اختتمت أمس فعاليات المعرض الدولي للكتاب في طبعته الخامسة عشر حيث سجل إقبال مكثف وتدفق قوي للزوار خاصة مع الساعات الأخيرة التي جعلت أصحاب دور النشر العربية والأجنبية يصفون القارئ الجزائري بالمثقف ومحتضن الكتاب في جميع المجالات والتخصصات وأرجعوا أي عزوف او نقص في الاقتناء إلى العامل المادي، ودعا الزوار إلى توسيع فضاءات هذا المعرض ورفع عدد دور النشر المشاركة على اعتبار أن دور النشر العربية والأجنبية أحضرت وسوقت كتب غير موجودة في الجزائر ويحتاجها الطلبة الباحثون والشغوفون بكل جديد مترجم أو يتعلق بالفكر ودعوا إلى إدراج تسهيلات إضافية حتى تنخفض أسعار الكتب المعروضة . اتفق ممثلو معظم دور النشر العربية والجزائرية والأجنبية خلال الساعات القليلة من عمر المعرض الدولي للكتاب الذي اختار دولة سويسرا ضيف شرف على أن الطبعة الرابعة والخامسة عشر للمعرض الدولي للكتاب بالجزائر سجلت إقبالا قياسيا قدر بآلاف يوميا الزوار والمتعطشين لتصفح خير جليس عكس اهتمام الجزائري بالكتاب وتشوقه لتذوق جديد الإصدارات في العالم . استحسن حسيب برهان الدين حسيب مدير مركز دراسات الوحدة العربية بلبنان تنظيم هذه الطبعة والطبعة السابقة وأرجع ذلك إلى تحويل مكان المعرض وسط العاصمة مع تغيير هيئة التنظيم وقال أنه اكتشف أن الجزائري عاشق للكتاب إذا اقترب منه وتحصل عليه في جميع المجالات في السياسة والثقافة والتاريخ والفكر والترجمة وما إلى غير ذلك . ويرى برهان الدين حسيب أن القارئ الجزائري ربما قد يمنعه العامل المادي من احتضان الكتاب وسوى ذلك لن يتردد في التهافت عليه، واعتبر ذات المتحدث أن القراء المغاربيون على وجه العموم والقراء الجزائريون على وجه الخصوص يقرأون جيدا وهم مهتمون كثيرا بالإصدارات، ووقفنا على تخفيضات يعرضها مركز الدراسات تناهز 30 بالمائة . وعبر مدير نشر الدار العربية للموسوعات اللبنانية عن انبهاره بالإقبال المتميز للكتاب ووصف القارئ الجزائري بالمثقف، ولم يخف في مشاركته الثانية أنه ندم كونه انقطع عن المشاركة لمدة أربع سنوات ووعد بأن يكون وفيا ويحضر المزيد من الكتب الثرية، فقد سجل كل ما يطلبه الجزائريون ولم يصدق بأنه باع جميع الكميات المعتبرة التي أحضرها من الكتب . وتحدث عن هذه التظاهرة الثقافية التي خصصت للكتاب وحده دون أي شريك بأنها خلقت حركية ثقافية واقتربت من اهتمامات الآخرين ومدت الطلبة والباحثين بمصادر ومراجع كانوا يحتاجونها غير أنها كانت غائبة. أما حسان بن نعمان ممثل عن دار الأمة الجزائرية اغتنم الفرصة ليدعو الدولة كي تدرج تخفيضات على الكتاب الإسلامي الذي يسجل إقبالا وتعطشا من طرف الجزائريين من جميع الفئات والأكاديميين، واستحسن بدوره الإقبال الذي عرفه المعرض في يوميه الأخيرين . وشدت دار الزين الحقوقية اللبنانية كما دور النشر المخصصة للأطفال الزوار حيث سجلنا تدفقا منقطع النظير للفضوليين والقراء، ووصف مديرها وسيم الزين القارئ الجزائري بالمتميز والجزائر ببلد القانون، وتحدث عن أهمية السوق الجزائرية خاصة عندما يتزامن ذلك مع عطلة نهاية الأسبوع مما دفعه الى إدراج تخفيضات تقدر بنسبة 50 بالمائة . وذهب كل من زياد المخلالاتي من دار العصماء السورية وعلي الفندري من إتحاد الناشرين التونسيين وممثل دار كيوان للطباعة إلى التأكيد على أن الإقبال كبير جدا في جميع المجالات ولا يقتصر على الطلبة وحدهم أو المختصين بل على جميع شرائح المجتمع وقالوا بأن الجزائر سوق مهمة للكتاب وكلما كان التنظيم أحسن والفضاءات أوسع والتسهيلات اكبر استفاد منها القارئ الجزائري وانعكست بالإيجاب على مكتبة الجزائري، ولم يخفوا أنهم باعوا كميات كبيرة من الكتب خلال أسبوع من العرض . وغصت فضاءات المعرض بعدد هائل من الطلبة الذين كان تهافتهم واضح على الكتب الاكاديمية والقواميس ولم يخفوا ارتفاع أسعار الكتب رغم التخفيضات ورغم انخفاض أسعارها مقترنة بالتي تباع بها في الجزائر، وتمنوا لو أن الدولة تدعم سعر الكتاب تماما مثل المواد الواسعة الاستهلاك على اعتبار أن الكتاب بدوره غذاء للفكر .