زحفت الحرائق على المزيد من غابات الجزائر في اليومين الأخيرين، وتزامن ذلك مع موجة جديدة من الحرارة جعلت مهمة إطفائها معقدة، فإلى غاية كتابة هذه السطور كانت النيران مازالت تلتهم المزيد من الهكتارات هنا وهناك· من تيسمسيلت غربا·· إلى البليدة في وسط البلاد، إلى سطيف وخنشلة شرقا، ومناطق أخرى عديدة، كانت النيران قاسما مشتركا خلال نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي، وهي نيران أتت على عشرات الهكتارات، ووضعت مستقبل ثروتنا الغابية في خطر حقيقي· ورغم تسخير مصالح الحماية المدنية لوسائلها الضرورية لإطفاء الحرائق، والتقليل من الخسائر، إلا أن ذلك لم يحل دون استمرار اشتعال العديد منها في بعض مناطق القطر الوطني، خصوصا في ظل صعوبة عمليات الإطفاء في بعض المناطق، نتيجة استمرار ارتفاع درجات الحرارة التي تزيد النيران اشتعالا، وكذا نتيجة وعورة تضاريس بعض الغابات، ناهيك عن عامل الصيام الذي يجعل عون الحماية المدنية يشعر بالإجهاد والعطش الشديدين بسرعة· وتسبب حريق مهول نشب أمس السبت بغابة الطافات بدائرة بوقاعة (شمال سطيف) في إتلاف 20 هكتارا من مساحات البلوط الأخضر إضافة إلى حشائش وأحراش حسبما علم أمس الأحد من محافظة الغابات· وأوضح السيد هقة إطار بذات المصالح بأن عملية إخماد هذا الحريق كانت صعبة ودامت ساعات طويلة حيث تم إطفاء النيران والشظايا نهائيا وبنسبة 100 بالمائة في الساعة السابعة من صبيحة اليوم· واستنادا لذات المسؤول فإن صعوبة التضاريس التي تميز المنطقة ونشوب الحريق في مناطق متفرقة وانتشاره بسرعة بسبب حساسية شجرة البلوط الأخضر صعبت بشكل كبير في عملية تنقل أعوان الإطفاء لإخماد النيران· وسخر من أجل العملية -حسب نفس المصدر- فرقتين للتدخل الأولى تضم 10 أعوان من مصالح الغابات مجهزة بعتاد التدخل وذلك بمعية 10 أعوان آخرين من مصالح الحماية المدنية· وحسب نفس المسؤول فإن أسباب الحريق تبقى مجهولة فيما فتحت إدارة الغابات بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني تحقيقا لمعرفة أسباب وملابسات الحريق· للإشارة، عرفت ولاية سطيف في الفترة الممتدة من 1 جوان وإلى غاية أوت الجاري نشوب 12 حريقا أتلف مساحة إجمالية مقدرة ب151 هكتار من المساحات تشمل 90 هكتارا من الغابات و54 هكتارا من الأدغال إضافة إلى 7 هكتارات من الحشائش· وفي سياق ذي صلة، اندلع أمس السبت حريقان بشمال ولاية برج بوعريريج حيث لم يتم إخمادهما إلى غاية كتابة هذه الأسطر ولا يزالا يلتهمان نطاقا غابيا واسعا بالمنطقة الشمالية للبيبان حسبما علم أمس الأحد من محافظة الغابات· وأوضح ذات المصدر بأن المناطق الواقعة بالقرب من منطقة دار زيتون شمال شرق دائرة مجانة وتراكت ببلدية الكولة (دائرة الجعافرة) هي الأكثر تضررا من هذين الحريقين، مشيرا إلى أن خسائر (معتبرة) ترتبت عنهما خاصة ببلدية الكولة أحد أهم المناطق الغابية بشمال الولاية· وأكدت مصالح محافظة الغابات بأنه لا يمكن تحديد المساحات المتضررة ما لم يتم إخماد النيران المشتعلة مضيفة أن (وسائل بشرية ومادية ضخمة تعمل حاليا على قدم وساق من أجل إخماد النيران بإمدادات من ولاية البويرة بالتنسيق مع وسائل محافظة الغابات والبلديات المعنية من أجل تطويق الحريقين والتمكن من إخمادهما)· ولم يتم تسجيل أي ضحية على مستوى المنطقتين اللتين مسهما الحريقان حسب ما أكدته مصالح الغابات، مشيرة إلى (ارتفاع درجة الحرارة في النهار والليل جراء هذين الحريقين اللذين تسببا في اختناق الأجواء بالمنطقة حيث أصبحت لا تحتمل خاصة في فترة الصيام)· للإشارة، فإن النيران في الصيف الماضي أتت على 2.342 هكتار من الغابات·