قتل 14 متظاهرين، أمس الجمعة، وجرح آخرون عندما أطلق رجال الأمن النّار لتفريق مظاهرات في عدد من المدن السورية، حسب ما أكّد ناشطون حقوقيون ل "فرانس برس"· وقال شهود ومقيمون إن اثنين من الضحايا قتلا في دير الزور (شرق البلاد) ضمن حشد كبير، عندما أطلق ضبّاط المخابرات العسكرية النيران عليهما أثناء محاولتهما تسلّق جدران مرآب تابع للجيش لتمزيق صور للأسد ووالده الرئيس الرّاحل حافظ الأسد· وذكر ناشط حقوقي الجمعة أن رجال الأمن استخدموا الرصاص لتفريق تظاهرتين في مدينة بانياس الساحلية (غرب)، ما أدّى إلى "إصابات"· وقد انتشرت وحدات من قوّات الجيش والأمن السورية في العديد من المدن لمواجهة تظاهرات أطلق عليها المنظّمون جمعة "صالح العلي"، في إشارة إلى الشيخ صالح العلي قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي في منطقة الساحل· وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: "حدث دوّي إطلاق نار بكثافة لتفريق تظاهرتين في بانياس"· وأضاف عبدالرحمن أن "رجال الأمن لاحقوا المتظاهرين في إحدى التظاهرتين بعد تفريقها إلى داخل الأحياء الجنوبية، في حين توجّهت التظاهرة الثانية إلى خارج بانياس باتجاه جسر المرقب"· وأشار عبد الرحمن إلى أن "تظاهرات جرت في عدّة أحياء في مدن حمص (وسط) وداعل (ريف درعا جنوب البلاد) وجبلة (غرب)"، مؤكّدا أن "المتظاهرين كانوا يطلقون شعارات تدعو إلى التضامن مع المدن المحاصرة وشعارات مناهضة للنظام"· ومن جهته، ذكر النّاشط الحقوقي عبد اللّه الخليل أن "نحو 2500 شخص خرجوا للتظاهر في مدينة الطبقة المجاورة لمدينة الرقة (شمال) من جامع الحمزة باتجاه الشارع الرئيسي إلى الدوار"· وأدّت أعمال العنف في سوريا إلى مقتل 1297 مدني و340 من عناصر الأمن واعتقال حوالي 10 آلاف شخص منذ انطلاق التظاهرات الاحتجاجية منتصف مارس، وفق مصادر حقوقية، كما أدّت إلى فرار أكثر من 8500 سوري إلى تركيا و5000 آخرين إلى لبنان· ** اشتباكات بين السنّة والعلويين في طرابلس اللّبنانية على صعيد متّصل، سقط قتيل و7 جرحى على الأقل في اشتباكات مسلّحة الجمعة في مدينة طرابلس شمال لبنان بين منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنّية ومنطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية، على ما أفادت مصادر أمنية لوكالة "فرانس برس"· ووقعت الاشتباكات في محيط شارع سوريا الفاصل بين المنطقتين الواقعتين في مدينة طرابلس ذات الغالبية السنّية شمال لبنان عقب تظاهرة مناهضة للرئيس السوري خرجت في شوارع المدينة بعد صلاة الجمعة· ورغم انتشار الجيش اللّبناني في المكان ظلّ التوتّر مخيّما على المنطقة مع استمرار انتشار عناصر مسلّحة في الطرفين وإطلاق نار متفرّق· وتشهد منطقة باب التبانة وجبل محسن توتّرات أمنية مع ارتفاع حدة التوتر السياسي في لبنان· ** استياء تركي وعلى الحدود التركية السورية، أعلن وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو أن بلاده قرّرت تقديم مساعدة إنسانية لآلاف السوريين المحتشدين على خط الحدود السورية التركية· وقال أوغلو للصحفيين في أنقرة إن هناك أكثر من 10 آلاف شخص قبالة الحدود التركية خلف الأسلاك الشائكة حاليا، وقد قرّرت تركيا تقديم المساعدة للسوريين لتأمين حاجاتهم الغذائية العاجلة· وكان حسن تركماني، مبعوث الرئيس السوري بشّار الأسد، قد أنهى أمس زيارة لتركيا استغرقت يومين أجرى خلالها مباحثات مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو· وقالت "العربية" إن السلطات التركية رفضت طلبا سوريا نقله مبعوث الرئيس بشّار الأسد حسن تركماني بإعادة اللاّجئين السوريين في تركيا وإغلاق الحدود أمام عبور المزيد منهم· وأكّد رئيس الوزراء التركي أن بلاده لن تُجبر أحدا على العودة إلى حين عودة الاستقرار والهدوء إلى سوريا، فيما اعتبرت الصحف التركية أن رفض أردوغان تصوير لقائه بتركماني يُعدّ مؤشّرا على استيائه من تصرّفات دمشق اتجاه الاحتجاجات السلمية·