عرف الصالون الدولي للكتاب إقبالا معتبرا خلال أيّامه الأخيرة، خاصّة من طرف الطلبة والمواطنين الذين لم يحظوا بفرصة زيارة الصالون خلال الأيّام الأولي بسبب أشغالهم، فكانت نهاية الأسبوع فرصة لتدارك ما فات بهدف اقتناء الكتب التي لن يجدها الزوّار إلاّ في هذا الفضاء وبأسعار مناسبة· واستغلّت بعض دور النّشر هذا الإقبال المعتاد في آخر المعرض إلى السعي لعرض تخفيضات معتبرة وصلت إلى 25 و50 بالمائة على أهمّ الكتب والسلاسل التي يقبل عليها المواطنون بشكل كبير كالكتب التعليمية والدينية التي كانت تباع بأسعار مرتفعة خلال بداية المهرجان، وهذا ما أدّى إلى استياء العديد من العائلات، خاصّة الآتية من بعيد فقط من أجل الحصول على بعض الكتب بأسعار تناسب دخلها· وكانت دور النّشر الجزائرية والمصرية الأكثر استقطابا للجمهور ولفتا للانتباه من خلال اللاّفتات العريضة للتخفيضات المقدّمة بطريقة تجذب الزّائر لا إراديا للولوج إلى أجنحتها، لتكون المنافسة حادّة بين الجانبين المصري والجزائري كالعادة، فتاه أغلب الزّائرين بين الأسعار والصور الجميلة والتزيينات المعروضة على بعض دور النّشر للظفر ببعض الزبائن· واللاّفت في نهاية هذا المعرض هو العدد الهائل من الأطفال الذين أتوا مع أهلهم لاستكشاف عالم الكتب الرّائع فكانت وجهتهم دور النّشر التي تهتمّ بالإصدارات الإلكترونية، كدار المستقبل الرّقمي التابعة للبنان ودار النّشر الإلكتروني الجزائرية ودار الحكمة الجزائرية، على أن البعض استنكر هذا العالم الجديد الذي يبعد الطفل عن تصفّح الكتب ويعمّق الهوة بينهما· وقد عمد بعض المعلّمين إلى جلب تلاميذهم لهذا المعرض كبادرة فردية فرح بها الأطفال بشكل كبير، حيث رحّب بهم خاصّة في جناح وزارة الثقافة الجزائرية وجناح دار القصبة التي ضاقت بالزّائرين من مختلف الفئات، حيث تعرف الدار باهتمامها بالجانب التاريخي للجزائر، كما لم تغب السيّدات عن الانتقال كالنّحلات من دار نشر لأخرى للظفر بآخر وصفات المطبخ العربي، حيث قامت بعض الدور المختصّة في هذا المجال بالإعلان عن منح كتاب مجّانا مقابل شراء واحد من عندها. وقد استغلّ بعض المشاركون الأجانب في هذا المعرض للقيام بجولة عبر أجنحة المعرض للظفر ببعض الكتب النّاذرة التي ربما لن يجدوها إلا في مثل هذه المناسبات· وللإشارة، فإن نهاية هذا المعرض كانت مميّزة بفرصة لقاء العديد من الكتاب والمبدعين الجزائريين والعرب، والذين قاموا بالتوقيع على إصداراتهم الجديدة، كواسيني الأعرج وعبد الرزّاق بوكبة وغيرهم من المبدعين الذين حظي قرّاؤهم بفرصة لقائهم، كما قام بعضهم بالمشاركة في إلقاء بعض المحاضرات والنّدوات المبرمجة من طرف محافظة المهرجان، وكانت محاضرة ربيع الشعوب العربية أهمّ محاضرة في نهاية هذا الصالون، والتي شارك فيها كلّ من عبد الغفار شكر وهو باحث ونائب مدير البحوث الإفريقية من مصر وفواز طرابلسي من لبنان الذي يعتبر ناشط وسياسي مهم في لبنان، وحلمي شعراوي وهو مدير مركز البحوث العربية ومستشار سابق للرئيس عبد النّاصر، ونشّط هذه المحاضرة الأستاذ مصطفى ماضي مدير دار القصبة. وقد أجمع الأساتذة على أن الثورات العربية كانت تحصيلا حاصلا للظروف الصّعبة التي كانت تعيشها المجتمعات العربية، متنبّئين بانتفاضة فلسطينية ستكون في المستقبل القريب·