للتكفل بالجالية الوطنية في الخارج.. عطّاف: الرئيس أحدث تغييرات هيكلية أبرز وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطّاف مساء الخميس بلندن في اطار زيارة العمل التي قام بها إلى المملكة المتحدة جهود رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي أحدث تغييرات هيكلية للتكفل بالجالية الوطنية بالخارج ومعالجة انشغالاتها وتطلعاتها وطموحاتها. وفي كلمة له خلال لقاء جمعه بممثلين عن الجالية الوطنية بالمملكة المتحدة أكد السيد عطّاف ان الجزائر عاشت خلال السنوات الثلاث الماضية مسارا إصلاحيا عميقا مس جميع المجالات دون أي استثناء . ومكن هذا المسار الإصلاحي -يضيف الوزير- من تعزيز القدرات الاقتصادية للجزائر بصفة تتجلى في المؤشرات الإيجابية التي ما فتئ يسجلها الاقتصاد الوطني في سياق تفعيل برنامج رئيس الجمهورية مضيفا بأن الجزائر تواصل على الصعيد الدبلوماسي جهودها الدؤوبة الرامية لاسترجاع مكانتها على مختلف المستويات والتجمعات وكذا الدفاع عن أولويات أبنائها في الداخل والخارج . وفي هذا الإطار أفاد السيد عطّاف بأن الفضل يعود لرئيس الجمهورية في إدخال تغييرات وأكاد أقول تغييرات هيكلية في التكفل بالجالية الوطنية بالخارج ومعالجة انشغالاتها وتطلعاتها وطموحاتها . وأوضح في السياق أن هذه التغييرات تصب أولا في تحويل الاعتناء بهذه الجالية من انشغال شبه عاطفي إلى مشروع يستمد مقوماته وروافده من خطة عملية تتكفل بواقع هذه الجالية في مختلف مواقع تواجدها وثانيا في ترجمة أمهات انشغالات جاليتنا إلى قرارات فعلية ذات توابع ملموسة في حياتها اليومية وايضا في عدم الاكتفاء بالتعامل مع هذه الجالية من الزاوية الضيقة وهي زاوية محاولة التجاوب مع مقتضيات تواجدها بالخارج . وهنا يكمن - يقول الوزير - التدبير الهيكلي الأهم وهو التغيير في المقاربة والتصور والمنهجية اي إقامة مشروع كامل ومتكامل مدمج ومندمج يهتم كل الاهتمام بإقحام الجالية الوطنية بالخارج في مسار بناء الجزائر الجديدة وحملها على تبوؤ مصف الفاعل في وضع صرحها وصنع مستقبلها . كما أكد السيد عطّاف انه و بناء على هذه المقاربة الشاملة وبإلهام وتحفيز ومتابعة صارمة من رئيس الجمهورية اتخذت الحكومة الجزائرية العديد من المبادرات والقرارات لصالح أفراد جاليتنا الوطنية بالخارج دون أي تمييز أو تفضيل أو إقصاء . واستدل في ذلك على سبيل المثال لا الحصر بتخصيص حصص من برامج السكن الترقوي العمومي في الجزائر لفائدة أفراد الجالية الوطنية المقيمة بالخارج التكفل التام وعلى عاتق الدولة بنقل جثامين المواطنين الذين وافتهم المنية في ديار الغربة توسيع النظام الوطني للتقاعد ليشمل الرعايا الجزائريين المقيمين بالخارج الأجراء منهم وغير الأجراء وتخفيض أسعار النقل الجوي والبحري بنسبة 50 بالمائة لفائدة أفراد الجالية الوطنية بالخارج في المناسبات الهامة. هذا بالإضافة إلى إشراك الجالية الوطنية في التنمية الاقتصادية الوطنية عبر تحفيزها على الاستثمار وتشجيعها على المساهمة في استراتيجية ترقية الصادرات خارج المحروقات واستقطاب مدخراتها من خلال فتح بنوك ووكالات بالخارج مع تشجيع الكفاءات والباحثين والأساتذة والخبراء رفيعي المستوى على المساهمة بمهارتهم وخبراتهم وتخصصاتهم. كما ابرز السيد عطّاف تجهيز مقر جديد للقنصلية العامة بلندن يعد من أكبر القنصليات الجزائرية في الخارج ويتوفر على أحدث الوسائل خدمة للجالية الوطنية بالإضافة إلى الشروع في الآجال القريبة في تهيئة المقر الجديد للمركز الثقافي الجزائريبلندن بعد إعطاء السلطات البريطانية الضوء الأخضر لهذا المشروع. وبالمناسبة أكد السيد عطّاف أن مختلف المباحثات التي أجراها منذ وصوله إلى لندن سمحت بتأكيد التطور الملموس واللافت الذي حققته الشراكة الجزائرية-البريطانية في مجالات عدة ولاسيما المبادلات التجارية التي سجلت ارتفاعا مشجعا فاق 40 بالمائة خلال العام المنصرم مبرزا بأن البعد الإنساني جزء لا يتجزأ من علاقات التعاون هذه التي كرست مكانة هامة لمواضيع التنقل والتكوين والمبادلات الثقافية وكذا التعاون في مجال التعليم بجميع أطواره لتعزيز مكانة اللغة الإنجليزية بالجزائر. الجزائر والمملكة المتحدة: الاتفاق على مواصلة تقوية الشراكة اتفقت الجزائر والمملكة المتحدة على مواصلة تعزيز وتقوية الشراكة الثنائية في كافة المجالات والتعاون في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك حسب ما أفاد به بيان مشترك حول الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين البلدين. وحسب البيان أجرى وزير الخارجية والجالية الوطنية في الخارج أحمد عطّاف ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا وجنوب آسيا والأمم المتحدة في المملكة المتحدة اللورد أحمد من ويمبلدون يوم الخميس بلندن محادثات بناءة تهدف إلى تعميق التعاون الثنائي القائم والمستقبلي وذلك في إطار الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين الجزائر والمملكة المتحدة. وأشار الجانبان بارتياح إلى التقدم المحرز في تنفيذ توصيات الجلسة الأولى للحوار الاستراتيجي المنعقدة سنة 2020 وأشادا بالعلاقات العريقة بين الجزائر والمملكة المتحدة التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر. كما أشادا بعمق العلاقات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية والتجارية وفي مجالات الدفاع والبحث العلمي والتعليم والتعاون الثقافي . واتفقا على مواصلة تعزيز وتقوية الشراكة الثنائية في هذه المجالات بما فيها الالتزام بالمشاركة المنتظمة على المستوى الرسمي واستكشاف سبل جديدة للتعاون على أساس المصالح المشتركة .