشأن هذه الثورة المنتظرة قد أصيبوا بالذعر الشديد وهم يشاهدون الصور التي تناقلتها بعض القنوات الفضائية عن صلاة الفجر المليونية أمس، في العديد من مدن العالم الإسلامي، حيث أيقن بنو صهيون الآن تماما أن الأمر لا يتعلّق ب "مزحة" أو مجرّد "حلم" أو مخطّط فاشل أو مجرّد حملة إلكترونية، لذلك لم يكن مفاجئا أن تشدّد قوّات الكيان البغيض إجراءاتها الأمنية في القدس وغيرها تحسّبا لزحف مليوني على الأراضي المقدّسة لتحريرها من دنس الصهاينة· هذا الرّعب الصهيوني وحده يشفي غليلنا الآن، فمنذ أن أبصرت عيوننا النّور وبدأنا نعي ما حولنا لم نعرف إسرائيل إلاّ كصانعة للرّعب، ولم نعرف الصهاينة إلاّ كسفّاحين مرعبين، وهذه من المرّات النّادرة جدّا التي نرى فيها الصهاينة في موضع الخائفين المرعوبين، ولو لم يكن للمبادرين بفكرة تفجير انتفاضة فلسطينية وثورة عربية جديدة في وجه بني صهيون سوى هذا الإنجاز لكفاهم· حكومة الكيان الصهيوني التي كانت قبل شهور تخطّط لعدوان جديد على غزّة المحاصرة، أصبح كلّ أملها اليوم أن يمضي يوم الخامس عشر ماي دون أضرار أو خسائر، ودون أن يزحف ملايين العرب والمسلمين على الأراضي الفلسطينية المحتلّة· وقد بات أكيدا الآن أن بني صهيون سيفكّرون مليار مرّة قبل التفكير في التخطيط لعدوان جديد على غزّة وغيرها، بعد أن أثبت التفاعل العربي والإسلامي مع فكرة الانتفاضة الثالثة أن أمّة العروبة والإسلام وإن نامت لعقود أو قرون فإنها مازالت على قيد الحياة ولن يهدأ لها خاطر حتى يعود جيش محمد ويستعيد فلسطين من أيدي الصهاينة الغاصبين·