بعد الاجتماع الذي عقدوه الأسبوع الفارط وهدّدوا خلاله باللّجوء إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة كي ينظر في مطالبهم، ها هم رؤساء أندية الرابطتين المحترفتين الأولى والثانية يعقدون صبيحة أمس اجتماعا ثانيا بفندق “الماركير” عرف تأسيس جمعية أطلق عليها اسم “جمعية رؤساء الأندية المحترفة” هدفها حسب الرؤساء الذين تحدثنا معهم هو الدفاع عن مصالح الأندية بصوت واحد... كما شدّد الرؤساء المجتمعون لهجتهم هذه المرّة ووصل بهم الأمر إلى حدّ التّهديد بمقاطعة البطولة في حال ما لم تجسد السّلطات العليا والاتحادية الجزائرية لكرة القدم وعودها بالشروع في تجسيد النقاط التي يتضمنها دفتر الشروط الخاص بالاحتراف ومساعدة كافة الأندية ماديا، ووضع حدّ نهائي للضّائقة المالية التي تعاني منها كافة الفرق وحالت حتى الآن دون نجاح الاحتراف المعلن عنه في بداية الموسم من طرف “الفاف”. 29 رئيسا حضروا وسرّار الغائب الأبرز والظّاهر أنّ رؤساء الأندية المعنية عازمون على الذهاب بعيدا في تهديداتهم هذه المرّة وهو ما يفسّره حضور القياسي، حيث بلغنا أنّ عدد الرؤساء الذين اجتمعوا أمس ب “الماركير” بلغ عددهم 29 رئيسا 14 منهم من الرابطة الأولى، وغاب عن الاجتماع رئيس وفاق سطيف المستقيل عبد الحكيم سرّار الذي كان الغائب الأبرز رغم أنه أكد في مكالمة هاتفية مع أحد الرؤساء على حضوره بالإضافة إلى رئيس إتحاد البليدة محمد زعيم الذي لم يحضر الاجتماع، و15 رئيسا من الرابطة الثانية بينما غاب رئيس واحد هو رئيس إتحاد بسكرة. قرباج رئيسا ومسعودان ومدوار نائبين وعرف هذا الاجتماع تأسيس جمعية رؤساء الأندية المحترفة التي نصبّ على رأسها بإجماع الحاضرين رئيس شباب بلوزداد محفوظ قرباج، كما انتخب الرؤساء الحاضرون رئيس أهلي البرج مسعودان ورئيس جمعية الشلف عبد الكريم مدوار نائبين للرئيس، بالإضافة إلى تعيين رئيس مولودية قسنطينة مدني كأمين عام للجمعية ورئيس نادي بارادو أمينا للخزينة. المطالبة بتجسيد الوعود في أقرب وقت وتمحور الحديث في هذا الإجتماع حول إحجام السلطات حتى الآن عن تنفيذ الوعود بتجسيد نقاط الشروط الخاصة لدخول الأندية عالم الإحتراف الحقيقي وبتقديم المساعدات المالية لكافة الأندية المحترفة مما جعل الأندية عاجزة من الجانب المالي، وأصرّ الرؤساء على ضرورة تجسيد تلك الوعود على أرض الواقع في أقرب وقت للحد من الضائقة المالية التي تعاني منها كافة هذه الأندية، كما تطرق الرؤساء إلى قيمة 10 ملايير التي لم يستفد منها أي فريق حتى الآن رغم دخول قانون الإحتراف حيّز التنفيذ، وطالبوا أيضا بالحصول على المساعدات التي وعدت السلطات بتقديمها وبالإسراع في تطبيق ما ينص عليه دفتر الشروط في أقرب وقت قبل اتخاذ موقف نهائي وموحّد في المستقبل القريب من طرف كافة الفرق. رؤساء هدّدوا بالاستقالة من أنديتهم وخلال الاجتماع صعّد بعض الرؤساء اللّهجة وراحوا يهدّدون بالانسحاب كلّية من أنديتهم ما لم تدخل الإعانات والمساعدات المالية خزائن فرقهم مادام الوضع لم يعد يحتمل أكثر، غير أن البعض الآخر لجأ إلى أسلوب التهدئة وإقترح طريقة أخرى للتعبير عن الإحتجاج إزاء ما يحدث عوض الإستقالة وترك فرقهم تتخبط في مشاكل هي في غنى عنها. وقفة احتجاجية وتهديد بالمقاطعة وتوصّل الرؤساء بعد تبادل الآراء والإقتراحات إلى قناعة بالوقوف وقفة إحتجاجية خلال أول جولة من مرحلة العودة لعلّ وعسى تصل رسالتهم إلى المسؤولين على الكرة في البلاد وإلى السلطات العليا وتتحقق بموجب ذلك مطالبهم، على أن تكون المقاطعة في البطولة إذا لم تلق مطالبهم ووقفتهم الإحتجاجية آذانا صاغية، وهو القرار الذي قد يعلنون عنه يوم 16 مارس خلال ثالث اجتماع. قرباج: “لسنا بصدد التهديد بل بصدد الدفاع عن حقوقنا” وكان لنا اتصال برئيس جمعية رؤساء الأندية المحترفة محفوظ قرباج الذي صرح لنا قائلا: “اجتماعنا اليوم كان مهمّا للغاية لأننا أسّسنا جمعية لرؤساء الأندية الذين حضروا بعدد قياسي، وهدف الجمعية الدفاع عن حقوق ومصالح كافة الأندية دون تفضيل ناد على آخر، وأشير إلى أننا ومن خلال المطالب التي رفعناها لسنا بصدد التهديد أو المساومة حتى نضغط على المسؤولين من أجل منحنا أموالا بل نحن بصدد المطالبة بحقوقنا والدفاع عن مصالحنا، وإذا كنا نتحدث عن الإحتراف فنحن لازلنا لم نحترف ونحن خارجون عن القانون مادامت الوعود لم تتجسّد على أرض الواقع، فلابد أن تجسّد نقاط دفتر الشروط الخاص بالاحتراف نقطة بنقطة وأتمنى أن نتوصّل إلى حلول مرضية لجميع الأطراف في القريب العاجل، وإلا فإن اجتماع 16 مارس سنتخذ فيه قرارات حاسمة”.