ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان جديد أصدره امس بالأسلوب الأمني الذي تتبعه السلطات السورية في التصدي للاحتجاجات السلمية مؤكداً عدم اقتناعه بما تروجه هذه الأخيرة من وجود "عناصر إرهابية" هي التي تروع المواطنين. وجدد دعوته السلطات إلى أن تأخذ الأمر بجد وتستجيب لتطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والتعددية والتداول على السلطة والتوقف الفوري عن مجابهة المتظاهرين السلميين بإطلاق النار ومحاصرة المدن بالدبابات والأسلحة الثقيلة. وذكر الاتحاد بأنه ومنذ انطلاقة الاحتجاجات في سوريا دأب على مطالبة السلطات بهذا. وأوضح أن السلطات السورية استهانت بكل هذه الطلبات، بل شنت هجوما عنيفا على الاتحاد وقيادته وخاصة رئيسه العلامة الشيخ يوسف القرضاوي وتمادت في غيها إلى أن استحر القتل في هذا الشعب الأبي الذي أصبح يطالب بتغيير النظام جملة بعد أن كان في البداية يطالب بالإصلاح والحرية، كما أصبح يغض الطرف عن كل ما تعرضه هذه السلطة من عروض الحوار والتعبير عن نيتها في الإصلاح وكان آخرها ما أعلنه الرئيس بشار عن عفو عام على كل "الجرائم" السياسية قبل 31 ماي وتشكيله للجنة ستتكفل بإدارة حوار وطني شامل انطلاقاً من هذا الأسبوع. وذهب بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى أن الشعب السوري "قد حزم أمره ولم يعد يثق في أي إجراء تقوم به هذه السلطة، فقد تواصلت المظاهرات بشكل أقوى مما كانت عليه قبل الإعلان عن هذه الإجراءات وآخرها مظاهرات يوم الجمعة الماضي التي سقط فيها 28 شهيدا. وأكد العلماء أنه وأمام هذا القتل الذي طال كافة فئات الشعب السوري من رجال ونساء وأطفال فحسب منظمة اليونسكو فقد تجاوز عدد القتلى من الأطفال 30 طفلاً أشهرهم الطفل حمزة الخطيب الذي اعتقل وعذب حتى الموت ثم شوهت جثته وقد تم فضحُ كل ما حدث له في وسائل الإعلام البديلة على الانترنت ثم على شاشات التلفاز في كل مكان، وأمام ضعف الإرادة في الإصلاح والتغيير للسلطة والقائمين عليها في سوريا، فإن الاتحاد يعرب عن قلقه الشديد من استمرار هذه الأوضاع المأساوية في سوريا". ويرى الاتحاد أن على السلطات السورية أن توقف آلة القتل وترفع الحصار على المدن والقرى السورية وتُخرج الجيش ودباباته من وسط المدن، وتترك الشعب السوري يعبر عن تطلعاته، ويستغرب الاتحاد من الصمت الكامل لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي عما حدث ويحدث في سوريا منذ شهرين ونصف، ولذلك يطالبها بموقف واضح مشابه لموقفهما من ثورة ليبيا، ويحذر الاتحاد النظام السوري ويحمّله المسؤولية عن هذه الدماء البريئة التي أريقت والتي ستراق، وعن دفع القوى الدولية الغربية خاصة للتدخل في الشأن السوري، ويدعو تركية كدولة جارة ولها علاقات جيدة مع النظام القائم إلى مزيد من الضغط عليه حتى يوقف مسلسل القتل هذا، ويدعو الأستاذ أردوغان شخصياً بصفته رئيساً للوزراء إلى مضاعفة جهوده والعمل على ألاّ تتحول سوريا إلى ليبيا جديدة.