يقبل الكثير من المواطنين على تناول المشروبات الغازية بشكل كبير ومخيف خلال شهر رمضان، والكثير من المختصين يدقون ناقوس الخطر بسبب خطرها على صحة المستهلك خاصة إذا تناولها بكمية كبيرة وهو صائم، وهذا ما سيكون له آثار خطيرة في المستقبل على حياة العديد من المواطنين الذين لا يتحملون العطش الذي يصبرون عليه طيلة النهار، ثم يفطرون مباشرة عند الآذان بهذه المشروبات الغازية التي لا تخلو من أي مائدة جزائرية من الشرق إلى الغرب، وقد يلجأ البعض إلى شرب العديد من الكؤوس أو حتى قارورة كاملة ويستمر في تناولها حتى موعد السحور، وفي الصباح يجد بطنه منتفخا بالغازات ويظل يعاني من الانتفاخ طيلة يومه، لكنه مع ذلك يعاود نفس الكرة بعد الإفطار فعطشه يغلق عليه تفكيره أو خوفه من عواقب هذه الجرعات المهلكة، إذ يتناولها وهو يظن أنها تنقص عطشه وتنعش جسمه، في حين أنها تزيد من العطش وتسبب الخمول الناتج عن انتفاخ الأمعاء التي لا تستحمل حجم الكميات الكبيرة التي يستهلكها بعض المواطنين المدمنين على هذه المشروبات السامة. وهذا ما شددت عليه الدكتورة بوعمران فضيلة أخصائية الطب الداخلي بمستشفى بارني، التي أكدت لنا في اتصال معها، ان المواطن لا يستهلك ما يحتاجه من فيتامينات ومواد تحمل الطاقة لجسمه، وهذا راجع لانحراف في السلوك الغذائي وهذا ما يؤدي إلى ظهور أمراض مزمنة مكلفة من الناحية الاقتصادية وتؤدي إلى عدة مضاعفات على مستوى أعضاء الجسم، فالراحة التي يمنحها الصوم للمستهلك طيلة اليوم، يسئ المواطن الاستفادة منها والمحافظة على هذا الاتزان، فيجب على الصائم ان يبتعد قدر الإمكان عن هذه المشروبات السكرية السامة بما فيها العصير بكل أنواعه، فالتركيز يجب ان يكون على السلوك السليم والصحي كشرب كميات كبيرة من الماء خاصة في فصل الصيف، مع التأكيد على توزيع الوجبات وتركيبتها بالابتعاد عن الدهون والتقليل من العجائن والتركيز على الفواكه التي بإمكانها التعويض عن هذه المشروبات التي تتحول إلى سموم خاصة إذا أفرط في تناولها كما أوصت الدكتورة بتناول النشويات و إمكانية تعويض اللحوم الحمراء بالبيضاء خاصة مع ارتفاع أسعار اللحوم ومن جهة أخرى فقد أكدت الدكتورة على خطورة المواد الاستهلاكية التي تباع على الأرصفة، والتي تعرف إقبالا كبيرا من طرف بعض المواطنين الذين يقتنونها هربا من الأسعار المرتفعة لهذه المواد في المحلات العادية، فهم يخاطر وبصحتهم فقط من اجل إنقاص بعض الدنانير من ميزانيتهم المنهكة، واغلب هذه المواد تكون مطبوخة كالعجائن وبعض المشروبات القاتلة التي تعتبر اكبر خطر على المستهلكين، بسبب قلة النظافة، و حتواء هذه الأكياس البلاستيكية على مواد سامة تهدد حياة المواطنين وخاصة منهم الأطفال الذين يلجؤون إلى شراء هذه المشروبات( الشربات) من بعض الباعة على الأرض والذين يصنعون بأنفسهم هذه المشروبات بخلط بعض السكر والملون الغذائي وأشياء أخرى غير معروفة ثم توضع في أكياس لتباع على الأرصفة بأثمان منخفضة متاحة حتى للأطفال، في حين تباع هذه المشروبات بشكل محفوظ ومضمون داخل القارورات في محلات المواد الغذائية، وتقول الدكتورة بوعمران ان هذه المشروبات تزيد العطش بشكل كبير خلال نهار رمضان إذا تناولها المستهلك بشكل كبير خلال الإفطار والسهرة، وهذا فقط نتيجة بسيطة مقارنة مع النتائج المستقبلية على صحة من يستهلكها، كالتعرض للتسمم أو الإصابة بمرض السكري أو الحساسية.