بقلم: رشيد حسن* أثار لقاء حاكم السودان الجنرال عبد الفتاح البرهان مع الإرهابي نتنياهو مؤخرا في اوغندا جملة من الأسئلة والتساؤلات إلى جانب حملة استنكار جارفة من الشعب السوداني الشقيق وفي مقدمته قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين والحزب الشيوعي ..الخ الذين قادوا الثورة ضد البشير وأدى فورا إلى استقالة احد أركان مجلس السيادة مدير السياسة الخارجية محمد رشاد الخطيب مبررا الاستقالة إلى استحالة العمل مع حكومة يهرول رئيسها إلى التطبيع مع العدو الصهيوني.. الذي يحتل المقدسات ويشرد شعبا شقيقا .. ومن أهم الأسئلة التي فجرها هذا اللقاء المفاجئ هو : كيف استطاع العدو أو بالأحرى الموساد اختراق الجدار العربي والوصول إلى جنرالات السودان؟؟ وهل يعني هذا الاختراق أن جرثومة وباء لتطبيع قد وصلت إلى مسؤولين كبار؟؟. وهو ما المح إليه نتنياهو في تصريحاته الأخيرة التي نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية يومي الأربعاء الخميس الماضيين حيث أكد انه سيقوم قريبا بزيارات مفاجئة إلى عدد من الدول العربية..؟! اللقاء- الفضيحة جاء بعد الرفض العربي والإسلامي لسرقة القرن وللمؤامرة الأميركية-الصهيونية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهويد القدس والحكم على الشعب الفلسطيني إما بالنفي الأبدي في أربعة رياح الأرض وإما بالقبول بحياة العبيد والاقنان في إمبراطورية نتنياهو .. وهو ما اعتبره مراقبون بداية تطبيق المؤامرة وبداية تهاوي جدار الرفض الذي تشكل بعد 28 كانون الثاني يوم إعلان المؤامرة في البيت الأسود.. فضيحة البرهان تزامنت مع إعلان العدو عزمه على ضم الأغوار والمستوطنات وشواطئ البحر الميت بعد الانتخابات المقررة في 2 اذار القادم. اللافت للانتباه والمثير للدهشة في أن واحد هو تبرير البرهان للقاء-الفضيحة بأنه يصب في مصلحة السودان .. أو بالأحرى لإقناع أميركا بشطب اسم السودان من قائمة الإرهاب والمقاطعة ما يؤكد مقولة بان رضا واشنطن يمر عبر رضا تل ابيب .. فإذا أردت ان تكسب رضا البيت الأبيض فعليك أولا أن تكسب رضا حكومة إسرائيل وهو ما اقتنع به بعد الزلازل والبراكين التي ضربت المنطقة منذ عام 2011 ولا تزال تتجدد في صورة حركات شعبية عارمة تحولت الى ثورات .. كما حدث في السودان والجزائر والعراق ولبنان..الخ .. وهي مرشحة بان تتمدد لتصل تداعياتها وأمواجها إلى كافة الأقطار عاجلا أو أجلا... هذه المقولة التبريرية هي : عنوان العجز العربي ..وعنوان الاستسلام العربي وقد أصبح التطبيع هدفا للبعض لكسب رضا عدو الأمة الذي يحتل أرضها ويهود مقدساتها ما يعني أن إسرائيل لم تعد في عرف هؤلاء وأولئك عدوا للأمة بل هي الصديق والحليف .هي من تعطي صكوك البراءة والغفران لكسب رضا القرصان الذي يسكن البيت الأبيض. باختصار.. تطبيع البرهان المذل ..المبتذل. يكشف حجم الهوان والاختراق الصهيوني وحجم التغييرات الجذرية الخطيرة في الحالة العربية وقد أصبح العدو حليفا وصديقا يعطي صكوك الغفران لكسب رضا واشنطن .انه عصر الطوائف.. فالقادم هو الأخطر.. فإما الانفجار ..أو الانهيار..