أطلق أمس رجال الأمن النار على متظاهرين في مدينتي درعا جنوبا وحمص بوسط سوريا قصد تفريقهم وترهيب السكان وكبح جماح التظاهرات مما تسبب في قتل أحد المحتجين على الأقل، وذلك بالرغم من وعود القيادة السياسية بعدم إطلاق النار.وقد عمت المظاهرات التي شارك فيها الآلاف عقب صلاة الجمعة عدة مدن سورية تحت شعار "جمعة حرائر سوريا" للمطالبة بالديمقراطية ووقف الإجراءات العسكرية في بعض مدن البلاد والتي أدت إلى مقتل حوالي 850 شخصا خلال شهر ، إلى جانب اعتقال الآلاف حسب تقديرات متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان. وذكر ناشطون بأن المظاهرات جرت أمس إلى جانب درعا وحمص، في عدة مدن في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا بما فيها القامشلي وعامودا والدرباسية، كما جرت أيضا في درعا ودمشق والرستن والرقة وإدلب وريف حلب وقطنا والكسوة من (ضواحي العاصمة دمشق). وتأتي هذه المظاهرات بعد أن كان النشطاء السوريون قد دعوا للتظاهر في عموم المدن السورية تحت عنوان "جمعة الحرائر"، تكريما لدور النساء في الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ ما يقرب الشهرين. وأكد ناشط حقوقي لوكالة الصحافة الفرنسية أن القوى الأمنية، أغلقت المداخل المؤدية إلى مناطق الاحتجاج المعهودة في بعض المدن، كما أقامت نقاط تفتيش، وحواجز أمنية، قبل بدء صلاة الجمعة. وتحدث الناشط عن حملة اعتقالات واسعة في جميع أرجاء سوريا شملت ناشطين حقوقيين في دير الزور واللاذقية والقامشلي ودرعا حيث اندلعت التظاهرات منذ منتصف مارس. وبحسب ناشط آخر "فإن أكثر من ألفي عنصر من الجيش انتشروا في الساحة التي تجري فيها عادة التظاهرات وفي الشوارع المؤدية لها في بانياس" التي دخلها الجيش السبت الماضي.وكان شهود عيان في مدينة درعا أفادوا أن الجيش أرسل تعزيزات أمنية جديدة إلى منطقة درعا البلد، ونشر قناصة على أسطح عدد من المنازل، فيما سُمع دوي إطلاق نار في الهواء.وقال الشهود إن الجيش طالب السكان عبر مكبرات الصوت بعدم الخروج لصلاة الجمعة، كما مُنعت الصلوات في جامعي العمري والسد مع انتشار قوى الأمن بالمسجدين، بالإضافة إلى إغلاق منطقة المنشية بالكامل.من جهة أخرى أعلن أمس وزير الإعلام السوري عدنان محمود، في مؤتمر صحافي عقده بدمشق، أن الجيش السوري "باشر الخروج التدريجي" من بانياس شمال غرب البلاد ومحيطها، واستكمل خروجه من درعا وريفها في الجنوب. وقال انه "بعد الاطمئنان لاستعادة الأمن والهدوء والاستقرار، باشرت صباح اليوم وحدات الجيش الخروج التدريجي من بانياس وريفها، كما استكملت الوحدات المنتشرة في درعا وريفها خروجها التدريجي للعودة إلى معسكراتها الأساسية". وأضاف الوزير أن "الحياة الطبيعية بدأت تعود إلى هذه المناطق ويمارس المواطنون حياتهم الاعتيادية". وفي سياق ذي صلة أكد الكاتب الصحافي السوري لؤي الحسين، في تصريح ل"راديو سوا"، أنه تلقى تأكيدات من بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، خلال مكالمة هاتفية، بأن أوامر رئاسية حاسمة صدرت بعدم إطلاق النار على المتظاهرين، وأن كل من يخالف ذلك سيتحمل كامل المسؤولية، على حد قولها. ع.أسابع