شهدت السوق الوطنية خلال الآونة الأخيرة ندرة كبيرة في عدد من الأدوية الضرورية التي يعتمد عليها بشكل دائم أصحاب الأمراض المزمنة. ومن أهم الأدوية التي مسها النقص عبر الصيدليات بخاخات مرضى الربو، واللقاحات المضادة للحساسية وأنواع من حبوب منع الحمل مثل “مارسيلون” الذي يعرف طلبا كبيرا من طرف النساء مقارنة مع الأنواع الأخرى، نظرا لفعالية هذا الدواء بشهادة الأطباء المختصين. خلال الجولة الميدانية التي قامت بها “الفجر” لعدد من الصيدليات في العاصمة، للوقوف على مدى حقيقة ندرة أنواع من الأدوية، أكد لنا صيدلي بساحة أول ماي أن السوق تعرف منذ مدة نقصا كبيرا في عدد من الأدوية الضرورية، لاسيما منها المطلوبة بشكل يومي من قبل عدد كبير من المرضى، وفي كثير من الأحيان لا يحصلون عليها، ما يجبرهم على التنقل إلى أكثر من صيدلي لعلهم يجدون ما يطلبون لديها من المخزون ما لم يكن قد نفد بعد، ما دامت الكميات الجديدة لم تزر الصيدليات منذ مدة. ولمعرفة أسباب الندرة في هذه الأدوية اتصلنا بنقابة الصيادلة، حيث أوضح لنا نائب رئيس النقابة، السيد فيصل عابد، أن نقص بعض الأدوية في السوق أمر وارد وكان منتظرا، خاصة بعد اعتماد استراتيجية جديدة في التسيير، ودخول قانون المالية التكميلي لسنة 2009 حيز التنفيذ، حيث أجبر المتعاملون الاقتصاديون بمن فيهم مستوردو الأدوية على العمل بالقرض المستندي، الذي يتطلب إجراءات طويلة ومعقدة مقرنة بما كان معمول به في السابق، الأمر الذي تسبب في تأخر وصول شحنات الأدوية. إلى جانب ذلك أشار ذات المصدر إلى النصوص القانونية التي شرع في تطبيقها مؤخرا والقاضية بمنع المستوردين من إدخال الأدوية التي يتم إنتاجها محليا إلى الجزائر، وهو ما تسبب - حسبه - في نقص هذه الأدوية نظرا لعجز المصنعين عن تلبية حاجيات السوق من هذه المادة. وأكد أنه سيتم تدارك هذا النقص بداية من شهر ماي المقبل، خاصة وأن الأطراف المعنية بهذه الندرة بدأت بالفعل في عقد لقاءات واجتماعات بهدف حل المشكل ودراسة التنظيم الجديد للسعر المرجعي.