منذ أن أوقعت قرعة المونديال منتخبنا الوطني ضمن المجموعة الثالثة إلى جانب منتخبات إنجلترا، سلوفينيا وأمريكا، كنت أشدّ النّاس تشاؤما نظرا لاستحالة تحقيق نتيجة إيجابية أمام المنتخب الإنجليزي، وباقترب موعد هذا اللقاء كانت ثقتي باللاّعبين الجزائريين والشيخ رابح سعدان تزداد تشاؤما، إلى درجة أنني رشّحت فوز إنجلترا على الجزائر بنتيجة 4/1، وكنت مصمّما على رأيي لكلّ من أتحدّث إليه بخصوص لقاء أوّل أمس. لكن.. لكن.. ها هم شبّان الجزائر يفعلونها كما فعلها ذات يوم جيل بلّومي وماجر وعصاد بفوزهم على المنتخب الألماني في مونديال إسبانيا، فحتى وإن لم يكسب منتخبنا الوطني النتيجة كون الخطّ الأمامي يفتقر إلى هدّاف بارع على شاكلة زيدان جمال أو بن سحاولة في مونديال إسبانيا، إلاّ أن جميع اللاّعبين أثبتوا فعلا أنهم يستحقّون مكانة في كأس العالم إلى جانب خيرة المنتخبات العالمية. أداء رجولي رائع ومستوى أروع من نجوم المنتخب الإنجليزي، وكما وصفهم معلّق الجزيرة الرّياضية الجزائري حفيظ درّاجي بنوك تجري على الملعب لما تساويه من ملايين الدولارات في سوق التحويلات. شكرا للاّعبين وألف شكر للشيخ رابح سعدان، فحتى وإن لم يحالفكم الحظّ وخرجتم من الدور الأوّل، فالتاريخ قد سجّل في طيّاته أنه في يوم 18 جوان قهرنا إنجلترا وأسلنا العرق البارد للإنجليز، فمن حقّنا ليس كجزائريين فحسب بل من حقّ كلّ عربي ومسلم أن يفتخر بالإنجاز الرّائع الذي حقّقه لاعبو »الخضر« أمام »الغول« الذي لا يقهر.. إنجلترا، وأعطيناهم درسا في الواقعية واللّعب الجميل. فليسامحني كلّ من حطّمت آماله على عدم قدرة منتخبنا في الصمود أمام إنجلترا، أليس كذلك أيّها الزميل نبيل وأيّها الأخ الزبير؟ سامحني يابن أختي عبد الغني الذي قلت لك قبيل انطلاقة اللقاء »هيّئ نفسك لهزيمة قاسية لمنتخبنا على يد الإنجليز«، سامحني يا بني رامي حين أسلت دموعك أكثر من مرّة بقولي لك إن إنجلترا ستهزم الجزائر برباعية كاملة، فكم كنتم على صواب إلاّ أنا، والحمد اللّه أنه لم يتحقّق ما كنت أتوقّعه وإلاّ لما كنت اليوم أسعد الجزائريين، إلى درجة أنني رحت عقب إعلان الحكم نهاية اللقاء أرقص على نغمات »اللّه اللّه يا الخضرا ما خلّيتيلنا عقول« رغم أنني لا أعرف من الرّقص إلاّ هزّ الأرجل والبطن. أخيرا ولن يكون أخيرا، شكرا يا أبناء بلدي لقد أعدتم إليّ نشوة حبّ متابعة المونديال، فسأبقى مدينا لكم طوال حياتي بعد أن أبكيتم »العديانش ووضعتم رؤوسهم في الوحل، وأن شاء اللّه الفرحة الكبير ستكون عشية هذا الأربعاء ببلوغ منتخبنا الدور الثاني على حساب المنتخب الأمريكي.. قولوا إن شاء اللّه ويا ربّ حقّق أحلامنا.