بعد تدشين رئيس الجمهورية لمشاريع ذات طابع اقتصادي ترحيب واسع للمستثمرين والمصدّرين في تندوف حظيت زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون التي قام بها يوم الخميس إلى ولاية تندوف والتي أطلق ودشن خلالها مشاريع ذات طابع اقتصادي من شأنها تعزيز جسور التبادلات التجارية بين الجزائر والفضاء التجاري بغرب إفريقيا بترحيب واسع في أوساط المستثمرين والمصدرين والمجتمع المدني بهذه الولاية الحدودية. و في هذا الشأن أعرب ممثلون من مختلف الشرائح الاجتماعية في انطباعات رصدتها وكالة الأنباء الجزائرية عن استبشارهم الكبير بالحركية التنموية التي تشهدها الولاية في المدة الأخيرة بداية من إطلاق رئيس الجمهورية لمشروعين مهيكلين في غاية الأهمية الاقتصادية محليا ووطنيا ويتعلق الأمر باستغلال منجم غارا جبيلات والخط المنجمي الغربي للسكة الحديدية. و أكد في هذا الصدد رئيس غرفة التجارة والصناعة تفاقومت نوح أبيري أن الجزائر اليوم ومن خلال إطلاق تلك المشاريع الهامة تشهد انفتاحا وتنوعا اقتصاديا كبيرا بفضل السياسة الحكيمة لرئيس الجمهورية الذي تمكن أن يحول تلك المشاريع الهامة التي كانت حلما يراود الجزائريين منذ الإستقلال إلى حقيقة على أرض الواقع . وفي ذات السياق أعرب ذات المسؤول عن ارتياحه بتدشين المعبر الحدودي البري الجزائري-الموريتاني الشهيد مصطفى بن بولعيد الذي أنجز بمعايير دولية تتماشى مع متطلبات واحتياجات المستثمرين والمصدرين وكذا الناقلين والذي سيوفر - كما قال - لمستعمليه من الجانبين الجزائري والموريتاني الظروف الملائمة للعمل وضمان خدمات تجارية تعود بالفائدة على اقتصاد البلدين الشقيقين . كما اعتبر إطلاق مشروع إنشاء المنطقة الحرة للتجارة مكسبا إستراتيجيا هاما وطنيا ودوليا والذي سيتيح فرصة كبيرة للتبادلات التجارية بين التجار والمصدرين من الجزائر ودول غرب إفريقيا . وأضاف في السياق ذاته إن إطلاق إنجاز مشروع الطريق الرابط بين مدينتي تندوف (الجزائر) وزويرات (موريتانيا) من شأنه أن يساهم بشكل كبير في تذليل الصعوبات على الناقلين والمصدرين والرفع من وتيرة التبادلات التجارية بالمنطقة وأيضا تحقيق حركية اقتصادية جديدة تستجيب للطموحات التنموية والاجتماعية بين البلدين الشقيقين . من جهته عبّر المستثمر بيغة يحياوي من ولاية تندوف عن ارتياحه لإنشاء المنطقة الحرة للتبادل التجاري مبرزا أنها ستكون فضاء ملائما للصناعيين والمستثمرين لتسويق منتجاتهم لما ستضمنه من امتيازات عديدة . كما ستكون هذه المنطقة الحرة -حسب ذات المستثمر- عاملا اقتصاديا مساعدا لإرساء علاقات بينية بين التجار الجزائريين ونظرائهم الموريتانيين ودول غرب إفريقيا وتزيد من فرص المنافسة التجارية. وبدورها ترى عضو المرصد الوطني للمجتمع المدني بتندوف السيدة عائشة رمضاني أن المشاريع التي أطلقها رئيس الجمهورية خلال هذه الزيارة الثانية ستساهم في ترقية فرص الانفتاح والتكامل الثقافي والاجتماعي بين الشعبين الشقيقين اللذين تربطهما روابط أخوية عميقة وعريقة وتجمعهما مواقف النضال المشترك في مقاومة المستعمر ومناصرة قضايا التحرر في العالم. كما ستشكل تضيف السيدة رمضاني أداة للتنمية وتنشيط هذه المنطقة الحدودية من خلال تسهيل تنقل الأشخاص وتكثيف التبادلات التجارية بين البلدين ووسيلة هامة لترسيخ الروابط الاجتماعية والثقافية وجسر تجاري إستراتيجي يعود بالمنفعة المتبادلة بين البلدين ودول غرب إفريقيا التي تعتبر من الأهداف الرئيسية للترويج للمنتوج الوطني . من جهته أشار محمد بوالي أستاذ بالمركز الجامعي علي كافي بتندوف إلى أن المنشآت الحدودية التي حظيت بها هذه المنطقة الحدودية من الوطن تشكل إضافة نوعية لعلاقات التعاون الثنائية في عدة مجالات بين الجزائروموريتانيا ودول غرب إفريقيا وتعكس توجه الدولة -كما أضاف- نحو تجسيد سياسة اقتصادية جديدة تقوم على تشجيع الصادرات وترقية المنتوج الوطني. ومن شأن تلك المشاريع التنموية -كما أشار ذات الجامعي- أن تساهم بشكل كبير في رسم معالم جديدة للتنمية المحلية وتحقيق قفزة في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني خارج قطاع المحروقات بما يستجيب لتطلعات المواطنين وغايات السلطات العمومية.