تقع بلدية بغلية في الضحية الشرقية لولاية بومرداس، يحدها شمالا بلديتا سيدي داود، وبن شوط ومن الجهة الشرقية بلديتي دلس وتاورقه· أما من الجهة الغربية فتحدها بلديتا الناصرية وأولاد عيسى في حين تحدها من الجهة الجنوبية ولاية تيزي وزو· تعد بلدية بغلية من البلديات القديمة النشأة، حيث كان لها وجود منذ العهد الإستعماري، ويقطنها حاليا حوالي 19 ألف نسمة، تتميز بطابعها الفلاحي وتشتهر بإنتاج العنب بأنواعه المختلفة خاصة الصابان، حيث تموّن معظم السوق الجزائرية بعنبها المتميز دو الجودة العالية، ولا تكاد تطأ قدماك أرض إقليمها حتى تتراءى لك حقول العنب المترامية الأطراف في كل جهة، إلاّ أن طابعها الفلاحي وأراضيها الخصبة التي تمكنت من امتصاص جزء كبير من البطالة في أوساط الشباب الذين غالبا ما يجدون ضالتهم في خدمة الأرض (خاصة ما تعلق بمناصب العمل الموسمية في الحقول المختلفة)، إلاّ أن هذه الامكانيات والامتيازات التي تتوفر عليها بلدية بغلية التي تعد مقر دائرة بغلية، لم تقض على النقائص المسجلة في باقي الميادين الأخرى، حيث هناك من يرى أنّها دائرة بإمكانيات دشرة، ورفض مواطنوها ربط تأخر التنمية على مستوى إقليمهم بالحالة الأمنية المتردية، كون معظم مناطق الوطن عرفت نفس الوضعية خلال العشرية السوداء، وتمكنت فيما من النهوض مجددا ومواكبة ركب التنمية· في حين لا تزال بلديتهم تئن تحت وطأة التهميش والحفرة وغياب التنمية الفعلية التي من شأنها تحقيق الإزدهار والرقي لهم، وجعل بلديتهم في مستوى ثقلها التاريخي، فغياب المرافق الترفيهية، وعراقيل إعانات البناء الريفي، وتردي الخدمات الصحية وغيرها من النقائص جعلت مواطني بلدية بغالية يطالبون السلطات العليا في البلاد بالتدخل لإخراجهم من دائرج الركود والتخلف الذي يعيشونه ويلازمهم منذ أمد بعيد· غياب شبه كلي للمرافق الترفيهية كانت بغلية ولاتزال مخزن إمداد للمنتخبات الرياضية المختلفة، وخاصة في مجال كرة القدم، حيث منحت الكرة الجزائرية لاعبين كبار من طينة اللاعب لوناس بن دحمان الذي شرف الكرة الجزائرية في المحافل الدولية، إلاّ أنّ ذلك لم يشفع لشباب البلدية في أن يحظوا بملعب مهيء من شأنه أن يحتضن مواهبهم ويصقلها ويحميها من عالم الإنحراف الذي قد يلجونه من بابه الواسع، نتيجة الفراغ القاتل الذي يعيشونه في ظل نقص مرافق اللعب والتسلية· وحسب الشباب الذين تحدثوا إلينا، فإنّ البلدية تتوفر على ملعب بلدي مهيأ بالعشب الاصطناعي منذ ثلاث سنوات، إلاّ أنّ الفرق البلدية بمختلف مستوياتها (فريق كرة القدم) لا تستفيد من خدماته، حيث تقوم بالتدريبات وتستقبل ضيوفها خارج الديار بملعب دلس، ويرجع السبب في ذلك إلى عدم تجهيزه بالمدرجات، رغم الوعود التي يطلقها المسؤولين في كل مرة بإتمام إنجاز المدرجات، وتهيئة بصورة نهائية إلاّ أنها تبقى حسبهم مجرد وعود تذهب في مهبّ الريح لتستمر معاناة الفرق الشبانية الرياضية مع تنقلاتهم المختلفة للتدريب، حيث يقطعون مسافة 20 كلم للوصول إلى بلدية دلس المجاورة لهم لإجراء حصصهم التدريبية، وكذا استقبالهم لضيوفهم خارج الديار بذات الملعب مما يؤثر على معنوياتهم ومردودهم· لكن ذلك لم يمنعهم من تحدي الصعاب واللّعب في القسم الجهوي الأول، نفس المعاناة تعيشها الفرق الأخرى كفرق كرة اليد وغيرها بسبب توقف أشغال إتمام إنجاز القاعة المتعددة الرياضات، حيث توقفت الأشغال بما منذ عام ونصف تقريبا، ولا يعلم المواطنون أسباب توقف الأشغال في حين تبقى آمالهم متعلقة بإتمام إنجاز هذا الهيكل الذي من شأنه أن يخفف عليهم وطأة الفراغ القاتل، كما يتمنون إدراج مشروع دار للشباب، والتي من شأنها أن تحتضن المواهب الصغيرة وترفه عن فئة الأطفال الذين لا يجدون أي وسيلة للترفيه أو التسلية· عقود الملكية تعرقل برنامج البناء الريفي تعاني بلدية بغلية أزمة سكن خانقة، حيث لم تتحصل من الاستقلال سوى على حصة من السكن الاجتماعي لم تتجاوز 250 مسكن إجتماعي، إلاّ أنّ المشكل العويص الذي يعاني منه مواطنو البلدية هو غياب عقود إدارية بحوزتهم، والتي من شأنها أن تسمح لهم بالاستفادة من إعانة البناء الريفي، ويكمن المشكل هنا في كون أراضي البلدية شملتها عملية (المسح)، ممّا يتطلب عقد ملكية ولا تصلح في هذه الحالة شهادة الحيازة أو شهادة الملكية المعمول بها في هذا الحالات، تعدم حيازة معظم المواطنين لعقود ملكية لأراضيهم كونهم في أغلب الأحيان يرثونها دون وثائق وتعدد الورثة، يخلق مشاكل كبيرة للذين يرغبون في الاستفادة من إعانة الدولة المقدرة ب 70 مليون سنتيم لإنجاز مسكن في إطار دعم وترقية الريف، حيث أكدت المصالح البلدية أنّها لم تعالج سوى 20 ملفا، من أصل مئات الملفات المودعة على مستواها ليبقى بذلك شباب ومواطنو البلدية يتخبطون في أزمة سكن· في حين يبقى الأمل قائما باستفادة البلدية مؤخرا من حصة 680 مسكن إجتماعي التي من شأنها التخفيف من حدة هذه الأزمة، حيث استفادت البلدية في إطار المخطط الخماسي الحالي من حصة 600 مسكن إجتماعي، وانطلقت الأشغال في إنجاز 144 مسكن على مستوى تجزئة قسيمي، إن بلغت نسبة الإنجاز 40 %، فيما ستتواصل عملية إنجاز باقي المشاريع تباعا، وهو ما سيسمح حسب السيد شريف أوملال، نائب رئيس البلدية بالتقليص والتخفيف من أزمة السكن التي تعيشها البلدية نتيجة شحّ البرامج السكنية في العقود الماضية· ··· والصحة بحاجة إلى تدخل عاجل تسجل بلدية بغلية عجزا كبيرا في المرافق الصحية، حيث لا يتجاوز عدد المؤسسات الصحية المنتشرة عبر إقليمها 6 مؤسسات تختلف بين مستوصف، عيادة للتوليد وقاعات للعلاج ببعض قراها، وحسب السكان الذين تحدثوا إلينا، فإن الخدمات المقدمة من طرف هذه المؤسسات الصحية تعد ضعيفة جدا نظرا للغياب شبه الدائم للأطباء، حيث لا يلتحقون بمقر عملهم سوى مرتين في الأسبوع، على حد قول المواطنين وهو ما يتسبب في مشاكل كبيرة لهم، إذ يضطرون إلى قطع مسافات تقدر بالكيلومترات للوصول إلى المراكز الصحية بالبلديات المجاورة، كبلديات دلس وبرج منايل، خاصة إذا كان المريض في حالة خطيرة نوعا ما، أو ما يتعلق بالنساء الحوامل، حيث لا تلبي عيادة التوليد التي تتوفر عليها البلدية احتياجات النساء الحوامل اللواتي يقصدنها لوضع مواليدهم نظرا لنقص العتاد الطبي والعنصر البشري، كونها لا تتوفر على العدد اللازم من الأطباء المتخصصين وهو ما يرهن صحة النساء الحوامل ومواليدهن، خاصة وأن بعضهن يضطررن لوضع مواليدهن في الطريق، نظرا لبعد المسافات بين المستشفيات المجاورة لهم، فيما حرم الوضع الأمني المتردي سكان قرية بن عروس من خدمات قاعة العلاج التي تم غلقها لدواعي أمنيّة، لهذا النقص الفادح في الهياكل الصحية، وتدني الخدمات المقدمة على مستوى تلك الموجودة جعل مواطنيها يعيشون ظروفا قاسية في حال ما أصيب أحدهم بمرض، وهو ما دفعهم لمطالبة السلطات المعنية بالتدخل في القريب العاجل لتحسين الخدمات المقدمة لهم على مستوى هذه الهياكل الصحية، ممّا سيخفف من معاناتهم· ثانوية جديدة ··· ضرورة ملحة تتوفر بلدية بغلية على إحدى عشر مدرسة ابتدائية ومتوسطتين وثانوية واحدة، ونظرا لتزايد عدد التلاميذ، فإن إنجاز ثانوية جديدة أضحى أكثر من ضرورة حسب مواطني بلدية بغلية فالثانوية الوحيدة التي تتوفر عليها البلدية، لم تعد قادرة على استيعاب عدد التلاميذ الجدد ما خلق نوع من الإكتظاظ داخل الأقسام، وهو ما يتطلب هيكلة مشاريع جديدة من شأنها امتصاص العدد الزائد وتوفير ظروف تمدرس جيدة للتلاميذ· في المقابل يشتكي أولياء التلاميذ من نقص وسائل النقل المدرسي، وقد تتوفر البلدية على 5 حافلات إلاّ أن العدد الكبير من القرى والمقدر عددها بحوالي 15 قرية جعل السلطات المحلية في حيرة في كيفية برمجة الحافلات على مستوى الجهات المختلفة· مطالب ببعث منطقة النشاط الصناعي لقد أشرنا سابقا إلى أنّ حقول العنب تمكنت من امتصاص جزء من البطالة عن طريق توفيرها لمناصب عمل موسمية، لكن هل هذه المناصب تمكنت من التخفيف فعليّا من البطالة؟! إنّ القول أنّ هناك مناصب عمل موسمية يدخل بما ليس فيه شك على أنّها غير دائمة، ولا توفر الإستقرار للعامل في هذا الميدان، لذلك يطالب شباب البلدية ببعث منطقة النشاط الصناعي المتواجدة بمدخل البلدية، التي من شأنها خلق مناصب عمل مستقرة ودائمة عن طريق الاستثمارات الحقيقية في مختلف الميادين، فوجود بعض النشاطات المعدودة على أصابع اليد بهذه المنطقة الصناعية لم تتمكن من خلق العدد المطلوب من مناصب العمل، إذ لا تستغل منها سوى 6 مربعات من أصل 31 مربع، حيث يطالب الشباب بإنجاز مشاريع استثمارية على غرار مصنع لتحويل الطماطم المصبرة (باعتبار البلدية ذات طابع فلاحي)، ممّا سيخلق مناصب عمل معتبرة لفائدة شباب البلدية الذي يعمل فترة، ويتوقف فترات· وإلى جانب كل هذا، يشتكي سكان بلدية بغلية من انعدام محطة نقل للمسافرين، حيث تشهد تلك الموجودة نقائص كبيرة، نتيجة عدم تهيئتها إضافة إلى نقص وسائل النقل المتوجهة نحو الجزائر العاصمة نتيجة رفض الناقلين الخواص العاملين على خط دلس الخروبة المرور عبر إقليم بلديتهم، فيضطر بذلك مواطنوها للتنقل إلى دلس أو تيزي وزو من أجل استغلال حافلات النقل المتجهة نحو الجزائر العاصمة، وهو ما يخلق مشاكل كبيرة للمسافرين وخاصة فئة الطلبة منهم·