رغم مضاره الصحية وعواقبه الاجتماعية الزواج المبكر يعود إلى الواجهة في الجزائر لا تزال ظاهرة الزواج المبكر تخيم على مجتمعنا بالرغم من الحملات التحسيسية و التوعوية للحد منه خاصة و أنه من بين أهم أسباب ارتفاع حالات الطلاق عبر المحاكم ناهيك عن اغتيال حق الطفولة وتعريض الفتاة خاصة إلى مخاطر صحية بسبب الحمل المبكر ورغم ذلك لا تزال معظم الأسر الجزائرية تركض وراء تزويج ابنائها في سن مبكرة بل و تشجع على ذلك غير مبالية بسلبيات هذا الزواج وعدم اهلية الابناء. مروى رجاج أصبح الزواج المبكر حتى قبل العشرينيات تقليد جديد على مستوى الاسر وحتى الشباب نجدهم ذكورا و اناثا يسارعون لتقليد أصحابهم و محاولة عقد قرانهم في سن مبكرة وبعد ان كانت الظاهرة متفشية في الارياف بسبب الظروف المحيطة وعدم تعلم الفتاة وتشجيع الاسر لزواج الابن في ريعان شبابه ها هي اليوم الظاهرة تزحف الى المدن الحضرية بحيث تتلهف العائلات على تزويج ابنائها وبناتها مبكرا حتى قبل تحضيرهم للمشروع وانعدام اهليتهم مما يؤدي الى عواقب وخيمة من الناحية الصحة والاجتماعية. قاصرات سرقت منهن طفولتهن فتيات قاصرات سرقت منهن طفولتهن و يواجهن أمومة ناقصة سببها العرف و التقاليد التي كانت بوجه الخصوص في المناطق الريفية بسبب الجهل الذي تعاني منه بعض العائلات و لكن لا تقتصر فقط على هاته المناطق بل اكتسحت المجتمع الجزائري ككل فوجدت عشرات الفتيات أنفسهن أمام واقع مرير و مجتمع ينعتهن بالقنبلة الموقوتة و لابد من تزويجهن خشية العار و دليل على ذلك سليمة احدى ضحايا الزواج المبكر تزوجت و عمري 17 سنة كنت أدرس في الثانوية و كان رجل غني يلاحقني يوميا من منزلي الى المدرسة و في يوم من الأيام دخلت منزلي و تفاجأت بخبر تقدمه لي للزواج رغم رفضي للأمر الا أن عائلتي كانت تضغط علي فتزوجت في ظرف شهر و بعد 3 سنوات وجدت نفسي مطلقة يطمع فيها الكثيرون الزواج المبكر سبب في الطلاق تشير الاحصائيات الى وجود 12 بالمائة من حالات الزواج المبكر في الجزائر التي انتهت بالطلاق و يعود ذلك الى الكثير من الأسباب من بينها عدم نضج الزوجين فمن الممكن أن يكونوا غير قادرين على تحمل المسؤولية و بناء أسرة و تربية أطفال نتيجة صغر سنهن وكذلك حرمان الفتاة في الكثير من الحالات من فرص استكمال تعليمها كما ان الزواج المبكر يعرضها للعديد من المشاكل الصحية بسبب ضعف جسدها أثناء الحمل و بعده و قد يكون من الصعب عليها أن تتحمل هذه التجربة في سن صغيرة و يكون لهذا تأثيرات على العلاقات الأسرية اذ ترتفع نسب و احتمالية الطلاق و هذا ما أكدته أحدى النساء التي بينت رفضها القطعي لظاهرة الزواج المبكر وعبرت بالقول : أنا لم و لن أسمح لابنتي أن تتزوج ان لم تكن واعية و لا تهمني نظرة المجتمع بل تهمني مصلحة و حياة ابنتي لا غير وداعا للعنوسة...مبرر تنقسم آراء العائلات الجزائرية حول ظاهرة الزواج المبكر فهناك من يؤيده بحيث ترى هاته الفئة أن لهذا الزواج أيجابيات كثيرة أهمها ازالة الخوف من شبح العنوسة التي أصبحت هوس لبعض الفتيات و كذلك زيادة فرص الخصوبة و الانجاب فكلما كبرت الفتاة قلت خصوبتها و بذلك تقل فرص الحمل و الانجاب . كما يقلل الزواج المبكر فرق العمر بين الآباء و الأبناء و قد يزيد ذلك نسبة التفاهم و تكون العلاقة وطيدة و كذا رؤية الأهل لأولادهم و هم يكونون أسرا و ينجبون أطفالا . كما أنه يقضي و يحد من تفشي حالات المعاشرة قبل الزواج في المجتمع والانحرافات المشبوهة . لابد من ضمان حرية الفتاة يجب أن تكون هناك أسس و تدابير واضحة لضمان الحد من حالات الزواج المبكر المجبر و التأكيد على حصول الفتاة على كافة حقوقها كطفلة و مراهقة من تطوير امكانياتها و كذا تعليمها و اتخاذ اجراءات ضد الانتهاكات التي تحدث في حقها و حمايتها من الاستغلال بكل أنواعه كما يلزم سن قوانين تكفل الحد من هاته الأفة . و في الأخير نختم بالقول أن للزواج المبكر ايجابيات و سلبيات و على المرأة و الرجل اختيار سن الزواج عن قناعة مدركين المسؤولية الواقعة على عاتقهم لبناء أسرة سليمة و الحد من ظاهرة التفكك الأسري .