كشفت جلسة محاكمة 05 متّهمين بجناية استيراد وتصدير المخدّرات، من بينهم مغتربان بفرنسا أحدهما ما يزال في حالة فرار، أن عصابات المخدّرات بالمملكة المغربية اتّخذت من ميناء الجزائر مركز عبور لتصدير القنّب الهندي إلى فرنسا وإعادة ترويجه، حيث كلّفت بارونا جزائريا باصطياد مغتربين للانضمام إلى الشبكة وتولّي مهمّة نقل المخدّرات مقابل 3 آلاف أورو للكيلو غرام الواحد، غير أن شرطة الميناء تمكّنت من إحباط مخطّطه واسترجاع كمّية 25 كيلو غراما كانت موجّهة إلى ميناء مرسيليا على متن باخرة (طارق بن زياد)، وهي الأفعال التي جعلت المتّهمين الخمسة يواجهون عقوبة المؤبّد· تفاصيل القضية تتلخّص في أنه بتاريخ 31 مارس 2008 في حدود الساعة الرّابعة عصرا وضعت شرطة الحدود بميناء العاصمة أمام فرقة مكافحة الاتّجار غير الشرعي بالمخدّرات لأمن ولاية الجزائر المتّهم (غ· وحيد) 38 سنة، مزدوج الجنسية، والذي كان يتأهّب للسفر إلى مرسيليا على متن باخرة (طارق بن زياد) بعدما ضبط على متن سيّارته كمّية 25 كيلو غراما من القنّب الهندي مخبّأة داخل خزّان الوقود تمّ الكشف عنها بواسطة جهاز السكانير· وبعد استجواب المتّهم اعترف بتهريبه المخدّرات لفائدة خاله المتّهم (ب·ع) الذي تكفّل بتعبئتها بولاية تلمسان· وبعد مشاهدة كشف مكالمات المتّهمين تبيّن وجود خطّ هاتفي مشترك بينهما دائم الاتّصال بهما، وبعد استفسار المتّهم عن هوية صاحب الخطّ أكّد أنه ملك للمدعو (ب· يوسف) المكنّى (نونو مانيطا) وهو شريك خاله في تهريب المخدّرات، وأنه أخفى هويته بسبب تهديد هذا الأخير له بقتل والدته المقيمة في فرنسا، وإن انضمامه إلى الشبكة كان بعد أن عرض عليه خاله الذي كان في زيارة له بفرنسا أن يشاركه في عملية تهريب المخدّرات مقابل 03 آلاف أورو للكيلو غرام حتى يتمكّن من تسديد الديون المترتّبة عليه للبنك، وأنه خوفا من أن يتمّ حجز جميع ممتلكاته وافق على الفور، خاصّة وأنه كان سيجني من وراء العملية مبلغ 7500 أورو· وفي بداية شهر مارس دخل التراب الجزائري، حيث توجّه في بداية الأمر إلى منزل صهره لرؤوية زوجته أين مكث أسبوعين، قبل أن يقرّر التوجّه رفقتها إلى مدينة تلمسان أين التقى بخاله الذي عرّفه على المدعو (نونو مانيطا) وهناك سلّمه السيّارة التي أخذها هذا الأخير لمدّة يومين ثمّ أعادها له معبّأة بالمخدّرات واتّفق معه على أن يسلّمها لشقيق (مانيطا) المغترب هو الآخر بفرنسا، وأن يساعده على ترويجها مقابل 100 ألف دينار للكيلو غرام، غير أنه تمّ كشف أمره من طرف شرطة الحدود· المتّهم (ب·ع) صرّح بأنه شريك (مانيطا) في جميع عمليات ترويج المخدّرات، وأن هذا الأخير كان يتحصّل عليها من طرف من شخص مغربي الجنسية يدعى (ب·ج) وكان يسلّمها له على الحدود المغربية الجزائرية بمدينة مغنية، وقد أوكلا لهما مهمّة تهريبها على فرنسا، وأن (مانيطا) هو من تكفّل بعملية تعبئة السيّارة بالمخدّرات بمساعدة الميكانيكي (ب· سفيان) الذي قام بنزع خزّان الوقود وإعادته بعد ملئه بالمخدّرات وهذا بمدينة مغنية· وأمام هذه الاعترافات اِلتمس ممثّل الحقّ العام تسليط عوقبة المؤبّد في حقّ المتّهمين، فيما طالب دفاع المغترب الفرنسي بإفادته بأقصى ظروف التخفيف باعتباره وقع ضحّية خاله وظروفه مادية العسيرة·