لم يكف ما يعانيه المرضى من بيرقراطية في المستشفيات حتى اصطدموا بالنقص الفادح الذي تعرفه بعض أنواع الأدوية الحساسة على مستوى الصيدليات وهو الأمر الذي ارقهم كثيرا وجعلهم يدورون في حلقة مفرغة خاصة وان النقص الفادح في بعض أنواع الأدوية من شانه أن يزيد من معاناتهم النفسية والصحية، وما زاد من استيائهم هو انتهاج بعض الصيدليات القليلة التي توفر بعض أنواع الأدوية لسياسة البيع تحت الطاولة، فتلك الأدوية التي تعرف نقصا في تسويقها لا تعرض لجميع المرضى على مستوى الصيدليات بل تنتقي المرضى من أصحاب المعارف والوسائط، ولا تتاح فرصة اقتنائها للكل، بحيث يستقبل البعض بالصد للزيادة في معاناتهم، ويقابل القليلون بالترحاب ويكملون الخطوة باقتناء الدواء والخروج مسرورين. م ب ذلك ما هو جاري ببعض الصيدليات فبدل مناشدة أصحاب القرار والوزارة بفك الغبن عن المرضى وتوفير تلك الأدوية الضرورية، راحوا يتواطئون مع البعض لتوفير الدواء ويصدون البعض الآخر بالنظر إلى نقص الكمية على الرغم من أن كل المرضى لهم الحق في إسدائهم يد العون بل من حقهم اقتناء تلك الأدوية مادام أنهم يشترونها بأموالهم ولا تسلم لهم بالمجان، لكن لم تتح لهم فرصة الوصول إليها بالنظر إلى النقص الفادح الذي تعرفه بعض أنواع الأدوية وبعض المضادات الحيوية ذات الاستعمال الواسع والمتعلقة بعلاج الحساسية والأمراض المزمنة كالربو والضغط الدموي، لاسيما وأن أغلبها أدوية دون مقابل جنيس أو يستحيل تعويضها بدواء بديل لدقة العلاج والمرض. وهو الأمر الذي زاد من معاناة المرضى مع آلامهم وأحبط نفسيتهم خاصة خاصة وان بعض الصيدليات أعلنت النقص في أوجه البعض ووفرت الأدوية للبعض الآخر، فحتى تلك المهنة النبيلة لحقتها بعض التلاعبات والشوائب بما لا يتوافق مع طبيعة المهنة التي تحمل مهمة عظيمة على عاتقها في توفير الدواء للمريض ومداواة عِلله. إلا أن بعض الصيدليات عكست الآية وصارت تزيد من معاناة المريض بعد أن "تزف إليه" خبر عدم توفر الدواء الذي ينزل كالصاعقة على مسامعه ويواجه بالصدِّ في حين يحظى بعض المرضى بالاستقبال ويُقدم لهم الدواء دون أدنى إشكال. اقتربنا من بعض الصيدليات لرصد الوضع عن قرب فوقفنا على وضع مزري يندى له الجبين اكره المرضى على تجرعه زادهم عناء إضافة إلى آلام المرض بعد أن اصطدموا بالنقص الفادح في بعض الأدوية الضرورية. منهم إحدى السيدات التي دخلت صيدلية على مستوى المرادية وراحت تطلب دواء "سيليستين" فردت عليها الصيدلية انه يشهد نقصا فادحا في هذه الفترة بالذات ولا توفره إلا صيدليات قليلة تعد على الأصابع فأبانت السيدة حيرتها خاصة وأنها تحتاجه من اجل إجراء عملية جراحية إلا أن تلك الصيدلية كانت تجيبها بطريقة عادية واستسهلت الأمر في حين كانت تلك المرأة تشتعل غضبا وما زاد من غضبها هو محاولة لومها من طرف الصيدلية التي قالت انه كان من الأولى أن توصي معارفها قصد جلبه من خارج الوطن قبل حلول اجل العملية مثلما يفعله الجميع. مع العلم أن دواء "سيليستين" هو دواء مضاد للالتهاب ومن دواعي استعماله الروماتيزم، اختلال وظائف الغدد،اختلال الكولاجين في الجسم، الأمراض الجلدية،الحساسية، أمراض العين، أمراض الجهاز التنفسي، أمراض الدم، الأورام، الكدمات، أمراض الجهاز الهضمي، السل، التهاب الأغشية المحيطة بالمخ فهو واسع الاستطبابات ومن شان نقصه أن يؤثر في المرضى تأثيرا بليغا، حتى أنهم اصطدموا بغياب الدواء المعوض له وهو دواء "ديبروستين" مما زاد من تأزم الوضع وجعلهم يدورون في حلقة مفرغة خاصة وان منهم من أكدوا أن بعض الصيدليات راحت إلى سياسة بيعه تحت الطاولة وفضلت مرضى عن مرضى آخرين على الرغم من أن المعاناة هي واحدة فيما بينهم.