أسعار الخضر نار.. والتمر لمن استطاع إليه سبيلا الجزائريون يفتتحون رمضان على وقع جشع التجار زحمة في الأسواق والمحلات والطرقات كشّر كثير من التجار عن أنيابهم خلال الأسبوع الأخير الذي سبق الشهر الفضيل بحيث ألهبوا الأسعار التي زادت خلال اليومين الأخيرين بحيث ذهل الكل للارتفاع الذي مسّ أسعار الخضر والفواكه بكل أنواعها أما التمر كمادة مطلوبة جدا في رمضان فعرض ب600 دينار للأنواع العادية أما دقلة نور زما قاربها من أصناف راقية فوصلت وتجاوزت أسعارها 1000 دينار للكيلوغرام الواحد والغريب في الأمر أن الجشع بلغ مداه حتى في زمن كورونا والظرف الصحي الصعب الذي يجتازه الجزائريون. نسيمة خباجة في جولة لنا إلى بعض الأسواق خلال اليومين الأخيرين وقفنا على الزحمة الكبيرة في الأسواق والمحلات والطرقات بسبب إقبال المواطنين على التحضير الاستهلاكي لشهر رمضان والتبضع وكان التوتر باديا على وجوهم وهم يتسارعون قبل غلق بعض الأسواق تبعا لإجراءات الحجر فالتبضع في زمن كورونا ليس عاديا بحيث تسابق المواطنون مع الزمن من أجل التبضع واقتناء مستلزماتهم الرمضانية في ظل إجراءات الحجر الصحي وهناك من فاته الوقت ولم يستطع التبضع خلال يوم الخميس الفاطر عبر بعض الأسواق بضواحي العاصمة على غرار سوق بئر توتة الذي يتوقف نشاطه على الساعة الواحدة زوالا وطالب جل المواطنين الذين تحدثنا إليهم بضرورة تمديد ساعات البيع عبر السوق ليتسنى للمواطنين التبضع منه. ارتفاع صاروخي للأسعار بعد أن شهدت الخضر استقرارا في أسعارها في الأيام الأخيرة عاد الالتهاب مرة أخرى قبيل رمضان وامتد إلى اليوم الأول منه وهو الأمر الذي استاء إليه المواطنون لاسيما الخضر الضرورية في رمضان على غرار البصل الذي ارتفع إلى 120 دينارا بعد أن كان لا يتعدى 60 دينارا والخس عرض ب100 دينار الجزر ب120 دينارا الشمندر 100 دينار الطماطم ب120 دينارا الفلفل بنوعيه ب150 دينارا الخيار 100 دينار وحتى البطاطا التي كانت تعرض ب35 دينارا ارتفعت إلى 50 دينارا وهي أسعار ملتهبة اصطدم بها المواطنون مع بداية رمضان بحيث انتهز التجار إقبالهم على السلع وضاعفوا أسعارها من أجل الربح السهل والسريع وهو ما استاء له المواطنون الذين عبروا عن دهشتهم من تلك الأسعار الجنونية. تقول إحدى المواطنات من بئر توتة إنها سارعت صبيحة الخميس الفاطر إلى السوق بغرض التبضع قبل غلقه إلا أنها احتارت للأسعار وارتفاعها الجنوني وطالبت بضرورة تسليط الرقابة على التجار وإيقاف جشعهم وانقضاضهم على جيوب المواطينين وقالت انها اقتربت من بائع البصل وسألته عن السعر فأخبرها بانه ب120 دينارا تفاجأت كثيرا الا انها اجبرت على اقتناء كيلوغراما منه خصوصا وان حضوره ضروري في طبق الشربة إلى جانب الكوسة التي عرضت ب140 دينارا وهو سعر مرتفع جدا تقول وتلك الأسعار من شأنها ان تنهك القدرة الشرائية للمواطنين. التمر بين 600 و1000 دينار للكيلوغرام! حضور التمر يبدو ضرورياً على كل مائدة جزائرية عند الإفطار أسوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلا أن جشع كثير من التجار حال دون الوصول إليها من طرف محدودي الدخل والسبب الأسعار المرتفعة للتمر الذي تراوح بين 600 و1000 دينار للكيلوغرام الواحد وهي أسعار مرتفعة لا يقوى عليها المواطنون في الوقت الذي يتراوح سعره في بعض ولايات صحرائنا الشاسعة المنتجة للمادة على غرار بسكرة ما بين 250 إلى 450 دينارا للكيلوغرام وهو سعر معقول نوعا ما مقارنة مع أسعاره في ولايات أخرى وهو ما لم يُرض المواطنين الذين تأسفوا إلى الالتهاب الذي يمس تلك المادة المطلوبة جدا في رمضان خصوصا وأنها مباركة ومصدر طاقة للصائمين. وتم تسجيل مضاربة في أسعار التمر في أغلب الأسواق بحيث اصطفت الطاولات بعراجين التمر وأنواعه والتهبت أسعاره أيضا وما كان على محدودي الدخل سوى مشاهدته من بعيد والاستفسار عن السعر والفرار من المكان بدون رجعة بعد اصطدامهم بالسعر المرتفع. وعلي العموم كانت هي بداية رمضان للجزائريين من محدودي الدخل مع الأسعار الجنونية للخضر والفواكه على حد سواء فهل ستبقى على تلك الوتيرة المرتفعة أم سيحطمها سيف لجان الرقابة وضبط الأسعار المخولة بالتحرك لحماية القدرة الشرائية للمواطنين التي زادت تدنيا في زمن كورونا والحجر الصحي وتوقف أنشطة العشرات من ممارسي الأعمال الحرة.