ماذا كان طعامها ومن أكل منها وأين نزلت؟ هذه قصة مائدة عيسى.. تعتبر المائدة التي نزلت على نبي الله عيسى عليه السلام والحواريين هي أحد المعجزات العظيمة التي أيد الله عز وجل بها نبيه وقد ذكرت قصة المائدة في سورة تحمل اسمها وسميت هذه السورة بهذا الاسم لأنها تتضمن قصة المائدة التي أنزلها الله تعالى من السماء عندما دعا عيسى ابن مريم عليهما السلام الله عز وجل أن ينزل المائدة من السماء كما طلب منه ذلك أصحابه وتلاميذه الحواريون والحوارين هم صفوة الأنبياء الذين قد خلصوا لهم ولهذا سمي أصحاب عيسى ابن مريم عليه السلام حواريين لأنهم كانوا أنصاره من دون الناس . ومضمون قصة هذه المائدة أن عيسى عليه السلام أمر الحواريون بصيام ثلاثين يوما فلما أتموها سألوا عيسى عليه السلام إنزال مائدة من السماء عليهم ليأكلوا منها وتطمئن بذلك قلوبهم أن الله تعالى قد قبل صيامهم وتكون لهم عيدًا يفطرون عليها يوم فطرهم. ولكن عيسى عليه السلام وعظهم في ذلك وخاف عليهم ألا يقوموا بشكرها فأبوا عليه إلا أن يسأل لهم ذلك. فلما ألحوا عليه أخذ يتضرع إلى الله تعالى في الدعاء والسؤال أن يجابوا إلى ما طلبوا. استجاب الله عز وجل لكنه حذّرهم من الكفر بعد هذه الآية التي جاءت تلبية لطلبهم. فأنزل سبحانه المائدة من السماء والناس ينظرون إليها تنحدر بين غمامتين وجعلت تدنو قليلا قليلا وكلما دنت منهم يسأل عيسى عليه السلام أن يجعلها رحمة لا نقمة وأن يجعلها سلامًا وبركة. فلم تزل تدنو حتى استقرت بين يدي عيسى عليه السلام وهي مغطاة بمنديل فقام عيسى عليه السلام يكشف عنها وهو يقول بسم الله خير الرازقين . فإذا عليها من الطعام سبعة من الحيتان وسبعة أرغفة و قيل : كان عليها خل ورمان وثمار ولها رائحة عظيمة جدًا. أما عن المكان الذي نزلت فيه المائدة فهو قرية خربة سيلون الواقعة جنوبي أراضي قريوت في محافظة نابلس وبالتحديد إلى الشمال من قرية ترمسعيا قضاء رام الله . ثم أمرهم عيسى عليه السلام بالأكل منها أمر عليه السلام الفقراء والمحتاجين والمرضى وأصحاب العاهات وكانوا قريبًا من الألف وثلاثمائة أن يأكلوا من هذه المائدة فأكلوا منها فبرأ كل من به عاهة أو آفة أو مرض مزمن واستغنى الفقراء وصاروا أغنياء فندم الناس الذين لم يأكلوا منها لما رأوا من إصلاح حال اولئك الذين أكلوا. ثم صعدت المائدة وهم ينظرون إليها حتى توارت عن أعينهم. وقيل: إن هذه المائدة كانت تنزل كل يوم مرة فيأكل الناس منها فيأكل آخرهم كما يأكل أولهم حتى قيل : إنه كان يأكل منها كل يوم سبعة آلاف شخص. ثم أمر الله تعالى أن يقصرها على الفقراء دون الاغنياء فشق ذلك على كثير من الناس وتكلم منافقوهم في ذلك فرفعت ومُسخ الذين تكلموا في ذلك من المنافقين خنازير. نزلت المائدة وأكل الحواريون منها وظلوا على إيمانهم وتصديقهم لعيسى عليه السلام إلا رجل واحد كفر بعد رفع عيسى عليه السلام.