بقلم: الدكتورة سميرة بيطام* منذ انتشار فايروس كورونا ومنظمة الصحة العالمية تحاول تسيير الملف الوبائي على نحو من الثقة العلمية والسياسية ولكن هذه الثقة شهدت مؤخرا اضطرابا في التصريحات بعد التخوف من تفشي طفرة ثانية للفايروس حيث صرح الدكتور ريتشارد برينان المدير الإقليمي للطوارئ بمنظمة الصحة العالمية من أن الانتشار الجغرافي السريع للفايروس يبين مدى صعوبة السيطرة عليه ما لم يتم التقيد بالنصائح وتعليمات السلامة وبالمقابل مراقبون يرون أن بيانات منظمة الصحة العالمية شهدت تخبطا وتضاربا في تصريحات مسؤوليها منها: * بتاريخ 14 يناير2020 صرحت المنظمة أن التحقيقات الأولية التي أجرتها الصين تشير إلى عدم وجود دليل واضح على انتقال الفايروس من شخص لآخر. *في البداية رفضت المنظمة تحت قيادة تيدروس وصف تفشي الفايروس بالجائحة لعدة أسابيع لأن الوباء كلمة لا يمكن استخدامها بسهولة. *أواخر يناير منظمة الصحة العالمية تصرح على لسان أحد مسؤوليها من أنها لا توصي باتخاذ تدابير تتعارض مع السفر والتجارة الدولية. *في شهر فبراير 2020 قالت (سيلفيا برياند) مديرة قسم مكافحة الأمراض الوبائية بالمنظمة أن فايروس كورونا الجديد لا يمثل وباءا عالميا. *منظمة الصحة العالمية توافق على اجراء تحقيق مستقل بشأن الكيفية التي تمت بها مواجهة الوباء. *في 11 فبراير 2020 يصرح المدير العام للمنظمة أن أول لقاح سيكون جاهزا خلال 18 شهرا. *في 11 مارس 2020 المنظمة تعلن تصنيف كوفيد -19 وباءا عالميا على لسان مديرها العام (تيدروس جيبريسوس ). *في26 مارس2020 يصرح المدير التنفيذي للمنظمة (مايكل رايان) أنه لا بد من فترة سنة للحصول على لقاح. *في 25 ماي 2020 منظمة الصحة العالمية توقف تجارب عقار هيدروكسي كلوروكين بسبب أسباب تتعلق بالسلامة. ومن اضطراب وتذبذب هذه التصريحات أصبت منظمة الصحة العالمية تمر بحرج بسبب ادارتها لجائحة فايروس كورونا المستجد حيث تلقت انتقادات عديدة في طريقة التعامل مع الجائحة في ظل تناقض تصريحاتها الطبية التي جعلت مراقبين يرون أنها تضع علامات استفهام على قراراتها الجديدة وهل قراراتها السابقة ستجعل العالم يستمر في ثقته بها؟ ربما سيكون هناك بديل مستقبلي فماذا لو أنشأت الدول الافريقية منظمة خاصة بها تُدير شؤونها بالمصداقية التي تتناسب مع ظروف ومتطلبات العيش وكذا نسق القوانين التي تسير بها نحو التغيير للأحسن نحو احتواء الأزمات والطوارئ والأمراض بدل الاعتماد على منظمة الصحة العالمية التي باتت اليوم قاب قوسين أو أدنى من التساؤلات في مدى ثبات تصريحات مسؤوليها حول جائحة كورونا وهل هذا معناه أن الدول المتقدمة لم تعد كذلك في ظل تقدم العلم في تطوير السلاح البيولوجي الذي لا يعرف الحدود فيما بين القارات ولا على خرائط الدول أمام تحد عالمي يبحث عن علاج حقيقي للفايروس وبأقل أعراض جانبية . الأيام القادمة ستجيب على الكثير من التساؤلات عندما انطلقت إيطاليا بجرأة في البحث عن الحقيقة داخل القبور بعد استخراج جثث الموتى وتشريحها لمعرفة حقيقة فايروس كورونا فمن يملك الحقيقة وسط تضاربات التصريحات؟