لم يعد المرء منا يرعب من فصل الشتاء وتلك الحوادث المتربصة بالمتنقلين نتيجة الرياح الهوجاء والخوف من سقوط الأشجار فجأة بفعل العوامل الطبيعية وإنما تدخلت يد الإنسان في الوقت الحالي من اجل التسبب في بعض الأخطار التي قد تتربص بالمتنقلين في جل الفصول، نتيجة مظاهر الإهمال والتسيب التي تميزت بهما بعض نواحي العاصمة بفعل تلك القضبان والحواجز الحديدية الملحقة ببعض المرافق والموضوعة بصورة عشوائية ولولا الحيطة والحذر لأوصلت الكثيرين إلى حوادث مميتة. بحيث تنتشر بمناطق كثيرة من العاصمة أغراض مهملة عبر الطرقات أو موضوعة لغرض ما، لكن طريقة وضعها انحرفت عن المنحى الايجابي إلى درجة أصبحت تهدد حياة المارة، ومنها صفائح القصدير والأعمدة الكهربائية التي تتدلى خيوطها على رؤوس المارة في اغلب الأحيان حتى ملّ المارة من رقابة أنفسهم في كل وقت لضمان عدم تعرضهم إلى حوادث خطيرة على مستوى الطرقات التي بات الإهمال طبعها الشائع. ولو كان هو الحال الملزم للكبار فما بالنا بالصغار في ظل تصرفاتهم العشوائية التي تؤدي بهم إلى الخطر وهم بمحاذاة تلك الأغراض المهملة فمن الحواجز الحديدية المائلة والتي توشك على ملامسة الأرض، إلى الأعمدة الكهربائية، إلى بعض مواد البناء التي تكون في معظم الوقت موضوعة بطريقة عشوائية تزعج المارة وكذا حركة المرور. والغريب في الأمر أن السلطات المشرفة على بعض المناطق نجدها دوما في خبر كان بدليل انعدام مسؤوليتها على المنطقة التي تشرف عليها، وتأتي في مقدمتها البلديات وهي السلطة القريبة من المواطنين وكان من الأجدر أن تشرف على المنطقة الداخلة في دائرة اختصاصها إشرافا كاملا دون انتقاص بإزالة تلك الأغراض المهملة، ورقابة بعض المرافق الملحقة التي تحولت إلى خطر يهدد حياة العابرين من كل جانب بل قد تتسبب في حوادث مرور مميتة والمصالح المعنية الغائب الأكبر. وهو الأمر ذاته الذي لمسناه بالقبة وبالضبط بقاريدي 2 حيث تدلّى حاجز حديدي وخرج إلى الطريق المحاذي الذي يشهد حيوية مكثفة على مدار اليوم سواء تعلق الأمر بكثرة المتنقلين أو الحركة الكثيفة للسيارات، إلا أن وضعية الحاجز بقت على ذلك الحال لمدة طويلة بحيث زادت درجة ميله وأوشك على ملامسة الأرض والخروج إلى الطريق مما يؤكد إزعاجه لحركة السيارات وكذا المتنقلين الذين اجبروا على النزول من الرصيف لمواصلة خطواتهم بسبب ذلك الحاجز الحديدي. وعلى الرغم من استصغار البعض لتلك الأمور إلا أنها قد تتسبب في حوادث مؤلمة يتكبدها المواطنون وكذا أطفالهم تبعا لتصرفاتهم العفوية وسقوطهم المتكرر والمفاجئ بحيث حدث وان سقطت في الآونة الأخيرة طفلة بعد أن تسللت من يد أمها، وكان سقوطها ولحسن الحظ بمحاذاة ذلك الحاجز الحديدي ولو حصل وان سقطت عليه فسوف تتعرض إلى جروح بليغة لا محالة، وراحت أمها إلى انتشالها من الأرض وهي مصدومة بالنظر لهول الموقف. ويعد ذلك المشهد نقطة في بحر كون أن العاصمة بأزقتها وشوارعها ومدنها صارت مرتعا خصبا للعديد من المشاهد والمواقف العشوائية التي يدفع تكلفتها المواطن البسيط خاصة وأنها تهدد حياته وتعرقل تنقله سواء كان مترجلا أو ممتطيا لسيارته الخاصة.