تقع بعرش آث كوفي في بوغني بتيزي وزو زاوية سيدي علي أويحيى تحتضن دورة مكثفة في دروس التجويد نظمت زاوية سيدي علي أويحيى الواقعة بعرش آث كوفي بلدية بوغني ولاية تيزي وزو ابتداءً من يوم الإثنين 14 مارس 2022 الموافق ل11 شعبان 1443 دورة تعليمية مكثفة في دروس التجويد لمدة 17 يوما. هذه الزاوية العريقة الواقعة في أعالي جبال جرجرة بمنطقة الزواوة والتي تأسست في القرن التاسع للهجرة والمشهورة بالقراءات السبع وبالأخص قراءة نافع والتي تمثل منبرا رائعا لتعليم القرآن الكريم وأحكامه تميزت بهذه الدورات الربيعية والصيفية باشراك الطالبات فيها وذلك باقتراح من الشيخ الطاهر آيت علجت وإلحاح بعض طالبات من جامعة خروبة الإسلامية خاصة عن طريق رسائل شفوية على يد أستاذ لهن هو الشيخ خليل قاضي وكذا الحث من بعض العلماء منذ عام 2003. سمعة حسنة وصيت جيد ويعود سبب هذا الإلحاح إلى السمعة الحسنة والصيت الجيد والنتائج الرائعة الذي عرفت بها الزاوية بعد استحداثها للدورات التعليمية للرجال منذ عام 2001 حيث لوحظ تحسن في مستوى الطلبة المشاركين في هذه الدورات ليتحقق الطلب أخيرا صيف 2007 وبالضبط في النصف الثاني من شهر جوان أين شرعت الزاوية في استقبال أول فوج منهن بإقامة داخلية ومجانية حيث بلغ عددهن آنذاك 13 طالبة وفي صيف 2010 وصل عدد المشاركات إلى 130 طالبة ليصل عددهن في دورات لاحقة إلى مايفوق 300 طالبة من مختلف ولايات الوطن كما أن الزاوية لاتقتصر على استقبال طالبات في تخصص الشريعة فقط بل من مختلف التخصصات الجامعية كما تخرج من هذه الزاوية المئات من الموجزات والموجزين في مختلف الروايات أغلبها برواية ورش عن طريق الأزرق تحت إشراف شيوخ وأساتذة على رأسهم الشيخ سعيد أبو خليل قاضي الزواوي. شرعت الزاوية في هذه الدورة باستقبال الطالبات يوم الإثنين 14 مارس 2022 حيث خصصت اليوم الأول للاستقبال أما اليوم الثاني فقد خصصته الزاوية لاجتياز اختبار تقييمي يقوم فيه الشيخ سعيد أبو خليل قاضي بتصنيف كل طالبة حسب مستواها المعرفي إلى أفواج (سلكة الإجازة+مبتدئات). برنامج دراسي مكثف كما سطرت الزاوية برنامجا دراسيا مكثفا يركز على تعليم أحكام التجويد نظريا وتطبيقيا وينقسم البرنامج والأفواج كالآتي: - فوج سلكة الإجازة: والذي يشرف عليه الشيخ سعيد أبو خليل قاضي الزواوي شخصيا ومن أهم شروط الإلتحاق به أن تكون الطالبة مُلمَّة بأحكام التجويد رواية ودراية. يركز هذا الفوج على ختمة للقرآن الكريم تقوم فيه كل طالبة بقراءة صفحة من القرآن بالتناوب تتخللها توجيهات وذِكر أوجه القراءة لبعض الكلمات وكذا الإشارة إلى كلمات الفرش وشرح للكلمات الصعبة وتفسير لبعض الآيات والتنبيه إلى الإعتبار ببعضها الآخر وتوضيح من حيث الإعراب والصَّرف واللغة لبعض الكلمات والتراكيب وهذا كله من باب الافادة وإزالة اللَّبس عما غمض وكذا إزالة الملل عن الطالبات إذ أنَّ الحصص طويلة تصل إلى 13 ساعة يوميا. تبدأ الدراسة في هذا الفوج على السَّاعة الرابعة صباحًا إلى السَّاعة العاشرة تتخللها فترة استراحة لمدَّة ساعة ليبدأ الدَّرس النظري لجميع الطالبات حيث يتطرق فيه الشيخ لشرح الدروس النَّظرية كاملة بتطبيقه من كتاب الموجز في أحكام التلاوة والذي ألفه الشيخ سعيد أبو خليل قاضي شخصيا. يستمِر الدَّرس النظري لمدَّة ساعتين حتى منتصف النهار وبذلك تكون الفترة الصَّباحية قد انتهت. أما الفترة المسائية فتنطلق ابتداءا من الساعة الثانية بعد الزَّوال وتستمر حتى صلاة العِشاء والتي تتخللها فترات استراحة بين كل صلاة وصلاة. - فوج المبتدئات: تبدأ الدراسة في هذا الفوج بعد صلاة الفجر إلى ما بعد صلاة العِشاء يُركِّز برنامج هذا الفوج على حفظ القرآن والمطالعة كما يتلقَون الدروس النظرية على يد الشيخ مابين السَّاعة 10 صباحا إلى منتصف النهار والتطبيقات يتلقونها على يد مُوجَزات ومن تَحسَّنَ مستواها تدخل سِلكة الإجازة في الدورة الموالية. هذا البرنامج الدراسي المكثف يستمر طيلة أيام الأسبوع عدا يوم الجمعة كاملًا وبعض الخميس هذه المدة التي تقدر بيوم ونصف اليوم تبقى فضاءً حرًا للطالبات. أجواء مُفعَمَة بالإيمان والخشوع في أجواء مُفعَمَة بالإيمان والخشوع والخضوع للمولى عز وجل يتِم ختْم كتاب الله قبل يومين أو ثلاثة من نهاية الدورة هذه الأجواء تُشكِّل بجمالها لوحة فنية ربَّانية رائعة بنسماتها العليلة والتي تُضْفي على النُّفوس والأرواح مشاعر السَّكينة والراحة. ليصل يوم الامتحان الذي يلي يوم الختمة مباشرة والذي يتَركز على أربع عناصر أساسية وهي: القراءة قراءة كلمات صعبة شرح حكم ثقافة عامة في التجويد والقراءات وتُجاز بعده كل طالبة تحصَّلت على علامة 100/70 ما فوق. وتُسلم الإجازات والهدايا للنَّاجحات في اليوم الأخير وهو يوم اختِتام الدورة حيث تعودت الزاوية على تنظيم حفل بمناسبة اختتام الدورات خاصة الدورات الصَّيفية منها بحضور ثُلَّة طيِّبة من علماء الدين الجزائريين الأجلاء على رأسهم الشيخ الطاهر آيت علجت ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وحضور مجموعة من المشايخ والأئمة وممثلين عن السلطات المدنية والسلطات الأمنية كما يَعرِف الإحتفال إلقاء مجموعة من الكلمات الطيبة من طرف المدعوين ومن ثم التَّطرق إلى أهمية القرآن الكريم في حياة الإنسان وخاصة تأثيره في دور المرأة وكذا تأثيرها على المجتمع كما يتم إعطاء نبذة عن الزاوية والتعريف بها وكذا توضيح أهم النشاطات التي تقوم بها طول السنة. ويرجع الفضل في نجاح وازدهار واستمرار هذه الدورات إلى فريق العمل الذي طَعِّمَت به الجمعية المُسيِّرة للزاوية والذين يمثلون العائلات السِّت (06) المنحدرة عن الولي الصالح سيدي علي أويحيى هؤلاء الأعضاء الذين يعملون ليل نهار للسهر على راحة الطلبة والعناية بهم فبارك الله فيهم وسدَّد خطاهم وجعله في ميزان حسناتهم. أما الدور الأساسي كما هو معلوم فيتمثل في التربية والتعليم الذي يرجع للشيوخ وعلى رأسهم الشيخ سعيد أبو خليل قاضي الزواوي هذا الشيخ القُدْوَة ورمز المُثَابرة والصَّبر على المتعلمين على اختلاف مستواياتهم والصَّبر على التدريس لساعات طويلة ورغم كل العوائق وضيق الوقت إلا أنه حافظ على هدوئه ودفء قلبه فهو مثال يحتذى به في التواضع والأخلاق فكلما زاد علما ازداد تواضعا. جعله الله من الذين طال عمرهم وحسُن عملهم ونسأل الله أن يجعل له اسما في الفردوس الأعلى.