اكتئاب.. قلق وتوتر الاضطرابات النفسية تفتك بالمسنين في زمن كورونا يبدو أنّ المسنين الناجين من كورونا تحوّلوا إلى ضحايا للاضطرابات النفسية نتيجة الذعر والخوف الذي غرسه البعض في نفوسهم لاسيّما أنّ كثيرين صوّروا في أذهانهم أنهم المستهدفون الأولون من الفيروس القاتل بسبب ارتفاع نسبة الوفيات في أوساطهم إلا أنّه في حقيقة الأمر الفيروس لا يستثني أي شريحة وضرب الشباب والشياب على حد سواء وعلى الكل إتقان طريقة التعامل مع كبار السن في هذه الفترة وإيلائهم بعناية خاصة لرفع معنوياتهم وإبعاد القلق والتوتر عن نفسيتهم الذي لا يقل ضرراً عمّا تخلفه جائحة كورونا. نسيمة خباجة يمر العالم بجائحة لا تستثني فئة أو عمرا أو جنسا يصاب به الجميع بدرجات متفاوتة فيروس كورونا نشر الذعر والخوف مع الحذر فقد كان معظم ضحاياه هم كبار السن لتأتي نشرات الأخبار والتوعية على وقع من تجاوز الستين عامة مضرجة بالقلق إنّه يفتك بكبار العمر جملة تكفي لإحداث اضطراب تام في نفسيات هؤلاء المسنين. خوف في البيوت والشوارع المسنون في الجزائر وعلى غرار دول العالم تأثروا بالجائحة فبالاضافة إلى عجزهم وأمراضهم المزمنة جاء الشبح الذي بات يهدد حياتهم في كل وقت وحين مما أدى إلى شعورهم بالخوف الدائم والذعر من انتقال عدوى الفيروس القاتل يقابلوننا في الشوارع وعبر المحطات بكماماتهم فهم الفئة الاكثر التزاما ووعيا بلبس الكمامة من باب احترام التعليمات من جهة ومن باب الحيطة والحذر وتجنب انتقال العدوى من جهة اخرى.. اقتربت اخبار اليوم من بعضهم لاستفسارهم عن مدى تعايشهم مع الفيروس الفتاك لاسيما مع ارتفاع منحاه في هذه الايام وزيادة الذعر فكانت ارائهم متباينة وتفاوت رعبهم من حمل الفيروس وانتقال العدوى. الحاجة شريفة في العقد السابع قالت إنها لا تخرج إلا للمواعيد الطبية وإجراء الكشوف وتلتزم بلبس الكمامة مع استخدام معقم الايدي لأنها تتخوف كثيرا من العدوى وهو نفس ما ذهبت إليه السيدة فاطمة التي قالت إنها خرجت من البيت لإجراء تصوير الايكوغرافي بالمستشفى ولولا ذلك لما خرجت بسبب الظرف الصحي وجائحة كورونا . السيدة خديجة في الاربعينيات التقيناها فحدثتنا عن تخوف أمها الكبير من جائحة كورونا حتى في البيت بحيث باتت تعيش في عزلة تامة وتتجنب الاقتراب من الضيوف وتتحاشى حتى أبناءها الشبان بسبب خروجهم المتكرر من البيت نتيجة خوفها الزائد وأضافت أنهم يحاولون في كل مرة إبعادها عن ذلك الجو الا انهم لم يستطيعوا ولولا تمسكها بالصلاة والادعية المريحة للنفوس لوصلت إلى مرحلة القنوط واليأس. أكثر عرضة للاضطرابات النفسية لا يختلف اثنان أن كبار السن هم ركيزة المجتمع وأحد أهم أعمدة التوازن في النسيج المجتمعي فقد أولتهم المجتمعات اهتماما بارزا خلال انتشار الجائحة عن طريق التكفل الصحي والنفسي بتخصيص أجنحة وأقسام عبر العيادات والمستشفيات للتعامل مع المسن في وقت الأزمات والأوبئة كوباء كوفيد 19 حيث أن هذه الفئة اكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية وبنسبة تبلغ حوالي25 بالمائة عن باقي الفئات حسب بيانات منظمة الصحة العالمية وقد لوحظ أن أكثر الاضطربات انتشارا لدى المسنين هي الاكتئاب و ضعف القدرات الإدراكية والمعرفية ( الزهايمر) و القلق و هذه النسبة تزداد فى أزمات الأوبئة كفيروس كوررونا المستجد وذلك نتيجة التهويل مما يؤدي إلى تزايد معدلات الهلع والذعر لدى المسن . وحول آليات التعامل مع حالات الهلع و القلق نتيجة الخوف من فيروس كورونا يرى المختصون أنه يتم التعامل مع تلك الحالات باستخدام العلاجات السلوكية و العلاج الداعم (الدعم النفسي ) للمسن حيث يتم تثقيف الأسرة ومقدمي الرعاية حول العوامل المساهمة والمؤدية للحالة وطرق الوقاية منها وقد يحتاج بعضها إلى العلاجات الدوائية الموقتة والدعم النفسي من المختصين . الوقاية خير من العلاج ومن أساسيات الوقاية من الاضطرابات التي قد تحدث نتيجة انتشار الفيروس برفع حيز الوعي عند القائمين على رعاية المسنين حيث من المهم مراعاة الجانب النفسي للمريض بطمأنته قدر الامكان اثناء الجائحة وعدم التهويل وتوعيته بالمعلومات المبسطة وحثه على الاحتفاظ باللياقة الصحية بتناول الغذاء الصحي وكمية كافية من الماء واستمرار التواصل الاجتماعي معه عن طريق وسائل الاتصال المعروفة حاليا. وحول ما إذا كان هناك علاقة بين اضطراب الحالة النفسية للمسن وإصابته بالفيروس أثبتت الدراسات بأن 85 ٪ من المسنين على الأقل يعانون من الأمراض المزمنة ( كالسكري والضغط ) و68 ٪ منهم قد يعانون من اكثر من مرض مما يؤدي إلى زيادة عملية الالتهاب الذاتي فى الجسم وبالتالي نقص المناعة وزيادة احتمالية الإصابة بفيروس كوفيد 19 ومع نقص المناعة يزداد التوتر لدى المسن وبالتالي تزيد نسبة الإصابة بالاضطراب النفسي . لماذا تتضاعف الخطورة لدى المسنين؟ دراسة جديدة كشفت أن نقص الخلايا التائية لدى كبار السن يجعلهم عرضة لخطر فيروس كورونا أكثر من غيرهم وفسرت دراسة علمية جديدة سبب التهديد الكبير الذي يشكله فيروس كورونا المستجد على صحة كبار السن. وذكرت الدراسة إن نقص الخلايا التائية عند كبار السن تضعهم في خطر أكبر عند إصابتهم بفيروس كورونا المستجد. وأفادت الدراسة الصادرة عن معهد لاجولا المتخصص في أبحاث الجهاز المناعي بولاية كاليفورنيا الأمريكية ونشرت وكالة رويترز ملخصها أن نقص خلايا مناعية معينة عند كبار السن يكون أمرا حاسما في عملية محاربة الأجسام الدخيلة على الجسد وقد يضع تفسيرا لضعف المسنين أمام فيروس كورونا. وأوضحت الدراسة أنه عند دخول الجراثيم إلى الجسم فإن ردة فعله الأولى المناعية تكون توليد الالتهابات التي لا تستهدف الفيروس أو البكتيريا تحديدا. وفي غضون أيام يبدأ الجهاز المناعي في إنتاج الأجسام المضادة والخلايا التائية لمكافحة المرض والتي تبين وفقا للبحث أن المسنين يفتقدون رد فعل الخلايا التائية الكافي من أجل مقاومة المرض. والخلايا التائية هي مجموعة من الخلايا الموجودة في الدم تلعب دورا أساسيا في المناعة الخلوية وأوضحت الدراسة أن أداء الخلايا التائية عند الأشخاص فوق سن ال 65 غير كاف لمكافحة المرض بالإضافة إلى ضعف رد الجهاز المناعي بشكل عام لديهم. وقال الباحث المشارك في الدراسة شاين كروتي إنه بمرور العمر فإن إمدادات الجسم من الخلايا التائية ينخفض بحيث يصبح لدينا خلايا عديمة الخبرة للرد على الأجسام الدخيلة على حد تعبيره. وبين البحث أن الشيخوخة وندرة الخلايا التائية قد يشكلان أهم عوامل الخطر الرئيسية لارتباطها بفشل توليد الاستجابة المناعية الضرورية مما يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بكورونا. لكن على الجانب المشرق أظهرت دراسة أولية أخرى أن رذاذ الأنف المطهر الذي يحتوي على بوفيدون اليود قد يساعد في الحد من انتشار فيروس كورونا. وتوصل علماء من خلال التجارب أن الرذاذ قد أبطل فيروس كورونا في خلال 15 ثانية فقط وعادة ما يتم منح هذا الرذاذ للمرضى لتعقيم الأنف قبل بدء العمليات الجراحية وقد أشار البحث المنشور في دورية جاما لطب الأنف والأذن والحنجرة إلى أن أطباء بدأوا استخدام الرذاذ لتقليل نسبة الإصابة بفيروس كورونا قبل عمليات الأنف الجراحية كبار السن يشكلون أغلب ضحايا كورونا حين يصاب المسنون بفيروس كورونا المستجد فإنهم يكونون أكثر عرضة للوفاة مقارنة بمن تقل أعمارهم عن الأربعين وفق ما تؤكده بيانات صحية ويبدو هذا الأمر مفهوما أو بديهيا من الناحية الصحية لأن المسنين يشكلون النسبة الأكبر من المصابين بأمراض مثل السكري وضغط الدم واضطرابات الرئة. لكن بعض العلماء ينبهون إلى عامل صحي آخر يزيد من عرضة الشخص المسن للمضاعفات عند الإصابة بالعدوى وهو شيخوخة الجهاز المناعي لدى الإنسان. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن خلايا جهاز المناعة لدى الإنسان تشهد تغيرا كبيرا مع مرور عقود من الزمن فتصبح على درجة كبيرة من التعقيد. وبسبب هذه التغييرات يتجاوب الجهاز المناعي لدى الشخص المسن على نحو غير متناسب فإما أنه يبالغ في التصدي للعدوى فيؤدي إلى عدد كبير من التهابات أو أنه يتأخر كثيرا عن التفاعل مع الخطر المحدق بالجسم مثل دخول الفيروس وعندئذ يصبح الطريق سالكا أمام المرض. ويقول الباحثون الذين يدرسون شيخوخة الجهاز المناعي إن فهم هذه التغيرات لن يساعد فقط على فهم تأثير العمر بل سيعين أيضا على وضع سياسات أفضل في مجال لقاحات وأدوية مرض كوفيد 19 مستقبلا. كيف نُوعِّى كبار السن بفيروس كورونا؟ كبار السن هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا وأكثر عرضة للوفاة أيضاً عن الشباب وفقاً لمنظمة الصحة العالمية وهيئة الصحة البريطانية وغيرها من منظمات الصحة فى العالم ويعيش كبار السن بصفة خاصة حالة من التوتر والقلق بسبب ما يتدواله العالم من أخبار فيروس كورونا علاوة على الإجراءات التى اتخذتها بعض الدول بضرورة عدم خروجهم من المنزل وفيما يلي نقدم نصائح للحفاظ على نفسية كبار السن وتوعيتهم بفيروس كورونا دون أن يصابوا بالفزع. - حدد المدة التى تقرأ فيها الأخبار بمدة معينة خلال اليوم وعدم الجلوس أمام التلفاز طوال ال 24 ساعة لمتابعة أخبار فيروس كورونا. -ضع صوراً للأشخاص الذين تحبهم ويحبونك فى غرفتك حافظ على نشاطك البدنى عن طريق التنظيف أو الرقص أو القيام بتمارين أثناء الجلوس. -الحصول على أكبر قدر ممكن من ضوء الشمس والهواء النقي من خلال الجلوس فى شرفة المنزل. خطوات لمنع الشعور بالوحدة فى المنزل هناك أيضًا خطوات للمساعدة في منع الشعور بالوحدة لكبار السن الذين يبقون في المنزل: قالت أوليفيا فيلد رئيسة وحدة كبار السن في الصليب الأحمر البريطاني إن أولئك الذين يقيمون في المنزل يجب أن يتأكدوا من أنهم يجدون الوقت للقيام بأشياء يستمتعون بها مثل مشاهدة التلفزيون أو القراءة أو الكتابة أو الفن أو الطهي. وأضافت: إن ضمان شعورك بالسعادة بالقيام بالأشياء التى تحبها يحميك من الوحدة ويحسن من صحتك العامة . وأوضحت تذكر أن هناك طرقًا أخرى للتواصل مع الأصدقاء والعائلة - على سبيل المثال الهاتف والبريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي. وأكدت أن التحدث مع الناس عن مخاوفك أو الشعور بالوحدة أو أن تحكى عن تفاصيل يومك تساعدك وقالت منظمة Carers UK إن أولئك الذين لا يستطيعون زيارة الأقارب المسنين في ظل الجائحة يجب أن يفكروا في طرق أخرى لقضاء الوقت معًا مثل: إنشاء دردشة جماعية عائلية أو الألعاب الجماعية عبر الإنترنت. خلاصة القول المسنون امانة غالية في ايادي الابناء وغالبية أفراد المجتمع لذلك وجب الاهتمام بهم وبصحتهم ورفع معنوياتهم وابعاد الخوف عن قلوبهم في وقت الازمات لاسيما وان عجزهم وكبر سنهم ومعاناتهم من مختلف الامراض المزمنة يجعل خوفهم يتضاعف ويجعلهم معرضين اكثر للخطر لاسيما في زمن الجائحة فالتوعية والتكفل والاهتمام هي من الامور الملزمة بعيدا عن كل شكل من اشكال الفزع والتهويل والعزلة واحباط المعنويات.