من المفترض برؤساء الفرق التي تنشط في البطولة المحترفة الاعتراف بالفشل وعدم تحميل الدولة مسؤولية الأزمة المالية التي تتخبّط فيها فرقهم، لأن الاحتراف الحقيقي يوجب على هؤلاء الرؤساء تأسيس مؤسسات تجارية باسم فرقهم ومن ثمّة دخول السوق من الباب الواسع كما هو الحال في البلدان الأوربية وحتى البلدان المجاورة لهذا الوطن العزيز· صحيح أنه بات من الضروري على الدولة الإسراع في ضخّ الأموال التي وعدت بها في خزينة الفرق المعنية، لكن هذا لا يعني أن هؤلاء الرؤساء على صواب، بالعكس أغلبهم ساهموا بقسط كبير في المرض الخطير الذي أصاب الكرة الجزائرية لأنه عندما يجدون صعوبة كبيرة في احتواء الوضع يحمّلون الدولة مسؤولية تواجد فرقهم في ظروف صعبة من النّاحية المالية· وعليه، فمن الضروري أن يتمّ إعادة النّظر في السياسة المنتهجة في تسيير شؤون كرتنا لأن تجسد تطبيق الاحتراف ليس بالضرورة أن لعبة (الجلد المنفوخ) في الجزائر في أحسن أحوالها من كافّة الجوانب، بالعكس الاحتراف كشف العيوب الحقيقية التي أضحت تنحر مستقبل الكرة الجزائرية الأسباب السالفة الذّكر· ويمكن القول إن وضع الجميع أمام الأمر الواقع بات أكثر من ضروري لتشخيص الداء الخطير الذي أصاب كرتنا منذ مدّة طويلة بسبب تعفّن المحيط الكروي الذي أضحى مملوءا منذ تجسيد مشروع الاحتراف بأناس دخلاء على هذه اللّعبة الأكثر شعبية على مستوى المعمورة·