يساهم في التنمية الاقتصادية للوطن تقرت.. قطب صناعي في الأفق بمؤشرات اقتصادية واعدة تتجه ولاية تقرت وبمؤهلاتها الاقتصادية المتعددة لأن تصبح قطبا صناعيا منتجا من شأنه أن يساهم في التنمية الاقتصادية للوطن وبالتالي في تنويع الصادرات الوطنية وتقليص الاستيراد وهو ما يندرج ضمن التحولات الاقتصادية للدولة التي تشهدها في مسارها التنموي بعد ستين سنة من استرجاع السيادة الوطنية. ي. تيشات شهدت ولاية تقرت خلال السنوات الأخيرة انتعاشا ملحوظا في مجال الاستثمار وهو ما يتجلى في التوسع المتزايد للنسيج الصناعي ونمو حجم الاستثمارات وتنوعها بفضل آليات الدعم والمرافقة التي أقرتها الدولة لفائدة المستثمرين إلى جانب سلسلة الإمكانيات اللوجستية والمنشآت القاعدية الهامة التي تتوفر عليها الولاية مما عزز من جاذبية الاستثمار لديها وساهمت في نمو مشاريع اقتصادية واعدة. 57 مشروعا صناعيا دخل حيز الخدمة وفي هذا الجانب فقد أحصي أزيد من 600 مشروع استثماري تم المصادقة عليه منها 57 مشروعا صناعيا دخل حيز الخدمة في شتى المجالات أبرزها في صناعة مواد البناء والصناعة التحويلية والصناعة الغذائية حيث تتربع هذه المشاريع على مساحة إجمالية قوامها 948 هكتار وتوفر مناصب شغل تفوق 1620 منصب بالإضافة إلى ذلك فقد أثمرت جهود الدعم والمرافقة الموجهة لفائدة حاملي المشاريع والشباب المستثمر في استحداث عدد معتبر من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بولاية تقرت حيث ارتفع عددها خلال السنة الجارية إلى 1572 مؤسسة صغيرة ومتوسطة تشغل 6988 عامل في مختلف القطاعات على غرار الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية والطاقة وصناعة النسيج والنقل والمواصلات وغيرها وفقا لمصالح قطاع الصناعة اما في اطار التدابير التحفيزية التي أقرتها الدولة بهدف تشجيع وبعث الاستثمار فقد استفاد 11 مشروعا استثماريا من إجراءات رفع العراقيل الأمر الذي من شأنه تعزيز مردودية الإنتاج الصناعي بالولاية. مركب صناعي لإنتاج وتحويل الحديد ومن ضمن تلك المشاريع مركب صناعي لإنتاج وتحويل الحديد بدائرة تماسين والذي سيدخل حيز النشاط شهر سبتمبر المقبل بقدرة إنتاجية تقدر ب 200 ألف طن سنويا من السبائك والقضبان والأسلاك الحديدية وغيرها من المنتجات الحديدية التي ستوجه لتموين السوق المحلية بما فيها الولايات المجاورة. وسيساهم هذا المشروع الصناعي كذلك في توفير ما لا يقل عن 450 منصب شغل (مباشر وغير مباشر) كما يتعلق الأمر بمصنع للآجر ومواد البناء بقدرة إنتاجية تبلغ 200 ألف طن سنويا فضلا عن وحدة إنتاجية لصناعة الجبس العصري ومشتقاته بطاقة إنتاجية تقدر ب 200 طن في اليوم من جبس البناء وجبس القولبة. إنجاز وحدة لإنتاج الكسكسي يجري إنجاز وحدة لإنتاج الكسكسي والتي تعد من المشاريع الهامة التي ستعزز من قدرات الإنتاج المحلي في مجال الصناعة الغذائية وإعطاء قيمة اقتصادية مضافة للمنطقة بعد دخولها مرحلة الإنتاج نهاية سنة 2023 وعليه يتوقع القائمون على هذا المشروع الذي يجري تجسيده بالمركب الصناعي والتجاري لمجمع الصناعات الغذائية أغروديف بتكلفة إجمالية تقدر ب 800 مليون دج تحقيق إنتاج يصل إلى 288 قنطارا من الكسكسي يوميا وبرقم أعمال سنوي تقديري يصل إلى 411 مليون دج فضلا عن توفير مالا يقل عن 130 منصب شغل. وفي سياق الجهود الرامية إلى تحسين مناخ الاستثمار بهذه الولاية الفتية تعكف السلطات المحلية على تجسيد هذا المسعى من خلال العمل على استحداث مناطق نشاطات مصغرة عبر كافة بلديات الولاية وتهيئتها بكافة الشروط اللازمة التي تضمن احتضان مشاريع ومؤسسات ناشئة والنشاط في ظروف ملائمة وبالموازاة مع ذلك تحرص ذات المصالح على تطهير العقار الصناعي غير المستغل وتوجيهه لفائدة المشاريع الجادة حيث مكنت هذه العملية إلى غاية الآن من استرجاع 42 هكتارا حسب مديرية الصناعة. ترقية تقرت إلى ولاية.. تفاؤل بمستقبل أفضل وتتطلع ولاية تقرت التي تعد واحدة من بين ال 10 مقاطعات الإدارية الكبرى التي تمت ترقيتها إلى مصاف ولايات كاملة الصلاحية في إطار قانون التقسيم الإداري الجديد إلى تحقيق إقلاع كامل جاعلة من شتى القدرات الطبيعية التي تزخر بها رأس الحربة لبلوغ تنمية منسجمة وبالتالي وضمن هذه النظرة ترى الناشطة الجمعوية وعضو بجمعية البشائر للعلوم والمعارف سمية كربوسة من دائرة المقارين أن تطلعات وآمال المواطن تنامت واتسعت منذ ترقية تقرت إلى مصاف ولاية كاملة الصلاحيات لتفتح أمام هذه الولاية الفتية آمال جديدة نحو مستقبل أفضل وفرص لتجسيد برامج تنموية تساهم في تلبية انشغالاته الملحة سيما ما تعلق منه بالتشغيل والصحة مضيفة أن ولاية تقرت تزخر بمؤهلات فلاحية وسياحية وصناعية تحتاج إلى تثمين من خلال مد جسور الثقة وتوطيدها أكثر بين الهيئات الإدارية والمواطن وإشراكه في المسار التنموي ضمن مقاربة الديموقراطية التشاركية. وفي نفس الاتجاه أعرب الناشط في الحركة الجمعوية المحلية لخضر سويلم عن تفاؤله الكبير بالآفاق الواعدة المنتظرة بهذه الولاية في ظل المؤشرات الاقتصادية الإيجابية المحققة في السنوات الأخيرة سيما في القطاع الصناعي وما شهده من انتعاش ملحوظ مما يبعث على التفاؤل بازدهار هذه الولاية التي تزخر بقدرات فلاحية هائلة وتنوع ثقافي وسياحي وكلها عوامل من شأنها النهوض بها إلى مصاف الولايات الرائدة في المجالات الاقتصادية.