وافق أمس قاضي الغرفة الجزائية الثامنة بمجلس قضاء العاصمة على منح الإفراج المؤقّت لستّة مترشّحين لاجتياز شهادة البكالوريا تورّطوا في أعمال الشغب التي عرفتها دار الصحافة بالقبّة عقب مباراة رائد القبّة ونصر حسين داي ليلة 20 ماي المنصرمة، والذي خلّف عمليات تخريب وحرق لمنشآت عمومية على غرار إصابة أعوان الأمن بجروح خطرة في الوقت الذي تمّ فيه رفض طلب 03 مترشّحين لعدم حوزة دفاعهم على استدعاءات من وزارة التربية، بالإضافة إلى رفض طلب الإفراج على طلبة الجامعات رغم أن مصيرهم مرتبط بالامتحانات السداسي الثاني التي انطلقت في أغلب الكلّيات· طلب الإفراج المشروط وقع كالصاعقة على أهالي المتّهمين الذين أمرت المحكمة بتجديد حبسهم، حيث تعالت أصوات النّحيب والبكاء فيما راح البعض يهدّد بتصعيد القضية وإيصالها إلى أعلى سلطة في البلاد· وقد وجّهت للمتّهمين ال 34 الذين مثلوا اأمس للمحاكمة تهم التحطيم العمدي لملك الغير وحمل أسلحة محظورة تمثّلت في قارورات "المولوتوف"، سكاكين، أعمدة حديدية وحجارة للرّشق، وتهمة الضرب والجرح العمدي بالسلاح والإخلال بالنّظام العام، والتي أدانتهم عنها المحكمة الابتدائية بحسين داي بعامين حبسا نافذا، فيما سلّطت عقوبة 03 سنوات حبسا نافذا على 07 متّهمين آخرين نسبت إليهم تهمة السرقة بالتعدّد وتخريب منشآت عمومية والتعدّي على القوّة العمومية. وحسب محاضر الشرطة، فإن أحداث الشغب تسبّبت في حرق وتحطيم 20 سيّارة، بينها 5 سيّارات شرطة وشاحنة "الشروق" وسيّارات لنساء، وضرب وجرح في حقّ عدد من أفراد الشرطة تأسّس 5 منهم كضحايا وأصيبوا بعجز يتراوح بين 12 و15 يوما، كما طعن شابّ من أنصار فريق حسين داي بسّكين على مستوى الحوض، وتعرّضت مدرسة الأشغال العمومية ب "فاريدي" للتخريب، حيث تسلّل 8 من المشاغبين إلى داخل النّادي الخاص بالمدرسة وألقي القبض عليهم من طرف مصالح الأمن· وقد تعرّضت 15 امرأة للسرقة وتحطيم سيّاراتهن، بينهن طبيبة عامّة وموظّفة في البنك، كما حاول المتّهمون أن يختطفوا 4 فتيات من سيّارة كانت تقودها والدتهم على مستوى هضبة العناصر بعد انتهاء المباراة بين الفريقين التي احتضنها ملعب "بن حدّاد" بالقبّة وانتصر فيها فريق رائد القبّة بواحد لصفر· كما شهدت هضبة العناصر بالقرب من مستشفى "دريد حسين" عمليات تخريب وسرقة ورشق بالحجارة في حقّ سائقي السيّارات، خاصّة النّساء اللواتي تمّ خطف حقائبهن ولم تسلم سيّارات المصلّين أمام مسجد القبّة أيضا من التخريب، حيث شهد حي "جيلالي اليابس" بالقبّة معركة من فوق السطوح بقارورات "المولوتوف"· والجدير بالذّكر أن الفضية تمّ تأجيلها لاستدعاء الضحايا الذي قدّر عددهم ب 28 عون أمن و3 نساء، وقد عرف ملف القضية عملية تعجيل في الفصل بعد استئناف المتّهمين أمام المجلس نظرا لكون الملف يضمّ طلبة ومترشّحين لاجتياز شهادة البكالوريا، كما أدرج ملفهم في الغرفة الاستثنائية بمجلس قضاء العاصمة بعد إلحاح أهاليهم الذين راسلوا رئاسة الجمهورية واعتبروا الأحكام قاسية على أبنائهم، وقد شهد المجلس أمس حضور عدد كبير من قوّات الأمن لتأمين المكان خوفا من تكرار المواجهات بين أهالي المتّهمين والشرطة·