تعيش كرتنا منذ سنواتٍ طويلة شحا وجفافا واضحين باستثناء بعض الإنجازات التي قد نسميها طفرة أو نتيجة لإرادة جزائرية بعيدة كل البعد عن كونها نتيجة لبرنامج مسطر أو أهداف لإستراتيجية متبناة ساهمت في تنويم الجماهير الرياضية ··وخير دليل على ذلك تأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم ، فهذا التأهل كان فقط نتيجة لإرادة وأسباب نفسية لا غير·· فعندما ترى ناديا محليا يغير مدربه مرات عديدة خلال الموسم أو يشتري لاعبين ويبيعهم خلال موسم أو موسمين أو يقوم باستقدامات للاعبين من أوربا أو إفريقيا فتظنها حلولا ستأتي بالجديد ولكن هيهات هيهات لما توعدون ·· وللأسف هذا هو حال معظم أنديتنا التي ما يلبث أن تمضي شهور عديدة حتى نسمع عن تلك الحجج المعهودة بسبب الاخفاقات والانتكاسآت، من تحكيم وتآمر ضد الفريق أو من اللاعبين بل بلغ بهم الحد إلى لوم الجماهير والتي بدورها سأمت وملّت المناصرة بعد الخيبات ·· وحتى إن كان للتتويج المحلي طعم خاص إلا أن التتويج القاري المطلوب بشدة غاب للأسف رغم أن بعض الأندية التي شاركت في مختلف البطولات الخارجية كانت تملك أفضل اللاعبين على المستوى الوطني ·· ألم يتساءل أحد عن السبب؟ ألم نُدرك الحقيقة المرّة بعد؟ لماذا نلح على الحلول الترقيعية رغم أنها لا تنفع على المدى الطويل ··؟ لماذا لا يفكرون بجدية ويضعون استراتيجيات على المدى الطويل تمتد لسنوات وسنوات أم أن غايتهم فقط حصد البطولات سريعا (الربح السريع) ومن ثم النزول إلى الدرجات السفلى؟ لمذا لا نعتمد على التكوين الذي لا يختلف اثنان على أنه السبيل الوحيد لاكتشاف المواهب وصقلها ومن ثم الإسثثمار بها لحصد الألقاب ؟ هذا التكوين الذي يجب أن يكون (كرويا خالصا) خاليا من المعارف أو إقصاء البعض على حساب البعض بسبب مكانة البعض، والكل يعرف ما يحصل في الفئات الصغرى أين تضييع مواهب مبدعة وسط نفوذ بعض الأولياء سامحهم الله ·· وهنا اقترح أن يتم الاعتماد على مدربين أجانب للفئات الصغرى تكون مهمتهم انتقاء أحسن المواهب دون أي شروط ولا قيود أو تدخل من طرف آخر ·· والمدرب المحلي أصبح محل مساومات وضغط من الرؤساء وهذا أثّر بشكل كبير على سمعته وكفاءاته، ومن ثم ضياع الكنوز ·· وخير دليل على ما أقول عدم قدرة اللاعب المحلي على الإحتراف في أوربا ، وليس الإحتراف في بطولات الفارق بين مستواها وما تمنحه من علاوات وأجور كبيرة جدا أو الإحتراف في أندية من الدرجة الثالثة والثانية مثلما نحن عليه الآن ·· بينما كان اللاعب الجزائري في وقت ليس بالبعيد يمضي في أعرق الأندية الأوربية ويضمن مكانته في التشكيلة الأساسية· متى نرى مشاريع لمدارس كروية تهتم بالفئات الصغرى لتضمن لهم الدراسة وتوفر لهم كل ما يحتاجونه وتسهر على تكوينهم أحسن تكوين؟ متى نبقى بمدرسة واحدة أو مدرستين في لد فيه آلاف المواهب تنتظر من يحتضنها؟ إلى متى······ حلول ترقيعية······· * بقلم: Dz_Eyes