يعاني أطفال منطقة الحساينية بالبليدة من نقص مواقع الترفيه أو الرياضة، ويحسون بهذا النقص الفادح خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة ورغبتهم الملحة في السباحة فلا يجدون أمامهم إلا الآبار والسدود فتكون طريقهم نحو الهلاك·· تحصد هذه المنطقة سنويا العديد من الضحايا، خاصة في سد الحساينية المعروف بالأسلاك الخطيرة المحيطة به وفي قاعه وبأعماقه الموحلة بسبب كثرة الرواسب الطينية في أعماقه، وقد حصد لوحده العام الماضي أرواح 5 أطفال، ونفس العدد أيضا من الضحايا سجل هذا العام، آخرهم مات قبل أسابيع بسبب نزيف في رجله بسبب الأسلاك الموجودة في قاعه فغالبا ما يعلق الضحية أثناء السباحة ولا يجد من ينقذه علما أن أعمار هؤلاء الأطفال تتراوح ما بين 11-15 سنة، كانت لهم الجرأة لاقتحام السد والمغامرة بأرواحهم من أجل الاستجمام فقط كحق طبيعي، في حين يوجد أطفال آخرون يتخوفون من الولوج إلى الآبار والسدود، فيتجهون إلى الوديان كواد الحد، وبما أن الوديان لا تصلح أبدا لممارسة السباحة لعدم عمقها، فيضطرون إلى إنجاز حفرة صغيرة وعميقة في مكان ضيق وتحويلها إلى بحيرة، ولا يخلو الأمر من التعرض للكدمات والجروح وأيضا الشجارات بين الأطفال حول المكان· للإشارة، فإن أطفال منطقة الحساينية ليسوا وحدهم من يعاني من انعدام المسابح، فمعظم الشباب في المناطق النائية البعيدة عن مركز المدينة، لهم نفس المشكل، ويزداد حدة في فصل الصيف مع اشتداد الحرارة والفراغ، خاصة إذا كانت العائلات غير قادرة على السفر إلى المناطق الساحلية للاستجمام، لذا فهم يضطرون إلى المغامرة ويعوضون المسابح بالأحواض التقليدية في المزارع الفلاحية والسواقي والخنادق في مناطق الجنوب وفي الغرب والشرق النافورة والأودية والبرك، متجاهلين خطورتها على الصحة والإصابة بالأمراض المتنقلة عبر المياه، وهذا رغم وجود مسابح مغلقة وأخرى مهملة على مستوى بعض البلديات لأسباب عدة كنقص المياه، ولقد تم إحصاء ما يقارب 69 شخصا مات غرقا في السدود وخزانات المياه خلال الموسم الصيفي للعام الماضي· من جهة أخرى، فقد ساهم غياب وسائل النقل مباشرة في المناطق النائية لهذه المسابح في تأزم الوضع والدفع غير المباشر للأطفال والمراهقين نحو الموت في السدود والأحواض التقليدية والسواقي في المزارع·