ضربة موجعة تلكم التي تلقّاها وفاق سطيف أوّل أمس، بخروجه من كأس "الكاف" بطريقة أهمّ ما يقال عنها إنها أكثر من مذلّة عقب خسارته لقاء الإيّاب من الدور ثمن النّهائي مكرّر أمام نادي كادونا النيجيري بثلاثية نظيفة عرّت الواقع المرّ لفريق "النّسر الأسود"، حيث فقد جناحيه وبات نجومه محلّ مساومات الكثير من الأندية المحلّية والأجنبية· وينتظر أن تشهد فترة التحويلات الصيفية المقبلة هجرة جماعية لجلّ اللاّعبين، خاصّة إذا علمنا أن العديد منهم مدّة عقودهم تنتهي بانتهاء بطولة هذا الموسم· ك· مادي بعد خروجه من كأس الجزائر على يد اتحاد الحرّاش في الدور نصف النّهائي وخروجه من سباق التنافس على اللّقب الوطني الذي بات أمره محسوما لمصلحة جمعية الشلف وإقصائه من دوري رابطة أبطال إفريقيا بطريقة هي الأخرى مذلّة، ها هو يودّع آخر منافسة كان يراهن عليها الرئيس الحاضر الغائب عبد الحكيم سرّار لاستعادة شعبيته في الولاية رقم 19، لكن الضربة القوية جاءته هذه المرّة من نادي اسمه كادونا النيجيري، والذي يحتلّ المرتبة العاشرة في بطولة بلاده وتأسس عام 2000 وحلّ الموسم الماضي في الصفّ الثالث في الدوري النيجيري، ولم يسبق وأن شارك من قبل في أيّ منافسة قارّية· ومن خلال هذه المعطيات يمكن القول إن واقع الوفاق السطايفي أشبه بذلك الطير الذي فقد جناحيه وبات عرضة لكلّ من هبّ ودبّ· ** أيّ مصير ينتظر الوفاق؟ تفيد الأخبار التي استقيناها أمس من أحد العارفين بشؤون الوفاق السطايفي بأن حالة من الهستيريا أصابت المكتب الإداري وكلّ واحد راح يوجّه أصابع الاتّهام للآخر، الأمر الذي ينذر بانفجار الوضع الداخلي، وهو ما ستكون له انعكاسات خطيرة على مستقبل الوفاق· وفي ظلّ هذه الأوضاع كيف سيكون ردّ الرئيس "الخفي" عبد الحكيم سرّار على ما يحدث في فريقه، وهو الذي وعد السطايفيين مطلع هذا الموسم بأنه سيحصد كلّ الألقاب وإذا به ينهي الموسم صفر اليدين، اللّهم إلاّ لقب كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس على حساب الاتحاد الليبي· ** نحو هجرة جماعية للاّعبين ينتظر أن تشهد تشكيلة وفاق سطيف هجرة جماعية للاّعبين، حيث كشفت لنا مصادرنا من بيت الوفاق أن أوّل الرّاحلين هو الحارس الدولي السابق فوزي شاوشي، حيث ينتظر أن يحلّ بمولودية الجزائر بطلب من المدرّب نور الدين زكري· إضافة إلى شاوشي، ينتظر أن يترك الوفاق كلّ من رحّو سليمان الذي كان قد صرّح أكثر من مرّة بأنه يخوض آخر موسم له في وفاق سطيف، دون أن يكشف عن وجهته الجديدة· ومن جهته، اللاّعب مترف قرّر ترك الوفاق وقد يعود إلى فريقه الأصلي اتحاد العاصمة، خاصّة وأن رئيس الاتحاد "الملياردير" علي حدّاد يوجد في اتّصالات متقدّمة معه، وتفيد آخر الأخبار بأن الرجلين اتّفقا على مبلغ الإمضاء لفريق الاتحاد· إضافة إلى كلّ هذه الأسماء، ينتظر أن يرحل المدافع إسماعيل ديس وعبد القادر العيفاوي وجاليت، هذا الأخير سئم مقاعد الاحتياط، كما طلب حشّود هو الآخر الرّحيل· ومن جانبه، نجم الفريق عبد المومن جابو أعلن أنه سيترك الوفاق مع نهاية هذا الموسم، وستكون وجهته المقبلة إحدى الأندية الخليجية، وغالب الظنّ سيلعب لفريق سعودي، على غرار زميله السابق في الوفاق عبد الملك زياية الذي يلعب لفريق الاتحاد· ** مَن المسؤول؟ في خضّم الوضعية الخطيرة التي آل إليها بيت الوفاق السطايفي، هناك سؤال بات يطرح نفسه بإلحاح وهو مَن المسؤول عن هذه الوضعية؟ أنصار الوفاق يوجّهون أصابع الاتّهام إلى الرئيس السابق عبد الحكيم سرّار، فالطريقة العشوائية التي قاد بها الفريق أفرزت مع مرور الأيّام والأسابيع واقعا مزريا ها هو اليوم الوفاق يدفع ثمنه· إذ لا يعقل بفريق يضمّ خيرة اللاّعبين المحلّيين، ولا يعقل بفريق غالبية لاعبيه سبق لهم وأن لعبوا لمختلف المنتخبات الوطنية، ولا يعقل بفريق جلّ لاعبيه يملكون من الخبرة والتجربة ما يسمح لهم بالذهاب بعيدا في المنافسات القارّية يقصى بطريقة مهينة من دوري أبطال إفريقيا ومن كأس "الكاف"، وأيعقل أن يصبح أكثرية لاعبي الفريق غير قادرين حتى على الصمود لربع ساعة في شوط واحد؟ ووسط كلّ هذه الأسئلة يظهر مشكل عويص وهو سوء الاستقرار في العارضة الفنّية، والذي كان له الأثر السلبي في كلّ هذه النتائج، فلا يعقل بأيّ حال من الأحوال أن فريقا بحجم وفاق سطيف يتداول على تدريبه في موسم واحد أكثر من ستّة مدرّبين والقادم آت· ذلكم هو واقع وفاق سطيف، واقع مرّ، واقع أسود، واقع قد يقضي على ما تبقّى من جمال "النّسر الأسود"· لقاء "الفضيحة" حتى وإن تحجّج مسيّرو الوفاق والطاقم الفنّي بانحياز التحكيم الغاني إلى الفريق المحلّي نادي كادونا بطرده لكلّ من يخلف في الدقيقة ال 40 وجابو في الدقيقة الخامسة من الشوط الثاني، إلاّ أن حجّة هؤلاء باطلة طالما أن الوفاق كان قد فشل في لقاء العودة بتسجيل نتيجة إيجابية، حيث اكتفى زملاء حاج عيسى بهدف يتيم مهّد لخروجه من كأس "الكاف"· سجّل أهداف النّادي النيجيري اللاّعبون زعبوب في الدقيقة ال 50 ضد مرماه، أوشيان في الدقيقة ال 52 وجون أنوكي في الدقيقة ال 85· وقد لعب فريق وفاق سطيف لقاء "الفضيحة" بالأسماء التالية: بن حمّو، زعبوب، يخلف، ديس، العيفاوي، دلهوم، لموشية، مترف، جابو، بن موسى وحمّاني·