وعدوا بمدّة أقصاها 18 شهرا إلاّ أنهم أكملوا عامهم الثامن داخل شاليهات باتوا يتقاسمونها مع الجرذان والثعابين· يبدو أنّ محنة زلزال بومرداس المدّمر 21 ماي 2003، لم تفارق سكان مجمع شاليهات عين كحلة التابعة لبلدية هراوة بالرويبة، جراء الأوضاع المزرية داخل الشاليهات، بعدما باءت كل المحاولات المتكررة وحتى التهديدات والاحتجاجات بالفشل أمام إصرار المسؤولين بتجاهل الأوضاع· شاليهات مدة صلاحيتها لا تتجاوز ثلاث سنوات لحدّ أقصى، أصبحت تأوي أزيد من 317 عائلة منكوبة يفوق عدد أفراد العائلة الواحدة 6 أفراد في غرفتين، أصبحت من الداخل وكأنها أوكار جرذان هرمة مهترئة· جدران هشة وأرضية لم يعد يجدي ترقيعها نفعًا ففريال البنت ذات 15 ربيعًا تفاجأت بسقوط الحمام وهي بداخله مما أدى الى إصابتها بجروح بليغة على مستوى الرجل اليسرى، دون حصولها على أية إعانة أو تعويض من قبل المعنيين بالأمر على حدّ تعبير والدتها· إضافة إلى انتشار الأمراض المزمنة بشكل رهيب من ربو وسلّ، وحساسية على أنواعها، والميكروبات التي أصبحت تحصد أرواح الأطفال الأبرياء مما زاد من خوف السيدة نجاة التي تنتظر مولودًا جديدًا، بعد انسداد قنوات الصرف الصحي الذي أدى إلى تحجّر مياه قذرة تحت الشالي ومن حوله وانبعاث الروائح الكريهة ليلاً ونهارًا· ومما زاد الطين بلة استفحال ظاهرة السرقة والسطو في وضح النهار والاعتداءات المتكررة على السكان من قبل المجرمين، وانتشار الخمر والمخدرات، والفعل المخلّ بالحياء، تقول السيدة نادية (الوضع أصبح لا يطاق والصبر لم يعد يجدي نفعًا، أصبحنا نسمع كلامًا بذيئًا ومنحطًا أمام أزواجنا وبناتنا حتى في شهر رمضان الكريم، ودخول الغرباء طوال الوقت في الشالي المجاور لها) هذا ما جعل شاليهات المنكوبين يتركون أثرًا سيئا على مسامع الناس في المنطقة· وفي آخر احتجاج قام به السكان كان يوم 14 سبتمبر من العام الحالي أمام مديرية السكن التابعة لولاية الجزائر، يقول عمي السعيد وهو أحد ممثلي السكان لدى الجهات المعنية إن الأوضاع عن جد لم تعد تطاق، فعدم التزام الجهات المعنية والمسؤولين بتجسيد وعودهم ومخططات ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية كان من المرجح أنهم سيستفيدون منها، وفي آخر لحظة تغير البرنامج لتحصل عليها عائلات غريبة قد لا تكون من بين المنكوبين· أضاف عمي السعيد عند اتصالهم برئيس بلدية هراوة السيد معامري علي، أصيبوا بالدهشة لأنه أكد بأن الأمر لا يعنيه ويتخطى مسؤوليته، فهذا الأمر يجب مناقشته لدى من هم أعلى منه شأنًا· أصبحت الوضعية تستدعي التدخل الجدّي والفوري، فبعد استعمال كل الوسائل المتاحة، لم يبق سوى رفع المشكل إلى القاضي الأول للبلاد، رئيس الجمهورية لإنصافهم وترحيلهم إلى سكنات على جناح السرعة، متوعدين باحتجاجات يخرج فيها النساء والأطفال أي كل السكان قبل نهاية الأسبوع المقبل·