ما هي الخيانة الزوجية؟ ما هي حدودها؟ وما علاماتها؟ ومتى نطلق على المرأة، أو الرجل هذا اللقب؟ قد تبدو الاجابة على هذا السؤال بديهية، بل ولا تحتاج الى تفكير، ولكن الامر غير ذلك، فالعصر تغير، ومعه رؤيتنا الى الاشياء، المعتقدات، الاخلاق، ولهذا تجد البعض يخون طرفه الاخر مع اشخاص افتراضيين، على الهاتف، الانترنيت، او حتى في المنتديات، ولكن دون أن يسمي فعله خيانة. أجل للخيانة اوجه عديدة، مثلما كانت الخيانة في وقت سبق تتفاوت درجاتها، بين امراة تعاشر رجلا اخر في غياب زوجها، واخرى تغازل جارها، وثالثة تحادث زميلا لها في العمل بجرأة، ومثلها الرجل، حيث انه يغازل تلك الفتاة، أو يصاحب اخرى، وهكذا، ولكن اليوم، وربما لقلة التوعية، او للفراغ الذي يعانيه البعض، او يتحججون به، لذلك كله تجد اشخاصا يخونون طرفهم الاخر، ولكن لا يسمون فعلهم خيانة، وانما قتل للوقت، ربما، او مجرد تسلية، خاصة ان كانت تلك الخيانة افتراضية، اي مع شخص وراء شاشة الكمبيوتر، او عبر الهاتف، ولكن تلك كلها من شانها ان تخرب بيوتا تماما مثل الخيانة الزوجية "التقليدية" وهذا ما لاحظناه على مواقع الانترنيت المتنوعة، وخاصّة منها مواقع التواصل الاجتماعي، وقبلها مواقع الدردشة الالكترونية، وايضا مواقع المنتديات، والتي يمكن فيها جميعها أن يلتقي أشخاص من أحياء، مدن، بلدان مختلفة، ويتبادلون الحديث، دون ان يكونوا مجبرين على الافصاح عن هويتهم للغير، وهو الامر الذي يمنحهم اكثر حرية في التعبير، الادلاء بالاراء...وايضا في الخيانة. تماما مثلما وقع لعدة عينات قد نذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصرن فلا شك ان كل واحد منا يعرف بعضا من مستعملي الانترنيت من الذين اعتادوا ان دردشو مع اشخاص غرباء، وان تصل تلك الدردشة الى حدود غير مقبولة، وكثير منا ايضا لم يفكروا في ان تلك الدردشات هي خيانات، للزوج، او الزوجة، او الاخ، او الاب، او حتى الابناء، وهو ما حدث مع رانيا، الفتاة صاحبة الثانية والعشرين من العمر، والتي، ورغم انها كانت مخطوبة، الا انها ظلت تحادث الشبان على الانترنيت، دون الافصاح عن هويتها، تغازلهم، ويغازلونها، وحدث ان تنكر خطيبها تحت اسم مستعار، وكشف تلك التصرفات، وتخلى عنها، دون ان تعلم حتى انها كانت تخونه، او لم تكن تعي حجم الخطيئة التي كانت ترتكبها، فتاة اخرى هذه المرة مرتبطة منذ قرابة الخمس سنوات، ولكنها، اقامت علاقة مع احد الشبان على الهاتف، على رقم هاتف خاص لا يعرفه الا هي، وبعض ممّن تعرفت عليهم بهذه الطريقة، وكانت تتحجج بان الروتين هو من دفعها الى ذلك، وانها مجرد تسلية لا غير، وانها لن تقيم علاقة مشبوهة مع ذلك الشخص، ولن تمتد العلاقة الى اكثر من ذلك، وانها ليست خيانة، بل طريقة لاهدار الوقت، وفقط، وانه مادام الشخص لم يتمكن من معرفة صاحب الرقم، اذ انه مسجل باسم صديقة لها، فلا خوف. نفس الشيء يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تخون المراة زوجها مع اشخاص افتراضيين، ومجرد امكانية الاحتفاظ بالسرّية في تلك العلاقات امر يشجع حتى الاكثر ترددا، فافتضاح امرهم يكون امرا بعيدا، فتلتقي المراة مع اشخاص على "الواب كام" ويتبادلون الحديث في غياب الزوج، والغزل، وربما تكشف له جسدها، واكثر تلك العلاقات تنتهي بخيانة كاملة، اذ تامن المراة للرجل، وتسلم له نفسها بعد مدة تطول او تقصر، وحتى ان لم يحدث هذا فمجرد ان تعلق قلبها باخر، فهو شيء عظيم، وقد تتذكره وهي تعاشر زوجها، وغيرها من المساويء العديدة التي تترتب على هذه العادة، وان تحدثنا عن النساء اكثر من الرجال، لان النساء حالمات، وهن اكثر من يجد وقت فراع قد يملأنه بهذه الخيانة، التي يسمينها تسلية، او قتلا للوقت، او كسرا للروتين.